جدل حول إزالة مقبرة طه حسين وأسرته تحسم الأمر

جدل حول إزالة مقبرة طه حسين وأسرته تحسم الأمر

أثارت تقارير تفيد باعتزام الحكومة المصرية إزالة قبر طه حسين عميد الأدب العربي ونقلها إلى مكان آخر الجدل.

كما تداولت مواقع التواصل الإجتماعي صورة للمقبرة مكتوب عليها كلمة “إزالة” وسط العديد من التعليقات بأن السلطات المصرية ستزيل مقبرة الدكتور طه حسين والمقابر المجاورة لها.

يعتقد الكثيرون أن مدفن عميد الأدب العربي موجود في حي المقطم، وسنعرض لكم حقيقة الأمر وموقف أسرة عميد الأدب العربي من إزالة المقبرة، ومكان مدفن طه حسين الحقيقي.

من هو طه حسين؟

يعد طه حسين أحد أبرز أعلام التنوير في مصر الحديثة، حيث كان صاحب مشروع فكري تأثر بعدد من المفكرين العرب والغربيين، وخاض الكثير من المعارك الأدبية والثقافية.

ولد الدكتور طه حسين على سلامة عام 1889 بإحدى قرى محافظة المنيا، وفقد بصره في الرابعة من عمره، وأرسله والده إلى كتاب القرية حيث حفظ القرآن الكريم في وقت قليل جدا.

طه حسين
طه حسين

والتحق حسين بالجامع الأزهر، وتلقى على أيد العلماء والمشايخ علوم اللغة والشريعة.

وإنتسب إلى الجامعة المصرية عام 1908 وحصل على درجة الدكتوراه في فلسفة أبي العلاء المعري ، قبل السفر في بعثة علمية إلى فرنسا.

وحصل عميد الأدب العربي على الدكتوراه في الفلسفة الإجتماعية في فرنسا، وأيضاً حصل على درجة علمية في القانون الروماني.

وفي فرنسا تعرف الدكتور حسين على زوجته سوزان بريسو، التي رافقته حتى آخر رحلته في الحياة.

ورحل عميد الأدب العربي عام 1973 عن عالمنا عن عمر يناهز أربعة وثمانين عاماً.

سبب إزالة مقبرة عميد الأدب العربي

وتداولت مواقع التواصل الإجتماعي خبر إزالة المقبرة بعد تلقي صورة على المقبرة مكتوب عليها كلمة إزالة وسط العديد من التعليقات والتساؤلات عن سبب إزالة مقبرة طه حسين والمقابر المجاورة لها، وبيٌن أن المقبرة والمقابر المجاورة ضمن مشروع جديد لإقامة عده طرق ومحاور جديدة للتغلب على أزمة المرور والزحام في العاصمة.

وسرعت السلطات المصرية بالفعل في إزالة بعض العقارات مع تعويض السكان، إما بسكن بديل أو  بالمال، ولكن تبقى الأزمة الأكبر حول إمكانية هدم مقابر يراها كثيرون تاريخية، ولا يمكن أن تهدم، لأنها تمثل قيمة كبيرة لمصر، منها مقبرة الدكتور طه حسين.

موقف أسرته

صدمت أسرته بشدة من قرار هدم مقبرة عائلة حسين، واقتلاعها من جذورها، وصدرت بعض التصريحات من أسرة طه حسين لحسم موقف الإزالة.

قالت الدكتورة مها عون، ابنة حفيدة الدكتور طه، عميد الأدب العربي، إن جدتها سوزان زرعت شجرة مميوزا في مقبرة رفيق حياتها.

وتابعت مها عون: بالنسبة لي، يمثل جذوري حيث دفنت عظام أجدادي وسط تلك المقابر، وأيضاً هو المكان الي سأدفن فية بعد كل رحلاتي.

وأكدت الدكتورة مها عون: حاولنا خلال الأشهر الماضية الحصول على إجابات حول قلع جذور أجدادنا، لكن حتى الآن لم نحصل على أي إجابة.

وأضافت الدكتورة مها: تعرض حسين للهجوم من قبل المتطرفين الإسلاميين في حياته، لذا فالهجوم عليه بعد وفاته ليس أمراً جديداً بالنسبة له.

وأشارت: إزاء هذا الوضع كانت ردود أفعال الأسرة مختلفة، أردت نقل رفات طه حسين إلى بلد يحترم فيها سلام الموتى وربما في تكريم شخصية عظيمة حيث كانت رائدة في صناعة النهضة وتقدر الجهود التي بذلها عميد الأدب العربي في حياته.

ولكن رفض كلا من خالها وخالتها نقل رفات طه حسين للخارج لسببين هما:

أن طه حسين وكل فرد من العائلة مدفون في مقابر العائلة، يحب أن يُدفن داخل مصر.

أنه الدكتور عميد الأدب العربي نفسه قد وهب حياته بالكامل من أجل مصر، وصناعة كل هذا التاريخ، وبالتالي ولا يجب نفيه  بعد موته.

حقيقة إزالة مقبرة  طه حسين ومكان المدفن الحقيقي

كشفت محافظة القاهرة عدم صحة ما يتم تداولة على مواقع التواصل بشأن إزالة مقبرة الدكتور حسين عميد الأدب العربي، ضمن أعمال التطوير التي تجري ضمن المنطقة لتفادي الأزمة المرورية الحالية.

أين يوجد مدفن عميد الأدب العربي ؟

قالت الدكتورة مها عون: إن مدفن عميد الأدب العربي يقع في منطقة سيدي عبدالله بمنطقة التونسي.