طائفة الحشاشين ما بين الدين والسياسة وتحليل لتاريخ وتطور الجماعة

طائفة الحشاشين ما بين الدين والسياسة وتحليل لتاريخ وتطور الجماعة
طائفة الحشاشين

طائفة الحشاشين هي جماعة دينية وسياسية تأسست في القرن الحادي عشر في الشرق الإسلامي.

كان يتم اعتبارهم فرعًا متشددًا من الإسماعيلية، وهم معروفون بأفعالهم المتطرفة واستخدامهم للعنف لتحقيق أهدافهم السياسية والدينية.

تشتهر جماعة الحشاشين بتنفيذ عمليات اغتيالات موجهة ضد المسؤولين والزعماء السياسيين والعسكريين الذين يعتبرونهم عدوانًا للجماعة.

تاريخياً، كانوا يعتبرون موسى بن نصير، الحاكم العربي الذي فتح بلاد الشام والعراق للإسلام، كمن هو عليه ويجب قتله.

تُعد جماعة الحشاشين واحدة من الجماعات الأولى التي اتخذت استخدام الإرهاب والقتل الموجه لتحقيق أهدافها في الشرق الأوسط.

من هي طائفة الحشاشين؟

طائفة الحشاشين هم جماعة تابعة للإسماعيلية وكانوا يتبعون الفاطميين، لكنهم نشأوا في مناطق مختلفة من الشام وفارس.

حيث بدأت بدايتهم في مصر تحت قيادة الحسن بن الصباح، الفارسي الملقب بـ”النزاري”، ولذلك تم إطلاق عليهم لقب “النزارية” ومن ثم “الحشاشين”.

ويُقال أن سبب تسميتهم بذلك الاسم هو تعاطيهم للحشيش.

حيث تتشابه عقيدتهم مع عقيدة الإسماعيلية، ويتمثل إيمانهم بوجود إمام معصوم من ذرية محمد بن إسماعيل ورفعهم له إلى منزلة ألوهية.

وقاموا بثورات على الحكام المسلمين في زمانهم ومحاولات اغتيال لبعضهم، وأسسوا دولة تم تعريفها بالدولة النزارية الشرقية في الشام وفارس وبلاد الشرق.

ومن ثم قضى عليها هولاكو المغولي، وآخر حاكم لهم كان ركن الدين خورشاه الذي توفي عام 1255 ميلادية.

كيف نشأت طائفة الحشاشين

لقد تأسست طائفة الحشاشين في القرن الحادي عشر الميلادي في الشرق الإسلامي، وتحديدًا في منطقة ما يُعرف اليوم بإقليم خراسان، وهو جزء من بلاد إيران وأفغانستان الحالية.

وقام الحسين بن صباح، الذي كان قائداً إسماعيلياً، بتأسيس هذه الطائفة.

وتم تأسيس طائفة الحشاشين كفرع من الإسماعيلية، وهي إحدى الفرعيات الشيعية.

وكانت الإسماعيلية تشتهر بانتشارها وتأثيرها في الشرق الإسلامي في تلك الفترة.

ومع ذلك، بدأت الطائفة في الانقسامات الداخلية بين أتباعها، وظهرت تيارات متشددة تنادي بضرورة تنفيذ العمليات العسكرية والاغتيالات لتحقيق أهدافها الدينية والسياسية.

توسعت نفوذ طائفة الحشاشين في مناطق مختلفة من الشرق الإسلامي.

وكان لها تأثير كبير على الأحداث السياسية والدينية في الفترة الزمنية التي ظهرت فيها.

وكانت تجذب الطائفة الشباب والمؤمنين برسالتها وتعهدها بتحقيق العدالة وإسقاط الأعداء.

ماذا كان هدفهم الأساسي

إن الهدف الأساسي لطائفة الحشاشين كان متعدد الأوجه ويمكن تلخيصه في عدة نقاط:

تحقيق السيطرة السياسية

كانت طائفة الحشاشين تسعى إلى تحقيق السيطرة السياسية عبر إقامة دولة إسماعيلية قوية في المنطقة، تسيطر على الأراضي الإسلامية وتكون لها القوة والنفوذ.

تحقيق الهيمنة الدينية

كما كان للحشاشين هدف في تعزيز الدين الإسماعيلي والترويج له، وفرضه كدين مهيمن على المنطقة.

الثأر والانتقام

كان للحشاشين أيضًا دوافع شخصية وثأرية، حيث كانوا يعتبرون بعض الشخصيات السياسية والدينية في عصرهم عدوانًا لهم وللإسماعيلية.

وكانت عمليات الاغتيال وسيلة للانتقام وتأديب الأعداء.

تأمين الموارد والتمويل

قد تكون بعض عمليات الاغتيال كانت للتأمين على الموارد المالية والتمويل اللازم للجماعة، فقد استخدموا هذه الأموال لتمويل نشاطاتهم وتوسيع نفوذهم.

أمثلة من الاغتيالات التي قامت بها طائفة الحشاشين

حيث أن تاريخيًا، تم نسب العديد من الاغتيالات إلى طائفة الحشاشين، وقد تم توثيق بعضها بشكل جيد في السجلات التاريخية، ومن بين الاغتيالات الشهيرة التي قام بها الحشاشين:

اغتيال نظام الدين الله

في عام 1092 ميلادي، قام أحد أعضاء الحشاشين باغتيال نظام الدين الله، الذي كان وزيرًا للسلطان السلجوقي، وتم اغتياله خلال صلاة الجمعة في مسجده بأسطنبول.

اغتيال ريتشارد الأول

في عام 1192 ميلادي، قيل إن أحد الحشاشين قام بمحاولة اغتيال الملك الإنجليزي ريتشارد الأول، المعروف أيضًا بلقب “قلب الأسد”، خلال حصاره لمدينة عكا في فلسطين.

اغتيال كونراد فون مونفيراتو

في عام 1192 ميلادي، قام أحد الحشاشين باغتيال كونراد فون مونتفيرات، الذي كان حاكمًا لطائفة الفرسان الألمان في فلسطين، خلال فترة الصليبيين.

اغتيال القاضي النظام الحميري

في عام 1178 ميلادي، قام أحد أعضاء الحشاشين باغتيال القاضي النظام الحميري، وهو قاضي سلجوقي معروف في إيران.

اغتيال عماد الدين زنكي

في عام 1146 ميلادي، تم اغتيال عماد الدين زنكي، أمير مدينة الري، على يد أحد أعضاء الحشاشين.

اغتيال نور الدين محمود بن زنكي

في عام 1174 ميلادي، تم اغتيال نور الدين محمود بن زنكي، أمير مدينة الري، على يد الحشاشين أيضًا.

اغتيال ملك النصارى

وفقًا للتقاليد الشهيرة، قام أحد الحشاشين بالتسلل إلى قصر “ملك النصارى” في مدينة صنعاء وقتله.

وكانت هذه الاغتيالات جزءًا من سياسة الحشاشين في استخدام القتل الموجه كوسيلة لتحقيق أهدافهم السياسية والدينية.

وكانت تلك وهي أحد السمات البارزة لهذه الطائفة في تلك الفترة من التاريخ.

لماذا تم تسميت تلك الطائفة بهذا الاسم

ولقد اشتهرت طائفة الحشاشين بأفعالها المتطرفة واستخدامها للعنف.

واشتهرت بميولها للقتل الموجه لتحقيق أهدافها السياسية والدينية، وهذا ما جعل الناس يطلقون عليهم هذا اللقب.

وقد يكون اللقب مشتقًا من الكلمة “حشيش” بمعنى القنب أو الحشيشة، والتي ربما استخدمها بعض أعضاء الطائفة لتحصين أنفسهم أو لأغراض دينية.

ومع ذلك،فإننا يجب أن نفهم أن استخدام اللقب “الحشاشين” لا يعكس بالضرورة الواقع بشكل دقيق، وقد يكون تشويهًا للصورة الحقيقية للطائفة.

إذ أن لكل جماعة وطائفة تاريخًا معقدًا يتأثر بالعديد من العوامل، ولا يمكن تلخيصها في لقب واحد.

وعلى أي حال، يبقى أن فهم التاريخ والسياق الاجتماعي والسياسي لطائفة الحشاشين  أمرًا مهمًا لفهم الأسباب والدوافع وراء أفعالهم ولماذا تم إطلاق عليهم هذا اللقب.