أسرار و أساطير لعنة حفرة الشيطان

أسرار و أساطير لعنة حفرة الشيطان
حفرة الشيطان

اكتسب جزيرة البالوط بكندا بشهرة كبيرة ،فهناك تقع حفرة المال أو كما يطلق عليها حفرة الشيطان والتي تعد من الألغاز المثيرة والغامضة التي أثارت على مدار السنوات حيرة العلماء وصائدي الكنوز ،فقد حاول الكثير استخراج مابها ولكن لم ينجحوا في فك طلاسم هذه الحفرة المملؤة بالغموض والأساطير والمآسي فما وراء تلك الحفرة الغامضة ؟؟

بداية الأكتشاف

ففي أواخر القرن 18 بالعصر الذهبي لقراصنة البحار ،ادعي دانيال مك غينيس واثنين من أصدقائة أنهم  شاهدوا أضواء غريبة في الغابة في جزيرة أوك ،أو كما يطلق عليها جزيرة البلوط على بعد 200 متر من الشاطئ الجنوبي لنوفا سكوتيا ،وعندما ذهب ليتحقق من مصدر هذه الأضوا  وجد شجرة البلوط وقد تعلقت في أحد أغصانها السفلى بكرة لرفع الأثقال تعود إلى سفينة ما فأيقن أنه في أثر كنز مدفون لأحد قراصنة البحر.

كما أنهم شاهدوا  أنوار تنبعث من حفرة عميقة وعندما هرعوا إلى منبع النور لم يجدوا أي شيء،وبعد عدة أيام من استمرار تلك الضوء قاموا بحفر بتلك الحفرة العميقة لمعرفة ما بداخلها حتى وجدوا أنفسهم في نفق عمودي دائري بعرض 13 قدمًا، ليجدوا بالصدفة قطعًا كبيرة مرصوفة من خشب البلوط.

فتلك القطعة كانت ممتدة عبر النفق ونهايتها مثبتة بقوة في الجدران فقاموا بخلع القطع وسحبها إلى خارج النفق ليحدوهم الأمل في كل لحظة أن يجدوا صناديق خشبية مملؤة بالأحجار الكريمة ،لكن خاب أملهم فلم يكن غير الطين ولكن في عمق 20 قدمًا، وجدوا بالصدفة طبقة أخرى من قطع الأشجار، ومن ثم وجدوا طبقة ثالثة على عمق 30 قدمًا فبعد أن أدركوا أن المهمة كانت أكبر من قدرتهم قرروا الاستسلام رغم أنهم مقتنعون بأن الكنز يبعد بضع أقدام عن متناول أيديهم.

حفرة الشيطان
حفرة الشيطان

الكنز المفقود

فقد انتشر خبر عن حفرة الشيطان العميقة بأرجاء الجزيرة حيث توافد إليها الفضوليون وصائدي الكنوز وبعض رجال المال والشركات الكبرى لمتابعة عملية الحفر التي قام بها دانيال ولكن علي مدار عدة سنوات كانت تلك المحاولات فاشلة للوصل إلى الكنز بالإضافة إلى حدوث خسائر في الأرواح والأموال ولم يستطع أي شخص الوصول إلى قاع هذه الحفرة الغريبة التي كلما تم الحفر فيها ظهرت عقبات وتعقيدات وألغاز مثيرة من بينها العثور على حجر مكتوب عليه بلغة غريبة.

ولكن بكشف علماء الآثار عليها وترجمتها تم معرفة أن هناك بالحفرة تحت 40 قدمًا يوجد 2 مليون قطعه ذهبيه مدفونة ،و عندما علمت الشركة مضمون الرسالة تجدد حماسها للتنقيب مجددا فبدأت الحفر في عام 1805 ليجدوا العديد من العملات الذهبية ومواد تستعمل لحفظ الأشياء الثمينة على مر العصور القديمة، إضافة إلى العثور على بعض المقتنيات الذهبية ولكن مع استمرار عملية البحث انفجرت الحفرة بالمياه دون سبب لأنهم وجدوا أن محاولة إفراغ الحفرة من المياه كانت مثل محاولة إفراغ المحيط نفسه بجانب كثرة حالات الوفاة بين العمال ،لذلك توقفت عملية الحفر بشكل نهائى وظلت حفرة المال مغمورة بالمياه لمدة 40 عام.

إعادة الاكتشاف

ففي عام 1845 قررت إحدي الشركات السويسرية الكشف عن تلك الحفرة ،ولكن حدث مالم يتوقعة أحد وهو قتل أحد العمال بسبب غامض لم يعلمه أحد وتم تأجيل الحفر إلي عام 1849 ،حيث بدؤا بمحاولة إزالة المياه من الحفرة لمدة أسبوعين حتى نجحوا ، ولكن بعد يوم وجدوا أن الحفرة امتلأت مرة أخرى دون سبب مقنع لذا قرروا إحضار مسبار من الحديد و قاموا ببناء منصة خشبية له و بدؤا بإنزال المسبار في الحفرة لكنهم عثروا علي جدراناً من خشب البلوط و تربة من الأرض ، فقد استمروا بإنزال المسبار و إخراجه ليروا محتواه حتى فوجئوا بلغز آخر يصدمهم حيث وجدوا نوع خشب آخر اتضح فيما بعد أنه من النوع المستخدم في النعوش ، كما أنهم وجدوا أجزاء من جثة متحللة و أجزاء من سلسله ذهبية على ما يبدوا أن الجثة كانت تلبسها.

ولكن في عام 1965 ذهب العالم الجيولوجي، روبرت دانفيلد مستخرج النفط وأحضر المعدات الثقيلة التي تستخدم في حفر الآبار، وأطلق على تلك المهمة اسم القوة الوحشية،حيث حفر بعمق 130 قدمًا مستخدمًا كل الوسائل القوية في الحفر ولم يعثر على شيء، فقام بردم الحفرة مرة أخرى دون جدوي .

حفرة الشيطان
حفرة الشيطان

ماوراء حفرة الشيطان

فقد تعددت الأساطير حول حفرة الشيطان فالبعض يقول أنه تم العثور علي على الكنز الموجود بعد مقتل 7 أشخاص خلال عملية التنقيب والآخر يقول إنه لم  يتم العثور على الكنز حتى تختفي جميع أشجار البلوط من الجزيرة بالرغم من أن المتبقي من هذا النوع من الأشجار هو شجرة واحدة فقط ولكن بعد مرور 200 عام تبين أن تلك الحفرة ذهب ضحيتها العشرات الذين كانوا يبحثون عن الكنز أو أسرارها بهدف الفضول .

ولكن بعد تلك الواقعة أيقن الجميع أنهم لن يتمكنوا من الحصول على الكنز الموجود بالحفرة كما أنهم عكفوا على تفسير وتحليل الأمور الغريبة التي دارات حولها خلال سنوات الحفر للاكتشاف حتي ظن الجميع أنها مقبرة لأحد الملوك الفراعنة الذين جاؤا من مصر وماتوا في هذا المكان لكن لم يتوصل أحد إلى معرفة لمن هذه المقبرة ولأي عصر تنتمي.

افتراضيات العلماء

هناك العديد من الافتراضيات حول حفرة الشيطان ومنها تم ذكرة في كتاب روبرت فيرنو حيث افترض أن هناك مهارة والدقة تتطلبهما لبناء الحفرة حيث أنها تشير إلى وجود عملية عسكرية فالجيش لديه ما يحتاج من الرجال والمهندسين المهرة ليتموا مثل هذا المشروع.

فتلك الافتراض تم بنائه في نفس الوقت الذي خسر فيه الجيش البريطاني حرب الاستقلال الأميركية ،حيث قام الجيش البريطاني بوضع خطط للانسحاب السريع فقد كان من المقرر حسب الخطة أن تتراجع الحماية العسكرية في نيويورك إلى هاليفاكس في نوفسكونيا، في الوقت الذي كانت تعد فيه أقرب مستوطنة كبيرة لجزيرة البلوط.

وافترض فيرنو أن قطاع المهندسين الملكي ربما يكون قد صدرت لهم أوامر ببناء حفرة لإخفاء الخزائن الحربية للحماية العسكرية ومن ضمنها مؤنة المال التي من المقرر أن تعطى للجيش البريطاني ومن المحتمل أن المال لم يدفن  في الحفرة وإن كان كذلك فمن المحتمل أنهم استردوه في وقت لاحق وأرجعوه إلى إنجلترا.

كما هناك فرضية أخرى حيث يري بعض الأشخاص أن الكنوز بتلك المكان خاصة بقارون الذي دفن معه ولكن بالتأكيد تلك  الفرضية مجرد هراء فقط لأن قارون لم يكن في كندا لذلك فهي فرضية ضعيفة جدًا من جميع الجوانب ولا يؤيدها إلا القليل من الناس.