عالم البحار والمحيطات عالم مليء بالأسرار، ويخفي بين طيات أمواجه وأعماقه كم هائل من الكنوز الثمينة، التي لم يُعثر عليها بعد.
يُعد هذا العالم من أكثر عوالم كوكب الأرض غموضًا وإثارة تدعو للاهتمام والدراسات ومازال هناك دراسات باستمرار لتكشف لنا المزيد من الأسرار.
ما أهمية عالم البحار في حياتنا
تعد المياه من أسباب الحياة على سطح الأرض لكافة الكائنات الحية، حيث يتمثل عنصر المياه في البحار والمحيطات والأنهار؛ حيث تغطي ثلثي مساحة الكرة الأرضية.
سخر لنا الله سبحانه وتعالى كل شيء على وجه الأرض ومنها عالم البحار الذي خلق الله فيه ما نتغذى عليه مثل الأسماك بشتى أصنافها اللذيذة المتعددة.
وأيضا يحتوي على أسماك الزينة والشعاب المرجانية بديعة الصنع والطحالب المائية والنباتات البحرية والدلافين، واللؤلؤ والمرجان نستخدمها للتزين كحلي ومجوهرات.
يعد عالم البحار والمحيطات من أهم وسائل السفر والترحال والتنقل بين الدول عبر السفن والمراكب، كما نسافر لشواطئ البحار للاستجمام وقضاء أوقات ممتعة.
أسرار وكنوز عالم البحار
ذلك العالم مليء بالعجائب والغرائب الساحرة المدهشة.
رغم كل ما اكتشفناه عن هذا العالم الغامض إلا أنه مازال هنالك الكثير لم نكتشفه بعد، فهو عبارة عن كوكب آخر.
يحمل لنا البحر الكثير من الخيرات والرزق والعلاجات لكثير من الأمراض، إذ نجد به زبد البحر الذي يُعد ظاهرة طبيعية فريدة.
زبد البحر عبارة عن رغوة خفيفة تتطاير في الهواء، يتم من خلال مجموعة من المواد العضوية والعوالق الحيوانية والنباتية والفطريات وغيرها.
يتشكل الزبد بسبب حركات الرياح في قاع البحر والمحيطات وينشأ عنها تحركات لكتل من الماء وهي عبارة عن أمواج قوية وعنيفة، وتعرف باسم ظاهرة تسونامي.
علاوة على ذلك عملية التبخر وضوء الشمس التي تعمل على التركيز لبعض العناصر الكيميائية في الزبد؛ لذلك يمتلك فوائد طبية جمة وعظيمة.
فوائد زبد البحر
يعالج عدة أمراض مختلفة ومنها:
علاج كلف الحوامل، وإنبات الشعر المتساقط وعلاج حالات الصلع، يعمل على صفاء البشرة من البثور والشوائب.
يعالج أيضا التهيجات، الحساسية، وعلاج البرص وتشققات الجلد، النمش، تبييض الأسنان.
إضافة إلى الحد من آلام وأوجاع الطحال، له دور فعال في علاج مرض الثعلبة، علاج الحصى في الكليتين، وعلاج عسر البول.
بيئة أعماق البحر
ومن الغرائب أيضا تلك البيئة الصعبة للحياة لكنها ملائمة لتلك الكائنات والنباتات البحرية.
تختلف أعماق البحر تماما عن بيئة اليابس؛ حيث تنخفض درجة حرارة أعماق البحر فتصبح شديدة البرودة، وأشعة الشمس أبعد ما يكون عنها وتعيش الكائنات البحرية في ظلام شديد.
أعماق البحار تقع على عمق 200م فأكثر، درجات الحرارة لا تزيد عن 5 درجات مئوية، الضغط يساوي 200 ضعف الضغط الجوي عند مستوى سطح البحر.
أشعة الشمس لا تصل إليها كما ذكرنا مما يستلزم على الكائنات البحرية أن تتأقلم مع ظروف هذه البيئة، مما يدل على عجائب عالم البحار.
تتأثر عمليات التمثيل الضوئي في هذه المنطقة بسبب عدم وصول أشعة الشمس إليها، وتتراوح درجة حرارة الماء ما بين 3-10 درجات مئوية، هذا يعني أنها شديدة البرودة.
بالإضافة لنقص كميات الأكسجين الذائب في الماء في تلك البيئة الصعبة، كما يبلغ الضغط الجوي فيها ما يقارب 400 ضغط جوي؛ هذا يؤدي لانخفاض أعداد الكائنات الحية،
نتيجة لهذه البيئة الصعبة يعيش فيها 25% من أصناف الكائنات الحية التي يبلغ عددها ما يقارب 8.7 مليون نوع.
اكتشف العلماء جزء قليل من تلك الكائنات الحية التي تعيش في أعماق البحار وفي اعتقادهم أنه ما زال هناك نسبة 91% منها لم تُكتشف بعد.
تم اكتشاف أعماق البحار وبعض أسراره بسبب التقدم العلمي الحديث الذي كشف لنا عن عالم البحار المليء بالغموض والخفايا، ليقف العقل البشري في ذهول.
حياة الكائنات البحرية في أعماق البحر
عالم هذه الكائنات غريب وعجيب، فبعضها يعيش على شكل مجموعات ضخمة، والبعض مفترس والبعض يعيش منفردًّا، وبعضها صغيرًا لطيفًا.
يدل ذلك على أن عالم البحار والمحيطات لا يُقل إثارة عن عالم السطح أو اليابس، ويبهرنا دائما في عالم البحار احتضانه لأنواع مدهشة من النباتات البحرية ذات ألالوان الخلابة والأحجار الملونة.
جمال عالم البحار يضاهي جمال السماء المُزينة بالكواكب والنجوم، لأنه عالم حباه الخالق بالتنوع والألوان البديعة، وجمال الأحجار والمحار المبهرة.
ومن عجائب عالم البحار نجد البحر الميت الذي تنعدم فيه الحياة لأي من الكائنات البحرية وهذا سنتعرف عليه فيما يلي:
البحر الميت
يعد البحر الميت من أشهر بحار العالم، اشتهر بالرحلات العلاجية والسياحية، كما عُرف باستخلاص العناصر التجميلية منه.
موقع البحر الميت
البحر الميت عبارة عن بحيرة، ويقع بين دولتي الأردن وفلسطين، من الجزء الجنوبي الغربي في قارة آسيا، وينتمي شاطئه الشرقي للملكة الأردنية.
أما النصف الجنوبي من الشاطيء الغربي تسيطر عليه دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويقع النصف الشمالي من الشاطيء الغربي داخل الضفة الغربية الفلسطينية.
نبذة عن البحر الميت
تم ترشيح البحر الميت ليكون أحد عجائب الدنيا السبع الطبيعية في نطاق البحيرات.
يعد البحر الميت هو أخفض نقطة على الأرض، ويقع على عمق 417 م تحت سطح البحر، ويبلغ عرضه في أقصى حد إلى 17 كم، ويصل طوله حوالي 70 كيلو متر.
يُعد البحر الميت ذات أهمية صناعية وسياحية علاجية في المنطقة؛ لأن تركيبة مياهه مختلفة عن المياه الطبيعية؛ لاحتوائها على أعلى درجة تركيز من البوتاسيوم والكالسيوم.
تميُز المنطقة بتلك الظروف الجافة والحارة أدى لتبخر كميات هائلة من المياه، بالتالي يؤدي إلى زيادة تركيز الملح والمعادن الأخرى.
تكشف التقديرات لوجود حوالي 37 مليار طن من الملح في البحر الميت بأكمله، مما جعل مصانع الجانبين الأردني والإسرائيلي تستغل هذا الكنز الوفير في الصناعة.
ينفرد بشدة ملوحته إذ تصل نسبة الملوحة فيه حوالي 34%، وهذه النسبة تمثل تسعة أضعاف تركيز الأملاح في البحر المتوسط.
نتجت تلك الأملاح لأن البحيرة هي وجهة نهائية للمياه التي تصب فيه؛ لأنه لا يوجد أي مخرج لها بعده.
تحتوي مياه البحر الميت على 21 نوعًا من الأملاح المعدنية، كالكلوريد المغنيسيوم، الصوديوم، البرومين البوتاسيوم
ويتفرد البحر الميت باحتوائه على حوالي 12 نوعًا من هذه الأملاح التي لا توجد بأي تجمع مائي آخر في العالم، مما جعله وجهة سياحية علاجية.
التشكيلات الملحية الطبيعية، والمناخ السائد فيه، جعلت من البحر الميت نقطة جذب سياحية ترفيهية عالمية، وسياحة استشفائية علاجية.
أهميته التاريخية والسياحية تعود لمنطقة البحر نفسه وإلى شواطئه الرائعة، ولاحتضانه بعض المعالم الأثرية والدينية الهامة مثل مسعدة، وخربة قمران، وكهف النبي لوط.
يتمتع البحر الميت بطبيعته الخلابة ومن الغريب انعدام الحياة فيه وعدم وجود كائنات حية فيه بسبب كثافة أملاحه، وتتسم مياهه بخاصية الطفو وهذا يحمي الزوار من الغرق فيه.
الهواء نقي وجاف ومتشبع بالأكسجين، ويشتهر البحر الميت بالطين الأسود وغني بالأملاح والمعادن، ويتغذى البحر الميت من مياه نهر الأردن الذي يصب فيه من جهة الشمال
سمي بهذا الاسم لشدة ملوحته ولانعدام وجود الكائنات الحية والنباتات البحرية على الرغم من وجود بعضًا من أنواع الفطريات والبكتيريا الدقيقة به، ويبقى عالم البحار مليء بالأسرار.