عن الحمام الزاجل .. وكيف يعرف طريقة؟

عن الحمام الزاجل .. وكيف يعرف طريقة؟

 

تقرير:هالة حنفي ابوالريش

توجد أصناف كثيرة للطيور ، ويتمتع كلٌ منها بميّزات وصفات معيّنة مثل: الدجاج، والعصافير، والحمام، ويعد الحمام الزاجل من أفضل أنواع الطيور، حيث يتميّز بقدرته على رسم خارطة السفر وحفظها ليستطيع من خلالها معرفة طريق العودة إلى الوطن، بالإضافة إلى نشاطه وسرعته في الطيران، وذكائه الحاد، ونظراً لذلك فقد تمّ استخدامه لنقل الرسائل والأخبار من بلدٍ إلى آخر، وخاصةً في فترات الحروب والنزاعات.

نبذة تاريخية عن الطيور الزاجلة
يؤكد المؤرخون أنّ البشر استخدموا الحمام الزاجل في نقل الأخبار منذ قديم الزمان، حتّى قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وقد عرفه العرب ونظموا آلية عمله فأقاموا في بغداد نظاماً بريدياً كاملاً، أساسه هذا النوع من الرسل، وأقاموا له الأبراج في مصر والشام، أمّا بالنسبة للمجتمع الأوروبي فقد استعان بالحمام الزاجل، ولم يستغني عن خدماته حتّى بعد ظهور التلغراف، وأبرز ما يدلل على ذلك هو ما حدث عام 1849م عندما انقطعت الخطوط التلغرافية بين مدينتي بروكسل وبرلين، فما كان منهما من خيار إلّا الطيور الزاجلة.

كيفيّة مَعرِفة الحمَام الزاجل لطريقَه
يستطيع الحمَام الزاجل مَعرِفة طريقِه حتى لو كان على بُعْد مئات وآلاف الكيلومترات من الموقع الذي يَقصده، وقد وَضَع العلماء العديد من النظريّات؛ لتفسير مقدرة الحمَام الزاجل على مَعرِفة طريقِه، ومن أهمّ هذه النظريّات، أنّ الحمَام الزاجل يمتلك المقدرة على رَسْم خرائط تُمكِّنه من تحديد اتّجاهه، وتَعتمِد هذه الخرائط على الكثير من العوامل، منها: حاسّة الشمّ، ومقدرة الحمَام على الكَشْف عن أبسط التغيُّرات في الضغط الجوّي، أو المجال المغناطيسيّ، بالإضافة إلى استخدامه موقع الشمس؛ لتحديد طريقه، وقد حَظِيَت هذه النظرية بالكثير من الدراسة، إلّا أنّها لم تتمكّن من تفسير بعض نتائج التجارب المُتكرِّرة التي أُجرِيَت على الحمَام الزاجل، ومُؤخَّراََ توصّل العالِم الجيوفيزيائيّ جون هاجستروم (Jon Hagstrum) إلى نظريّة تُفسِّر مقدرَة الحمَام الزاجل على تحديد طريقه، حيث نَشَرها في مجلّة عِلم الأحياء التجريبيّ على شبكة الإنترنت، وتَعتمِد هذه النظريّة على أنّ الحمَام الزاجل قادرٌ على سماع أصوات مُنخفِضة التردُّد ( infrasound)، تصل إلى أقلّ من 0.05 هيرتز، ولا يتمكّن البشر من سماعها، وأنّ حاسة السمع الفريدة من نوعها تُفيده في تحديد اتّجاهه، وقد فسَّر العالِم “هاجستروم” ضياع بعض طيور الحمام الزاجل أثناء التجارب، وعدم مقدرتها على إيجاد طريقها الصحيح، بأنّ الأصوات مُنخفِضة التردُّد تتأثَّر بالتضاريس، والأحوال الجوّية، وبالتغيُّرات الموسميّة في مُستويات الضجيج الجويّة الناتجة عن تفاعُل الموجات مع التغيُّرات المُحيطة بها، وهو ما يُربِك الطيور أحياناََ، ويسبِّب ضياعها.

كيفية تدريب الحمام الزاجل
يجب الحرص على البدء بتدريبه بعد مرور شهرين على تفقيسه ولمدّةٍ لا تقلّ عن نصف ساعةٍ في فترة الصباح ونصف ساعةٍ إضافيةٍ في فترة المساء، على أن تتمّ زيادة الوقت حسب قوة الحمام وقدرته على التحمّل، وسيلاحظ أنّ مسافة الطيران في البداية ستكون قصيرة، وستتضاعف تدريجياً مع مرور الوقت

أنواع الحمام الزاجل

توجد أنواع عديدة من الحمام الزاجل كالحمام البغداديّ،والأستراليّ،
والإنجليزيّ،والتي تقسم إلى ما يلي: الزاجل المخصّص للزينة: أو الزاجل العادي الذي يتصف بشكله الجميل، وألوانه الجذابة، وأعضائه المتناسقة مع بعضها البعض. الزاجل المخصّص للسباق: يتميز هذا النوع بجناحه الطويل والمرن، وبريشه الناعم، وصدره العريض، وذيله الرفيع والقويّ، وعيونه الكبيرة ذات البؤبؤ الكبير البيضاويّ، والقزحية المسطّحة، وعضلاته القوية المتناسقة مع بعضها البعض، ووزنه الخفيف عند الإمساك به، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الحمام يقسم إلى نوعين، وهما: زاجل المسافات الطويلة، وزاجل المسافات القصيرة.

“أراماند” أغلى حمام زاجل في العالم

بيع طير حمام زاجل مدرب في بلجيكا بسعر 1.25 مليون يورو خلال مزاد عبر الإنترنت، ليصبح أغلى الطيور من هذه الفصيلة في العالم.

وأعلن موقع «بيدجن بارادايس» المتخصص أن الطير المسمى «أرماندو» حقق رقماً قياسياً عالمياً، وهو ذكر من فصيلة الحمام الزاجل يملكه مربي الحمام المعروف في بلجيكا جويل فيرسخوت.

وأشار الموقع إلى أن «لا أحد كان يتوقع تخطي عتبة المليون يورو، وبلغت القيمة النهاية لإجمالي صفقة البيع مليوناً و252 ألف يورو».