صناع الفكر المصري

صناع الفكر المصري


تقرير: هبة معوض

شهد العالم بأجمعه على نبوغ الشخصيات المصرية في كافة المجالات، ونعلم أن لكل دولة رموزها وأعلامها، لكن هنا في مصر فالوضع مختلف تماما، فنحن الآن لسنا بصدد شخصيات علمية أو مخترعين، فنحن نعلم أنه رغم نبوغهم إلا أن هناك شخصيات كثيرة جدا، لكننا الآن بصدد شخصيات أثرت في التاريخ المصري والمصريين فكريا وثقافيا، من هذه الشخصيات من حارب لأجل فكرته، أو سياسته أو شخصيته.

ثلاثة تحدث عنهم التاريخ، وخلدهم، بأفكارهم وأعمالهم، لأنهم بالفعل استطاعوا أن يصنعوا هم جزء شيق ومثير من التاريخ، فمن هم هؤلاء؟ وكيف حفروا أسماءهم في التاريخ؟

جمال حمدان..
ولد في قرية “ناي” بمحافظة القليوبية بمصر في 12 شعبان 1346هـ/4 فبراير 1928، ونشأ في أسرة كريمة طيبة تنحدر من قبيلة “بني حمدان” العربية التي نزحت إلى مصر في أثناء الفتح الإسلامي، كان مُفكراً مُبهراً، تميَّز من خلال قراءته المتعمقة للتاريخ، وقدرته على ربط الجغرافيا بالتاريخ، وإضفاء الطابع الاستراتيجي على أفكاره وتحليلاته.
فهو من أصدر عام 1964 كتاباً بعنوان «بترول العرب» ليلقي الضوء – لأول مرة – على أهمية البترول من الناحية السياسية والاستراتيجية، ولم يتحدث حمدان في موسوعته عن مصر على أنها مجرد موقع جغرافي متميز، فلم يدرس الجغرافيا بمعزل عن التاريخ، ومن خلال هذا التفاعل حلَّل ملامح شخصية مصر من خلال تاريخها وجغرافيتها النابضة بكل المتناقضات.

واشتهر حمدان بدفاعه عن الناصرية والقومية العربية وحركة الضباط الأحرار في يوليو/تموز 1952، وكان يرى أن جمال عبد الناصر هو أول زعيم مصري يكتشف جوهر شخصية مصر السياسية.

الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري..
مفكر عربي إسلامي وأستاذ غير متفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس. وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي (مرحلة التكوين أو البذور). التحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعُين معيدًا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers (مرحلة الجذور).
وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 – 1988)، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 – 1975)، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 – 1979).

وهو الآن عضو مجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا (مرحلة الثمر).

فرج فوده..
فرج فودة هو كاتب ومفكر مصرى، مولود في ١٩٤٥ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط وهو حاصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعى من جامعةعين شمس، وكان فرج فودة يكتب في مجلة «أكتوبر» وجريدة «الأحرار» وقد أثارت كتاباته جدلاً واسعاً بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين فقد كان يدعو إلى فصل الدين عن الدولة، ويرى أن الدولة المدنية لا شأن لها بالدين وقد حاول تأسيس «حزب المستقبل» وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب في الوقت الذي كانت فيه جبهة علماء الأزهر تشن هجوماً كبيراً عليه، وطالبت تلك اللجنة لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل أصدرت تلك الجبهة فى ١٩٩٢بـ«جريدة النور» بياناً «بكفره» استقال فرج فودة من حزب الوفد الجديد، لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات مجلس الشعب المصرى لعام ١٩٨٤ ثم أسس الجمعية المصرية للتنوير فى شارع أسماء فهمى بمصر الجديدة، وهى التي اغتيل أمامها ومن مؤلفات فودة «الحقيقة الغائبة» و«زواج المتعة» و«حوارات حول الشريعة»، و«الطائفية إلى أين؟» و«الملعوب» و«نكون أو لا نكون» و«الوفد والمستقبل» و«حتى لا يكون كلاماً في الهواء» و«النذير» و«الإرهاب» و«حوار حول العلمانية» و«قبل السقوط»
كان لفرج فودة مناظرتان شهيرتان أولها كانت مناظرة معرض القاهرة الدولي للكتاب في 7 يناير 1992 تحت عنوان: مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية، وكان فرج فودة ضمن جانب أنصار الدولة المدنية مع الدكتور محمد أحمد خلف الله، بينما على الجانب المقابل كان شارك فيها الشيخ محمد الغزالي، والمستشار مأمون الهضيبي مرشد جماعة الإخوان المسلمين، والدكتور محمد عمارة الكاتب الإسلامي، وحضر المناظرة نحو 20 ألف شخص.

والمناظرة الثانية كانت في نادي نقابة المهندسين بالإسكندرية يوم 27 يناير 1992 تحت عنوان: مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية، وشارك فرج فودة ضمن أنصار الدولة المدنية مع الدكتور فؤاد زكريا، بينما كانت جانب نصار الدولة الدينية: الدكتور محمد عمارة، والدكتور محمد سليم العوا، وشارك فيها نحو 4000 شخص.