أميمة حافظ تكتب (عيد الحب ليس يومًا في العام)

أميمة حافظ تكتب (عيد الحب ليس يومًا في العام)

عيد الحب يعود إلى القرن الثالث الميلادى، وبطله القديس فلانتين، فمهما كانت تفاصيل القصة التى اختلف

المؤرخين فيها، فهذا لا يعنينى.

الحدث

أنا يعنينى فقط، الحدث الذى خلفته القصة القديمة، وأصبح ذكرى يحتفى بها العالم، وعن عالمنا العربى هنا

بالتحديد أتحدث .

الشرعية

بعيدًا عن شرعية عيد الحب، ورأى علماء الإسلام فيه، والذين طالما أكدوا أنه من عادات الغرب، التى لا تعنينا

ولكننا أصبحنا نقلد الغرب تقليدًا أعمى.

الشريك

لماذا نحتاج يومًا فى العام من أجل أن نحب؟! ولماذا كذلك عيد الحب لنعبر فيه عن مشاعرنا تجاه شريك

الحياة؟!

من خارج أسوار العلاقات الرومانسية أتحدث، نعم فلست مرتبطة، ولكنى أعلم عن الحب أكثر مما يعلمه بعض الازواج.

أسوار

ليس من الضرورى، أن أقتحم ذلك السور، كى يحق لى الحديث عن الحب؛ فدعونى أعلمكم برأى المتواضع.

المرأة لا تحتاج يومًا فى العام لتشعر أنها مرغوب فيها، وأنها محط اهتمام شريك الحياة.

بل تحتاج فى كل لحظة من عمرها لاهتمام شريكها، وأن تكون دومًا محط أنظاره، دائما تريد اهتمامه، ليس

يومًا فى العام لتشبع رغبتها الدفينة فى سماع أعذب كلمات الحب، بل هى تنتظر هذا كل يوم .

معاني

الرحمة والمودة التى أمرنا بها ديننا الحنيف، تكتظ بكل معانى الحب، لكننا نتركها ونهرب بعيدًا إلى بلاد

الفرنجة لنفهم معنى الحب، ولكنه أقرب إلينا بكثير، فى قرآننا، فى سنة حبيبنا، عليه أفضل الصلاة والسلام،

يكمن المعنى الحقيقى للحب بين الأزواج، ولكن ما زال سحر الغرب يسرقنا .

ورودًا حمراء، ودباديب حمراء، وليلة رومانسية، فى يوم واحد فى العام ليست حبًا، إنما هى عادة غربية، لا

أكثر، وأى حب هذا الذى تريدون اختزاله فى وردة حمراء تأتى مرة كل عام؟!!

الحب نقاء وبقاء، دفء وحنان، يتجدد كل لحظة بين شريكين ناضجين يفهمان معناه الحقيقى، الحب تضحية

ووعود واقعية، الحب أمان كل شريك فى حضن الشريك الأخر، الحب ليس عبارات على السويشال ميديا، أو

صورًا للضحكة الكاذبة تجمله، أو هدايا يتباهى بها طرف للأخر، الحب نظرة عين تمتلئ بكل المشاعر الصادقة

التى تتحدث فى صمت تام بكل ما يحمله القلب .

الحب فى هذا الزمان أصبح عملة نادرة، فمعظم ما نراه الآن ليس حبًا، بل مصلحة، أرادت أن تختبئ خلف

المفهوم الأقرب للوصول لغايتها.

قبل أن تقيموا عيدًا للحب، أنشئوا الحب فى قلوبكم، فالمحب الحقيقى، لا يريد أن تقدم له وردة حمراء، هو

فقط يريد اهتمامك و صدق مشاعرك، هو يريد قلبك.

فقبل أن تخلقوا عيدا للحب أوجودوا الحب الحقيقى و ليس مجرد مشاعر زائفة تريدون بها عيدا للحب .