سرطان الكبد .. الأعراض والأسباب وهل يمكن الشفاء منه؟

سرطان الكبد ..  الأعراض والأسباب وهل يمكن الشفاء منه؟

يعد سرطان الكبد مهددًا لأكبر أعضاء جسم الإنسان حجمًا بعد الجلد، ومن المعروف أن الكبد هو العضو الوحيد الذي له القدرة على إعادة النمو والتجديد، ويقع أسفل القفص الصدري على الجانب الأيمن من البطن، وله عدة وظائف هامة في الجسم، حيث يقوم بإنتاج المواد الهامة، مثل: الصفراء التي تساعد على هضم الدهون والكوليسترول وبعض الفيتامينات، ويعمل أيضًا على وإزالة السموم والمواد الضارة من الجسم، وتخزين العناصر الغذائية مثل الجلوكوز لاستخدامه في الحصول على الطاقة، ويصنع الكبد مواد تعمل على تجلط الدم.

عند إصابة الكبد بالسرطان، تقل كفاءته ولا يستطيع القيام بدوره بشكل طبيعي، وتستطيع الخلايا السرطانية أن تنفصل وتنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي وتبدأ في النمو، وتعتمد خطورة سرطان الكبد على مدى انتشاره وحجمه ومكان وجوده.

أنواع سرطان الكبد

  • سرطان كبد أولي: يسمى النقيلي، وينتج عن نمو وانتشار الخلايا غير السليمة داخل الكبد، ويكتشف عن طريق شكوى المريض من وجود ألم أو كتلة محسوسة أو اصفرار أو غثيان، أو يتم اكتشافه عن طريق تصوير البطن لسبب أو لآخر، وهو الأكثر شيوعًا.
  • سرطان كبد ثانوي: تنشأ الخلايا السرطانية في عضو آخر في الجسم، ثم تنتقل إلى الكبد، ويسمى باسم العضو الذي بدأ منه. 

الأعراض

لا تظهر الأعراض في المراحل المبكرة من سرطان الكبد الأولي في معظم المصابين، وتظهر الأعراض الآتية فيما بعد مع تقدم المرض مثل: 

  • فقدان الوزن غير المبرر. 
  • كتلة على الجانب الأيمن أسفل الحجاب الحاجز.
  • اصفرار البشرة وبياض العين المعروف باليرقان.
  • قيء وغثيان.
  • الضعف العام.
  • ألم في الجزء العلوي من البطن.
  • انتفاخ البطن بسبب تراكم السوائل.
  • ألم في الكتف الأيمن.
  • الشعور بالشبع بسرعة عند تناول الطعام.
  • بول داكن اللون.
  • حمى.

لا تعد الأعراض السابقة دليلًا على الإصابة بسرطان الكبد، ولكن ينصح بمراجعة الطبيب والاطمئنان على صحتك؛ لأن الاكتشاف في المراحل المبكرة يزيد من فرص علاجه.

يجب عليك استشارة الطبيب إذا لاحظت كتلة في بطنك، أو فقدت الكثير من الوزن دون محاولة منك في الأشهر الماضية.

الأسباب

يمكن لأي شخص الإصابة بسرطان الكبد الأولي، ولكن قد تزداد احتمالية الإصابة في الحالات الآتية:

  • إذا كان عمرك فوق الستين عامًا؛ فهو أكثر شيوعًا في الأعمار الكبيرة.
  • إذا كنت تعاني من حالات طبية معينة، مثل: التهاب الكبد وتليفه، أو السكري، أو حصى المرارة، أو فيروس نقص المناعة.
  • إصابة أحد أفراد العائلة به.
  • يتعرض الرجال للإصابة بصورة أكبر.
  • زيادة الوزن.
  • التدخين.
  • شرب الكحوليات.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على الأفلاتوكسين، وهي عبارة عن فطر ينمو على الأطعمة، إذا لم تُخزن بشكل صحيح.

نصائح لتقليل خطر الإصابة بسرطان الكبد

يمكنك تقليل الإصابة بالمرض عن طريق اتباع النصائح الآتية: المحافظة على الوزن المثالي وتجنب السمنة، وحصول الأطفال الرضع على تطعيم ضد التهاب الكبد B، وأيضًا حصول البالغين المعرضين لخطر الإصابة على ذلك التطعيم، وإجراء اختبار التهاب الكبد الوبائي سي والحصول على الرعاية المناسبة في حالة الإصابة به، والإقلاع عن التدخين، والتقليل من شرب الكحوليات.

التشخيص

توجد عدة اختبارات لفحص الكبد والدم للكشف عن الإصابة بسرطان الكبد مثل:

  • الفحص البدني والتاريخ الطبي: يُفحص الجسم للتحقق من ظهور بعض علامات الإصابة، مثل وجود كتلة أو انتفاخ في البطن أو أي علامات أخرى، ويؤخذ التاريخ الطبي للمريض من العادات الصحية والأمراض والعلاجات السابقة.
  • اختبار علامة الورم AFP: قد يكون ارتفاع مستوى AFP في الدم علامة على الإصابة، ويحدث ارتفاع مستويات AFP أيضًا في بعض أنواع السرطانات الأخرى، وبعض الحالات غير السرطانية مثل التهاب الكبد وتليفه، وقد يكون مستوى AFP غير مرتفع مع وجود الإصابة بسرطان الكبد.
  • اختبار وظائف الكبد: عن طريق قياس كميات بعض المواد التي يطلقها الكبد في الدم، قد يكون ارتفاع نسبة مادة ما في الدم علامة على الإصابة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، والتصوير المقطعي المحوسب.
  • الخزعة: وهي عبارة عن أخذ عينة من نسيج الكبد بواسطة إبرة رفيعة، حيث يفحص الطبيب تلك العينة تحت المجهر للكشف عن وجود خلايا سرطانية، وقد يتضمن هذا الإجراء حدوث نزيف أو كدمات أو عدوى.

ما هي مراحل سرطان الكبد؟

يحدد الطبيب مرحلة السرطان بمجرد تشخيص المرض؛ لوضع الخطة العلاجية المناسبة، وهناك اختبارات تساعد على تصنيف مرحلة الإصابة والتي تعتمد على حجم وموقع ومدى انتشار الخلايا السرطانية، مثل: تصوير الرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، وهناك أربع مراحل للمرض، وهي كالآتي:

سرطان الكبد

  • المرحلة الأولى: وهي المرحلة المبكرة، وتتميز بوجود كتلة واحدة في الكبد، لم تنتشر بعد.
  • المرحلة الثانية: وهي تعد من المراحل المبكرة، وتتميز بوجود كتلة سرطانية واحدة في الكبد وقد انتشرت في الأوعية الدموية، أو وجود عدة أورام في الكبد بعرض أقل من خمسة سنتيمترات.
  • المرحلة الثالثة: تعد من المراحل التي يشتد فيها المرض وتتكون من ثلاث مراحل، وينتشر فيها الورم إلى أحد الأوعية الدموية الرئيسية أو يمتد إلى الأعضاء المجاورة.
  • المرحلة الرابعة: وهي المرحلة الأشد، وتنقسم إلى مرحلتين، وهما: المرحلة الرابعة أ: ينتشر فيها الورم إلى الغدد الليمفاوية القريبة من الكبد، المرحلة الرابعة ب: ينتشر فيها الورم إلى أعضاء بعيدة مثل: الرئتين أو العظام أو الدماغ.

كلما انخفضت المرحلة، يكون انتشار المرض قليلًا، وتزداد احتمالية الشفاء منه، وكلما ازدادت المرحلة كما في المرحلة الرابعة أصبح العلاج أكثر صعوبة.

العلاج

يعد استئصال الورم والعلاج الكيميائي هو الأكثر شيوعًا مع سرطان الكبد الأولي، أما العلاج الشائع في النوع الثانوي هو العلاج الكيميائي، أو مزيج منه مع الجراحة، وسنتعرف على طرق العلاج في السطور التالية:

الجراحة: تعتمد الجراحة على نوع الورم ومكانه ومدى انتشاره، وتتضمن استئصال جزء من الكبد أو زرعه، ويمكن للجزء المتبقي من الكبد المستأصل أن يعود إلى حجمه الطبيعي خلال بضعة أشهر، أما في حال أنه لا يمكن استئصال الكبد، فيمكن إجراء الزراعة، والتي تحتاج إلى الاطمئنان على الحالة الصحيةللمريض، وأن يتوقف عن التدخين وشرب الكحول لمدة ستة أشهر، وانتظار المتبرع.

استئصال الورم: يعد استئصال الورم هو الأكثر شيوعًا في النوع الأولي، حيث يحدث تدمير للخلايا السرطانية عن طريق موجات الراديو و الميكروويف التي تقوم بتسخين الخلايا وتدميرها، ويتم هذا الإجراء عن طريق إدخال إبرة عبر الجلد، أو قطع جراحي.

العلاج الكيميائي: يستخدم العلاج الكيميائي لقتل الورم أو تقليصه أو إبطاء نموه، عن طريق الأقراص أو بشكل وريدي، ويمكن إعطاؤه بعد الجراحة؛ للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية.

العلاج الإشعاعي: حيث تستهدف أورام الكبد مباشرة بجرعات عالية من الإشعاع الداخلي، ويستخدم هذا النوع من العلاج عند عدم إمكانية إجراء الجراحة، ويمكن استخدامه في النوع الأولي والثانوي.

الرعاية التلطيفية: حيث يحدث تركيز على تخفيف الألم عند الخضوع للجراحة أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، ويتم توفير الرعاية التلطيفية من قبل فريق من الأطباء والممرضين جنبًا إلى جنب مع الفريق العلاجي.

قد تحدث لك الإصابة بسرطان الكبد دون معرفة ذلك، وإذا كنت معرضًا للإصابة، فيمكنك التحدث إلى الطبيب المختص لمراقبة الكبد وأخذ المشورة، ومن أهم الأمور في هذا المرض الاكتشاف المبكر له، مما يزيد من فرص الشفاء.