عكرمة بن أبو جهل وكتيبة الموت الإسلامية

عكرمة بن أبو جهل وكتيبة الموت الإسلامية

بداية عكرمة وعداءه مع الإسلام

عكرمة بن أبو جهل، كان عكرمة أحد رجال قريش حسبًا ومالًا ونسبًا. تعلم عكرمة منذ صغره الكثير والكثير من أهمهم الفروسية والمبارزة والفنون القتالية حتى أنه كان من أبرز فرسان قريش وبعض المواهب الآخرى. اتبع عكرمة نفس مسلك ابوه أبو جهل فكان مثله من من يعارضون الإسلام ورسول الله. عمل دائمًا قبل إسلامه على معادية الرسول واصحابه وإذائهم. فكان في كل فرصة يجد فيها معادية أنصار الإسلام لا يتردد في أن يخطوها. وفي أحد المرات خرج مع والده لغزوة من الغزوات ليقف فيها أمام الرسول وكانت هذه غزوة بدر. وقد قتل أبي جهل في هذه الغزوة وانهزم المشركين أشد هزيمة. وكما إنه وبالرغم من رؤية عكرمة لوالده وهو ينزف ويموت لم يستطيع اخذ حثة والده ليدفنها. ونتيجة لذلك منذ حينها أقسم على الإنتقام. فهو من البداية لم يكن يهتم إلا للمحاربة مع والده وحمايته ولكن الآن أصبح يعادي الإسلام والمسلمين والرسول لينتقم لوالده.

 

ما قبل إسلام عكرمة بن أبو جهل

وفي غزوة أحد خرج عكرمة بن أبو جهل للقتال في الغزوة التي كان بها أيضًا خالد بن الوليد. وكانت نساءهم تضربن على الدفوف تشجيعًا لهم ولحثهم على القتال. وبالفعل في هذه الغزوة انتصرت قريش على جيش المسلمين. ويوم فتح مكة ٨ هجريًا لم يكن أمامه إلا الهرب هو ومجموعة صغيرة إلى اليمن. وفي تلك الأحيان ذهبت زوجة عكرمة ومعها بعض النساء إلى الرسول لتعلن إسلامها. وطلبت من الرسول أن يأمن على عكرمة فيعود لأنه قد هرب خوفًا من أن يقتله الرسول فأمن الرسول على عكرمة.

 

الحادثة التي غيرت حياة عكرمة

عندما كان عكرمة في السفينة وسط البحر ظهرت عاصفة شديدة فخاف كل من في السفينة. وألقى أصحاب السفينة خطابًا يحثون فيه الهاربين على أن الهتهم لن تفيدهم بشيءٍ وأن الله وحده هو الذي ينجيهم. حينها تأثر عكرمة بحديثه وقال: “لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص، ما ينجيني في البر غيره. اللهم إن لك عليَّ عهدًا إن أنت عافيتني مما أنا فيه آتي محمدا فأضع يدي في يده، فلأجدنه عفوًا كريمًا.”

فنجاه الله فعاد إلى مكة، فوجد زوجته تقول له أنها طلبت من الرسول أن يؤمن عليه فأمن عليه، فهو الآن أمن. وعندما اقترب عكرمة من مكة قال الرسول لأصحابه: “سيأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه ، فإن سب الميت يؤذي الحي ولايبلغ الميت.” وبالفعل دخل عكرمة وزوجته عند الرسول وأسلم عكرمة وطلب من رسول الله أن يدعو الله بأن يغفر كل ذنوبه وعداءه للإسلام. وتحول عكرمة من أشد أعداء الإسلام إلى أشد الإيمان وأصبح يذهب إلى كل مكان يخرج فيه الجيش ويدافع عن الإسلام والرسول والمسلمين بدمه وقلبه.

كتيبة الموت الإسلامية

معركة اليرموك، هذه المعركة جعلت إسم عكرمة بن أبو جهل يكتب في صفحات التاريخ الإسلامي بحروفٍ من نورٍ ويخلد إسمه كأحد الشهداء الأبرار الفدائين. حيث أن هذه المعركة والتي كانت بين جيش المسلمين وبين الروم. كانت هذه المعركة محفوفة بالمخاطر حيث كان جيش الروم ما يقرب من خمسمائة ألف جندي عملت على تدمير جيش المسلمين حتى أصبح جيش المسلمين محاصرين من كل الجوانب.

لم يرضى عكرمة بالهزيمة لجيش المسلمين ليقف متخذًا قرار لم يكن لأحد أن يتخذه قرار بأن يضحي بحياته لأجل البقية والأسلام. فوقف يخطب في جيش المسلمين بصوتٍ قوي ويقول لهم “من يبايع على الموت؟” ليخرج له ٤٠٠ جندي غير عابئين بحياتهم فداء للإسلام ولإنتصاره.

رفض خالد بن الوليد تصرف عكرمة وحاول منعه من التضحية بحياته فنظر له وقال: “إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول الله سابقة، أما أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على رسول الله، فدعني أكفر عما سلف مني. ولقد قاتلت رسول الله في مواطن كثيرة وافر من الروم اليوم؟ إن هذا لن يكون أبدًا.

فأنطلق عكرمة بن أبو جهل قائدًا لكتيبة الموت الإسلامية نحو حصار الروم. وتقدم عكرمة أولًا كاسرًا الحصار ليحدث ثعرة في جيوش الأعداء وحده. أمر قائد الروم بإطلاق السهوم على عكرمة خوفًا منه. سقط الفرس الذي كان يركبه عكرمة ولكنه لم يسقط بل أكمل محاربة مع أبطال كتيبته الذين رؤا عمل قائدهم الشجاع ولم يتركوه بمفرده بل أنضموا له مجاهدين في سبيل الله.

إستشهاد عكرمة وانتصار المسلمين

ألقى الله الرعب في قلوب جيش الروم الكافر وهربوا، فقد أصاب مئات الآلاف من جنود الروم الرعب من ربعمائة فدائي. كسر الحصار وعندما كان يبحث خالد ابن الوليد عن عكرمة إبن عمه وجده والدم يسيل منه ومنه الجنوده الذين بجانبه الحارث بن هشام وعياش بن أبي ربيعة. كان الثلاثة يلتقطون أنفاسهم الأخيرة فطلب الحارث مياة ولكن قبل أن يشرب قال أعطوها لعكرمة أولًا ولكن عكرمة نظر إلى عياش وقال عياش أولًا ليقول عياش لا بل الذي طلبها أولًا يشرب أولًا نظروا للحارث ليجده مات ثم لعكرمة ليجده قد فارق الحياة ثم لعياش ليجده هو أيضًا قد توفى. ونتيجة لذلك أستشهد أحد أبطال المسلمين الذين شكلوا فارقًا في التاريخ الإسلامي.