تقرير : أحمد سعودي حسين
بعد سيطرة حركة طالبان على أجزاء كبيره من أفغانستان وصلت إلى 90% من مقاطعات المدن الأفغانية ، أوقع ذلك الخوف والقلق و الاضطراب داخل قلوب الدول الأجنبية ، لذا قامت هذه الدول بسرعة إرسال طائرات إجلاء مواطنيهم خوفا أن يصبهم مكروه فى ظل عدم الإستقرار الأمني داخل أفغانستان ، بعد طرد القوات الأمريكية من كابول و تركت أمريكا عدد لا يذكر لحماية سفارتها و المطار .
تشير التقارير أن حركة طالبان السريعة لا تظهر اى علامات تدل على تباطؤ أو تراجع الحركة و لا توجد ما يعرقل تقدمها و سيطرتها على عواصم المقاطعات .
على الصعيد المصري:-
أعلنت مصر ، رجوع الجالية المصرية و مسؤولي سفارتها بالإضافة إلى البعثة الأزهرية من أفغانستان على متن طائره عسكرية .
يأتي ذلك الإجراء بعد أسبوع منتصف أغسطس الماضي على العاصمة كابول عقب تمكنها من إحكام قبضتها على عواصم المقاطعات فى أفغانستان تقريبا .
أفادت وكالة الأنباء المصرية “أ ش أ ” أن الرئيس السيسي قام بتوجيه أوامر إلى القوات المسلحة بسرعة إرسال طائرة إجلاء عسكرية إلى أفغانستان ، لإعادة الجالية المصرية من هناك .و من خلال تغطية وصول الجالية المصرية ذكرت أن الطائرة كانت تحمل 43 شخصا من جالية مصرية و مسؤولي السفارة و البعثة الأزهرية المتواجدة هناك .
و يذكر أن مصر لم تصدر اى تصريح حول الأوضاع فى أفغانستان سوي إجتماع الرئيس السيسي مع عدد من قيادات المنطقة .
أعلن ” أحمد إسماعيل ” رئيس الشركة المصرية العالمية للطيران ، تلقي شركته عدد من الطلبات من 30 دولة لتيسير رحلات إلى أفغانستان لإجلاء مواطنيهم من مطار كابول و العودة إلى بلدانهم ، و قال ” إسماعيل ” ل ‘ المال’ أن الشركة المصرية تنتظر موافقة الجهات المختصة لتيسير رحلات الاجلاء العالقين فى أفغانستان مشيرا أن أبرز الدول هي ألمانيا .
أما على الصعيد العربي:-
زادت عدد الدول فى عمليات إجلاء مواطنيها من أفغانستان ، فيما أعلنت الامارات الأسبوع الماضى أنها استقبلت الرئيس الأفغاني ” أشرف غني و عائلته لأسباب إنسانية.
ساعدت الامارات إجلاء رعايا دول أجنبية فى أفغانستان أغلبهم من الولايات المتحدة الامريكية و بريطانيا و فرنسا و اليابان و إسبانيا و بولندا و المكسيك و نيوزيلندا .
و قال وزير الخارجية البريطاني ” دومينيك رآب ”
يوم الاربعاء ” إنه يعبر عن خالص امتنانه لحكومة دوله الامارات نظير ما قدمته من دعم فى عمليات الإجلاء فى أفغانستان بعد سيطرت حركه طالبان على العاصمة كابل ، و أضاف من تم إجلائهم من أفغانستان هم بريطانيين و أفغان معرضين للخطر .
وعلى الصعيد العالمي:-
وصلت صباح الاثنين الماضي أول طائرة إجلاء عسكرية تحمل 46 شخصا إلى العاصمة التشيكية براغ قادمة من أفغانستان .
و ذكر الراديو الدولي أن الطائرة تحمل دبلوماسيين تشيكيين و موظفين أفغان و مترجمين ساعدوا القوات المسلحة التشيكية خلال مهمتها فى أفغانستان ، و صف وزير الداخلية التشيكي ” جان هاما تشيك ” أن عملية إقلاع الطائرة التشيكية كانت بمثابة معجزه بسبب الوضع المتدهور فى أفغانستان ،قال وزير الخارجية التشيكي ” جاكوب كولهانيك ” عملية الإجلاء ستستمر .
وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية قال الرئيس الأفغاني ” أشرف غني ” أنه يجري اتصالات و محادثات مكثفة مع الحلفاء و الاقليميين و الدوليين ، و فى خطاب رسمي تلفزيوني قال “غني ” إن اوليتنا القصوى هي إعادة تعبئة القوات المسلحة الأفغانية لمنع المزيد من الدمار و تشريد الناس .
و من جانبها طلبت الأمم المتحدة الإبقاء على حدودها مفتوحه امام الافغان النازحين للوصول إلى بر الأمان ، و أضاف الأمين العام لدي الامم المتحدة ” أنطونيو جوتيريش ” أن الوضع يخرج عن السيطرة .
و على الجانب الآخر قال مسؤولون أن القوات الأمريكية المتواجدة تستطيع نقل آلاف جوا من مطار كابول يوميا .
وأضافت بعض التقارير من المقرر أن يصل حوالى 600 جندي بريطاني للمساعدة فى إجلاء مواطنيها كما سيساعدون في إعادة توطين الافغان الذين ساعدوا القوات البريطانية و يخاطبون الآن بأعمال انتقامية من جانب طالبان .
يعتقد ” مارك جاكوبسون ” المسؤول السابق فى البنتاجون و المحارب الأبرز فى الشمال الاطلسي فى أفغانستان أنه تم التركيز بشكل كبير على إعداد الجيش الافغاني لصد جيش أجنبي بدلا من التمرد المحلي مثل طالبان .
صرح الجنرال المتقاعد “جوزيف فوتيل ” القائد الاعلى للقوات المسلحة الأمريكية “عدم قدره الألمان على الصمود هي أنها مجرد وظيفة جغرافية ، و أضاف فى مقابلة ” لديك الكثير من القوات بعيده عن العاصمة و الكثير منهم منتشرون على مواقع اصغر يسهل عزلها من الصعب إمدادها بتعزيزات حربية و عسكرية .
و على الجانب الآخر صرح المتحدث الرسمي باسم وزاره الدفاع الأمريكي أن معظم عمليات القوات الإضافية التى المقرر نقلها إلى أفغانستان للمساعدة فى عمليات الإجلاء ستصل فى نهاية الأسبوع .
قال ” كيمبرلي كاجان” رئيس معهد دراسات الحرب الذى كان عضو فى لجنة التقييم الاستراتيجي ” تخلى الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها عن أفغانستان كان سببا رئيسا فى التغير المفاجئ للحركة و تسريع حملتها لسيطرة على الأراضي الأفغانية …عمل ذلك على تدمير الثقة فى الامن الأفغاني .
و هنا نقول إلى أين …..ماذا بعد …هل الحركة ستساهم فى انتشار الإرهاب بشكل أكبر ام هذه الحركة تسعى لتحرير أفغانستان و إقامة حكومة جديده منتخبة نتمنى ذالك و هذا ما سنتعرف عنه فى قادم الأيام .