إذا زرت بلدة كوستستي في رومانيا في يوم من الأيام، فإنك ستسمع عن ظاهرة جيولوجية عجيبة، وربما تشاهدها أمام عينيك، فمن الممكن أن ترى صخور عملاقة تنمو وتتحرك أمامك، فلا تخاف، هذه ظاهرة تم رصدها في رومانيا منذ القدم، وأشيع عنها الكثير من القصص والأساطير، كما أنها حيرت العلماء والباحثين.
عثر العلماء على صخور عملاقة في أكثر من 20 موقع في رومانيا خلال القيام بأعمال الحفريات، ولاحظوا انها تنمو وتتحرك بطريقة غريبة، فهي تنقسم بما يشبه عملية التكاثر، ومن ثم أطلقوا عليها “trovants” وتم تصنيفها على أنها من الكائنات الحية. وقد وجدوا أنها تختلف في الحجم والشكل، فبعضها يصل حجمه لأكثر من 4.5 متر، والبعض الاخر يكون في حجم كف اليد.
وكان أغرب ما تم اكتشافه هو حركة هذه الصخور عبر الوديان من مكان إلى آخر على الرغم من تشبث بعضها بالأرض كقاعدة السنديان، انها تتحرك من دون أي عوامل مساعدة، وهذا ما دفع مجلة “sciencealert” العلمية المتخصصة، في أن تشبه حركتها هذه بـ “الإبحار”.
وقد توصل الباحثون إلى أن هذه الصخور ترجع إلى العصر “الميوسيني الأوسط”، وقد تشكلت على الأرض منذ ما يقرب من 6 مليون عام، بفعل سلسة من الزلازل التي ضربت الأرض.
وتمكن الباحثون من الكشف عن مكوناتها، حيث جدوا انها عبارة عن رمال رسوبية ملتصقة ببعضها البعض بإسمنت جيري، وقد اكتسبت شكلها الكروي المميز من الضغط الصادر عن السلاسل الزلزالية التي تحدث في باطن الأرض.
ولعل أكثر ما أثار اعجاب الناس وحيرة العلماء هو حركة هذه الصخور ونموها على الرغم من امتداداتها في الأرض فيما يشبه الجذور، وليس بنيتها ومكوناتها، وقد أعطاها العلماء صفات النبات، بالرغم من أنها غير حية. لأنهم وجدوا حلقات عمرية داخل أجزاء الحجارة المقطوعة.
وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نقول سبحان الله العظيم، ففي هذا بلاغ كبير للناس للتدبر في خلق الله تعالى والإقرار له بالوحدانية، ومعرفة عظمته جل في علاه. فالتفكر يزيد من قوة إيمان الإنسان ومعرفته بعجزه أمام خالقه، كما انه من أعظم العبادات التي تقود إلى التسليم والخشوع لله تعالى.