قصة الإنسان.. كيف يمكننا الكشف عن عصور ما قبل التاريخ؟

قصة الإنسان.. كيف يمكننا الكشف عن عصور ما قبل التاريخ؟

يرجع الفضل إلى هوميروس والكُتاب القدماء في اليونان وروما وكُتاب العهد القديم في الكتاب المقدس والكُتاب في مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين والمؤرخين في الصين القديمة والنحاتون لنقوش المايا، في اخبارنا بأسماء الملوك، ومغامرات الأبطال كما نقلوا لنا فهمهم لمكان الانسانية في العالمين الطبيعي والروحي.

 

عصور ما قبل التاريخ

 

ولكن ماذا عن عصور ما قبل التاريخ أو هذه الفترات الزمنية قبل تعلم الانسان الكتابة؟ فأين عاش الناس في هذه الفترات؟ وماذا كانوا يأكلون؟ وكيف حافظوا على بقائهم؟ وكيف كانوا يتواصلون مع بعضهم البعض؟ وكيف تطورا عن  أسلافهم خلال هذه الفترات؟ لابد انهم تعلموا صناعة الأدوات واشعال النيران وانتشروا في كل الأماكن تقريباً القابله للسكن والعيش على الأرض.

تبدأ قصة الإنسان منذ ملايين السنين، ولكن التاريخ المسجل أو المكتوب يبدأ فقط منذ 5000 سنة مع نمو المدن وصعود الحضارات القديمة في العالم القديم، ويعتبر تسجيل التاريخ في العالم الجديد أكثر حداثة، فهو يبدأ فقط منذ 2000 سنة.

يمكن أن توفر لنا السجلات المكتوبة التي تتنوع ما بين الأدب والتاريخ ودفاتر الحسابات البسيطة للكتاب والتجار القدماء نافذة على أذهان القدماء، فمن خلالها يمكن أن نحدد رؤية الناس في المجتمعات البدائية لعالمهم وكيفية تصنيفهم وتنظمهم للأولوياتهم والأشياء المهمة، وكذلك كيفية فهمهم لطريقة عمل الكون الاجتماعي الذي يعيشون فيه.

وعلى الرغم من أن السجلات المكتوبة تتيح جزء صغير من المجتمعات البشرية الماضية، فإن الكتابة تمثل استثناء وليست قاعدة، فكل ما تبقى لنا من ماضي البشرية على الأرض هي  الأدوات الحجرية وقطع الخزف المكسورة والهياكل العظمية وعظام الحيوانات وحفر النفايات والهياكل والعلامات الموجودة في التربة.

كل ما نعرفه عن جذورنا القديمة تم من خلال حفر الأرض، فبقايا المواد البشرية للسلوك البشري تخبرنا الكثير عن حياة المجتمعات البشرية القديمة وتطورها وتفاعلها، كما تعرض بعض أفكارهم ومعتقداتهم من خلال الاستدلال أو الاستخراج الدقيق. وهنا يبرز الدور الكبير لعلم الآثار في قراءة ما يمكن أن نطلق عليه السجل الغير مكتوب للمواد واستخدام هذه البيانات في كتابة وتدوين عصور ما قبل التاريخ.