شبكة الجيل الخامس فى عالم الإتصالات G5

شبكة الجيل الخامس فى عالم الإتصالات G5

تقرير / أميمة حافظ

 

شبكة الجيل الخامس فى مجال الاتصالات ال 5G  هي معيار تكنولوجيا الجيل الخامس للشبكات الخلوية ذات النطاق العريض، والتي بدأت شركات الهاتف الخلوي ، في نشرها في جميع أنحاء العالم في عام 2019، وهي الخلف المخطط له لشبكات الجيل الرابع التي توفر الاتصال بمعظم الهواتف المحمولة الحالية ،  و التى تم التوقع  لها أن تضم  أكثر من 1.7 مليار مشترك في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2025، و ذلك وفقا لتقرير  الجمعية الدولية لشبكات الهاتف  المحمول .

فمثل سابقاتها، شبكات الجيل الخامس هي شبكات خلوية، حيث تنقسم منطقة الخدمة إلى مناطق جغرافية صغيرة تسمى الخلايا ،  يتم توصيل جميع أجهزة الجيل الخامس اللاسلكية في الخلية بالانترنت وشبكة الهاتف ،  عن طريق موجات الراديو من خلال هوائي محلي بالخلية.

الميزة الرئيسية للشبكات الجديدة هي أنها تعمل بنطاق ترددي أكبر، مما يعطي سرعات تنزيل أعلى ،  تصل في النهاية إلى 10 جيجابت في الثانية  (جيجابت/ثانية).

نظرًا لزيادة عرض النطاق الترددي، من المتوقع ألا تخدم الشبكات الهواتف المحمولة حصرا مثل الشبكات الخلوية الحالية، ولكن سيتم استخدامها أيضا كمزود خدمة إنترنت عامة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية، منافسة لمزودي خدمة الإنترنت الحاليين من خلال الإنترنت عبر الكابل ،  مكنت الشبكة الجديدة تطبيقات جديدة في إنترنت الأشياء (IoT) ومجالات الآلة إلى الآلة. لا تستطيع الهواتف المحمولة بتقنية الجيل الرابع استخدام الشبكات الجديدة، والتي تتطلب دعم تقنية الجيل الخامس.

 

الاتصال عن بعد  :

 

يتم تحقيق السرعة المتزايدة جزئيا باستخدام موجات راديو ذات تردد أعلى من الشبكات الخلوية السابقة ، ومع ذلك، فإن موجات الراديو ذات التردد العالي لها نطاق فيزيائي مفيد أقصر، مما يتطلب خلايا جغرافية أصغر. للخدمة الواسعة، تعمل شبكات الجيل الخامس على ما يصل إلى ثلاثة نطاقات تردد، منخفضة ومتوسطة وعالية، ستتكون شبكة الجيل الخامس من شبكات تصل إلى ثلاثة أنواع مختلفة من الخلايا، كل منها يتطلب تصميمات محددة للهوائي، يوفر كل منها مقايضة مختلفة لسرعة التنزيل مقابل المسافة ومنطقة الخدمة. تتصل الهواتف المحمولة والأجهزة اللاسلكية التي تدعم التقنية بالشبكة من خلال هوائي بأعلى سرعة داخل النطاق في موقعها.

تستخدم شبكة الجيل الخامس منخفضة النطاق نطاق تردد مشابها للهواتف المحمولة من الجيل الرابع، 600-850 ميجاهرتز، مما يمنح سرعات تنزيل أعلى قليلاً من الجيل الرابع، ما يقارب 30-250 ميجابت/ثانية ،  الأبراج الخلوية منخفضة النطاق لها نطاق ومنطقة تغطية مماثلة لأبراج الجيل الرابع. تستخدم شبكة الجيل الخامس متوسطة النطاق الموجات الدقيقة من 2.5 إلى 3.7 جيجاهرتز، مما يسمح بسرعات تتراوح من 100 إلى 900 ميجابت/ثانية، حيث يوفر كل برج خلوي خدمة تصل إلى عدة أميال في دائرة نصف قطرها. هذا المستوى من الخدمة هو الأكثر انتشارًا، ويجب أن يكون متاحًا في معظم المناطق الحضرية في عام 2020. بعض المناطق لا تطبق النطاق المنخفض، مما يجعل هذا المستوى الأدنى للخدمة. يَستخدم الجيل الخامس عالي النطاق ترددات من 25 إلى 39 جيجاهرتز، بالقرب من الجزء السفلي من نطاق الموجة المليمترية، على الرغم من أنه قد يتم استخدام ترددات أعلى في المستقبل. فغالبًا ما يحقق سرعات تنزيل في نطاق جيجابت في الثانية، والذي يمكن يمكن مقارنته بالإنترنت عبر الكابل. ومع ذلك، فإن موجات المليمتر (mmWave أو mmW) لها نطاق محدود أكثر، متطلبة العديد من الخلايا الصغيرة.

تعاني الموجات مشكلة في المرور عبر بعض أنواع المواد مثل الجدران والنوافذ. ونظرا  لارتفاع تكلفتها، فإن الخطط تهدف إلى نشر هذه الخلايا فقط في البيئات الحضرية الكثيفة والمناطق التي تتجمع فيها حشود من الناس مثل الملاعب الرياضية ومراكز المؤتمرات. السرعات المذكورة أعلاه هي تلك التي تم تحقيقها في الاختبارات الفعلية في عام 2020، ومن المتوقع أن تزداد السرعات أثناء بدء التشغيل .

سيستخدم الجيل الخامس لشبكات الخلوي ترددات عالية. كما أن النطاق سيكون موسعا إذ يمكن للمستخدمين نقل سعة بيانات أكبر بعدة مرات من المتوفر حاليا وأسرع من معايير الهواتف المحمولة القديمة، وبمعدلات تصل إلى 10 جيجابايت في الثانية.

وتتوقع شركة الاتصالات السويدية العملاقة “إريكسون” أنه بحلول عام 2024، سوف يستخدم أكثر من 40 في المائة من سكان العالم تكنولوجيا الجيل الخامس.

بيد أن إمداد شبكات الجيل الخامس لشبكات الخلوي فائقة السرعة أمر معقد بسبب موجات المليمتر القصيرة، وهو ما يتطلب وجود أجهزة تقوية البث اللاسلكي في عدة أماكن. لذلك يجب علينا أن نكون مستعدين لحقيقة أنه فضلاً عن أبراج الشبكات الموزعة بالفعل في جميع أنحاء البلاد، سيكون من الضروري أيضاً تركيب هوائيات لتقوية الإشارة، من أجل ضمان عمل شبكات الجيل الخامس. هذه الهوائيات سيتم تثبيتها بكثرة  في الشوارع وعدة أماكن أخرى، ما يعني صعوبة تجنب تأثير الأشعة الدائمة الناتجة عنها.

 

ال5G فى مصر :

 

تقنيات الجيل الخامس من الاتصالات 5G، تعد اتجاها مهما لتطوير التقنية المعلوماتية بالدول الكبرى، مع توفير بيئة منفتحة وعادلة وغير تمييزية تقوم على الاحترام والثقة المتبادلين لتطوير هذه التقنية، للمشاركة في الثورة العلمية والتقنية الجديدة وتحقيق منافع مشتركة وتنمية مشتركة.

 

ومن هذا المنطلق بدأت الدولة المصرية، في الاستعداد السريع، لاستقبال تقنيات الجيل الخامس من الاتصالات 5G، وتعظيم الاستفادة من تطبيقاته التكنلوجية والعملية، بما ينعكس بشكل إيجابي على كل الخدمات المقدمة للمواطنين، والإسراع في خطوات التنمية التي تستهدفها البلاد.

 

وفي هذا الصدد استضافت مصر المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية الذي نظمه الاتحاد الدولي للاتصالات في نوفمبر 2019 بشرم الشيخ، وافتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بما يعكس ويؤكد  دورها مصر الفاعل دوليا، وحرص الدولة المصرية على تحقيق خطوات واسعة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ويتوقع للجيل الخامس من تكنولوجيا الاتصالات، أن يحقق طفرة كبيرة في مختلف أوجه التنمية بالبلاد خلال الفترة المقبلة، خاصة في نقل البيانات والتطبيقات، وأنظمة النقل، والإدارة والتحكم، وتقنيات إنترنت الأشياء، وهو المستهدف تطبيقه بالعاصمة الإدارية الجديد، باكورة المدن الذكية في مصر، والتي من المرتقب إطلاق شبكات الجيل الخامس بها قريبا، وفق ما أعلن رئيس فودافون العالمية، خلال استقبال الرئيس السيسي له.

ومن المتوقع أيضا، أن يكون الاعتماد على شبكات الجيل الخامس 5G مختلفا إلى حد كبير في المستقبل، مع تفاؤل كبير بحل العديد من المشكلات المتعلقة بالنفقات، خاصة مع مقدمي خدمات الطاقة الشمسية في جميع أنحاء العالم، والذي من المتوقع أن يقلل من مشكلات النفقات المرتفعة لهذه التكنولوجيا والصناعة الهامة.

وكان من المفترض أن يكون  العام  الماضى 2020 و الذي أصبح فيه الجيل الخامس سائددا  للمستهلكين الذين يبحثون عن التكنولوجيا، لكن السرعات المبكرة كانت مخيبة للآمال بعض الشيء، لذا فقد يكون عام 2021 مختلف بشأن تقنيات الجيل الخامس بشكل ملحوظ.

وبحسب تقارير، سوف تتحسن التغطية الخاصة بتقنيات الجيل الخامس من الاتصالات، وسوف تزداد السرعات بشكل أسرع، كما أن الهواتف ستصبح أرخص، و سيكون هذا هو العام الذي سيبدأ فيه المستهلكون بالفعل في المطالبة بـ شبكات الجيل الخامس 5G ، وهو ما وعت إليه الدولة المصرية، من أهمية كبرى لهذا التطور السريع بتكنولوجيا الاتصالات، لذا جاء حرص القيادة المصرية على مواكبا تلك المتغيرات السريعة، لتكون التوجيهات بالبدء في اتخذا كافة الإجرات وتوفير البنية التحتية اللازمة، لحجز مقعدها بمصاف الدول التي تعتمد على أحدث التكنولوجيات بالعالم.

دول تدعم شبكة الجيل الخامس :

هناك دولة عربية تتربع على قائمة أعلى شبكات 5G في العالم ، سرعة تنزيل شبكة الجيل الخامس فالسعودية أعلى سرعة تنزيل للـ5G .

حيث تتنافس دول العالم في توفير أسرع شبكة للجيل الخامس 5G لمستخدميها، منذ بدء استخدام هذه الشبكات في الفترة الأخيرة.

وفي  اخر تقرير  نشرته شركة تحليلات المحمول “أوبن سيجنال”، تم تصنيف الدول التي تتمتع بأسرع سرعة تنزيل في العالم، حيث تعتمد الشركة مقياساً لفهم تجربة الهاتف المحمول الإجمالية لمستخدمي شبكة الـ5G، بقياس متوسط سرعات التنزيل على شبكات الجيل الخامس والرابع بالإضافة إلى الوقت الذي يستغرق للاتصال بكل تقنية، حيث تشمل التجربة الإجمالية مستخدمي شبكة الـ5G عبر 12 سوقا من أسواق العالم الرائدة التي أطلقت التقنية الحديثة .

حيث جاءت المملكة العربية السعودية على رأس القائمة التي تضم الدول التي تتمتع بأعلى سرعة تنزيل في العالم على شبكة الـ5G، بسرعة تنزيل بلغت 144.5 ميجابايت في الثانية، بحسب ما ذكرت وكالة ال CNN.

1-السعودية: سرعة تنزيل بلغت 144.5 ميجابايت في الثانية.

2- كندا: سرعة تنزيل تبلغ 90.4 ميجابايت في الثانية.

3- كوريا الجنوبية: سرعة تنزيل تبلغ 75.6 ميجابايت في الثانية.

4-تايوان: سرعة تنزيل تبلغ 71.5 ميجابايت في الثانية.

5-هولندا: سرعة تنزيل تبلغ 68.9 ميجابايت في الثانية.

6-سويسرا: سرعة تنزيل تبلغ 58.4 ميجابايت في الثانية.

7-أستراليا: سرعة تنزيل تبلغ 48.7 ميجابايت في الثانية.

8-هونج كونج: سرعة تنزيل تبلغ 48.2 ميجابايت في الثانية.

9-ألمانيا: سرعة تنزيل تبلغ 44.7 ميجابايت في الثانية.

10-الكويت: سرعة تنزيل تبلغ  43.6 ميجابايت في الثانية.

وبحسب التقرير، فإن مستخدمي خدمة شبكة الجيل الخامس في المملكة المتحدة لديهم أبطأ تجربة سرعة تنزيل إجمالية بمعدل سرعة يبلغ 32.6 ميجابايت في الثانية، فيما جاءت الولايات المتحدة في المركز قبل  الأخير بسرعة وصلت إلى 33.4 ميجابايت في الثانية.

ال5G و فيرس كورونا  :

ظهرت شائعات خلال جائحة كورونا ففى  الأزمات عندما يعجز العالم عن تفسير وقوع حدث ما مثل ما يجري الآن تكثر الشائعات ،  و كانت البداية  من بريطانيا  حيث ربطت الشائعات  انتشار الفيروس القاتل بأبراج شبكات الهواتف من الجيل الخامس (5G).

ففى الربع الاول من العام الماضى شهدت بريطانيا أحداثا غريبة وثقها الواقفون وراءها بالصور والفيديو ونشروها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر إطلاق النار على أبراج هواتف 5G أو إضرام نيران فيها.

ويزعم مروجو نظريات المؤامرة أن الجيل الخامس الذي يعتمد على إشارات تنقلها موجات كهرمغناطيسية، “مسؤولة بشكل من الأشكال عن انتشار الفيروس الجديد”.

و ذكرت مجموعات على موقعي فيسبوك ونكست دور، يكرر الآلاف من أعضائها مزاعم كاذبة ومضللة تدعي أن الجيل الخامس مضر وأنه وراء انتشار فيروس كورونا.

و دعت  إحدى تلك النظريات أن الفيروس انطلق من ووهان لأن المدينة الصينية اعتمدت خدمة الجيل الخامس، وأن من المفترض أن ينتشر الوباء في مدن أخرى  تستخدم 5G أيضا.

وفشلت هذه  الأكاذيب في الإشارة إلى أن فيروسا شديد العدوى سينتشر بشكل أكبر في المدن المكتظة الموصولة بخدمة الجيل الخامس وأن الوباء اجتاح بلدانا مثل إيران واليابان اللتين لم تدخلا خدمة الجيل الخامس بعد.

ويقول خبراء إنه لا توجد أي أدلة علمية تربط الجائحة العالمية بـ5G، ولا توجد أي آثار صحية سلبية فورية لشبكات الجيل الخامس.

وسلطت مؤسسة Full Fact البريطانية الخيرية والمعنية بالتأكد من الحقائق في بريطانيا، الضوء على المزاعم بعد أن أبرزتها إحدى الصحف الصفراء في المملكة المتحدة.

ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أستاذ علم الأحياء الدقيقة في جامعة ريدنغ، سيمون كلارك، قوله إن “فكرة أن موجات الجيل الخامس تثبط جهاز المناعة لا تصمد أمام التدقيق”.

وأردف أن “الموجات الكهرومغناطيسية للجيل الخامس ضئيلة جدا، ولا يمكن لها بأي شكل أن تمتلك القوة الكافية للتأثير على الجسم” مؤكدا أن العديد من الدراسات أجريت حول  الموضوع.

وتستخدم 5G ترددات موجات أعلى من 3G أو4G، لكن الهيئات التنظيمية البريطانية سجلت أن مستويات الإشعاع الكهرومغناطيسي لـ5G أقل بكثير من الإرشادات الدولية.

لكن هذا لم يمنع الشائعات من الانتشار. فتعرض بعض البريطانيين لعمال وضايقونهم خلال وضعهم كابلات الألياف الضوئية لتركيبات الجيل الخامس، مدعين أن 5G عندما يتم تشغيلها “ستقتل الجميع”.

وعلى غرار العديد من نظريات المؤامرة وحملات التضليل، قد تكون روسيا في قلب نشر المخاوف الصحية المرتبطة بـ5G، بحسب وسائل إعلام أوروبية.

وفي حين عملت مجموعات على فيسبوك في تغذية نظريات المؤامرة في الآونة الأخيرة، إلا أن تقريرا أعدته صحيفة نيويورك تايمز حذر من أن الحملات المضللة الروسية تستغل بشكل نشط المخاوف الصحية المرتبطة بـ5G.