فكري السروجي يكتب: “كُتر الصحاب مش عزوة.. العزوة في اللي يسد”

فكري السروجي يكتب: “كُتر الصحاب مش عزوة.. العزوة في اللي يسد”
فكري السروجي

 

 

ترددت في الآونة الأخيرة كلام مبهج عن المرحوم مصطفي حفناوي وكمية الحب اللي كانت بينه وبين صاحبة عمرو راضي، في قررت اعمل مقال عن الصحاب وقت الشده ونشوف الشده اللي بتبين الناس علي حقيقتها، فعلاً الصحاب بتبان وقت الشده، واصحابي في الشدة اتنين، وتسلم الشدة اللي بتبين المعدن الأبيض.

في ناس طبعاً بالكوم اتلغوا من الحياة، عشان مكانوش ناس حقيقيين، يعني للأسف مكانوش ساعة الضيقة ناس ليها قيمة، وفيه ناس بالعكس عرفت معدنهم اكتر بمعني انه ناس حقيقيين، يستاهلوا وقتك ويستاهلوا انكم تكلمهم اصلاً، ويستاهلوا انكم تديهم فعل وتوقف معاهم، تديهم من وقتك ومن كيانك ووجدانك، فيه حاجات مكنش ليها قيمة بقي ليها قيمة وفي العكس، وفي حاجات كان ليها قيمة ومبقاش ليها قيمة.

فعلا والله الصداقة أو الصحبة مش بتبان غير  مع الوقت، ومع كثرة التجارب والمواقف التي نمر بها، والتي يتضح فيها الفرق بين الصاحب الحقيقي وصاحب المصلحة، حيث الصحاب الأوفياء يستحقون مننا كلام جميل ولازم نشكرهم في غيابهم قبل وجودهم، الصحاب الجدعان تربط بينا علاقة قوية حتى في أوقات الشدة.

هحكيلكم عن موقف حصل معايا من اسبوع بالظبط أو اكتر :

أنا من اسبوع قطعت علاقتي بصديق كان عدي علي صداقتنا 13 سنة، و أنا آسف إني إستخدمت مصطلح صديق.

الصراحة علي قد ما الموقف كنت حاسس إنه هيكون صعب عليا وأنا باخد القرار، وعلي قد ما القرار ده خد مني وقت كتير جداً عشان أوصل ليه، إلا إني من اسبوع وأنا حاسس براحة نفسية مش عارف أوصفها، أكن حد شال حجر من علي قلبي.

أنا مش عارف أنا بكتب ليه عن الموضوع بس حسيت إني حابب أشارك خواطر بتدور في دماغي، مش أي شخص يتقال عليه صاحب يا جماعة، الصحاب مش صور وبوستات وهزار ونكت وخروجات، الصحاب مواقف، الصاحب هو اللي بيحترم صداقتكوا وبيقدر وجودك في حياته وبيحسسك طول الوقت بقيمتك وانك حاجة كبيرة أوي عنده مش سهل يفرط فيها، بيخاف عليك وبيحس بيك، بيخاف علي زعلك، بيرفع سماعة التليفون يسألك محتاج حاجة ؟ ناقصك حاجة ؟ عايز أشوفك، وحشتني.

احنا عشان منحسش بالوحدة بنحاوط نفسنا أحياناً بناس مزيفة وبنكون حاسين ان هما دول الصحاب، لمجرد اننا مش عايزين نبقي لوحدنا، لكن مع مرور الوقت وتتالي المواقف بنتأكد إن مش هما دول، والمكان اللي هما فيه ده ميستاهلوش يكونوا فيه.

أنا قضيت حياتي كلها بأجري ورا الناس وبحاول أحافظ عليهم عشان بأحبهم وعشان محسش إني لوحدي وإن معنديش صحاب، لكن في وسط كل ده أنا نسيت يعني إيه حد ممكن يجري عشاني ويعافر عشان صداقتنا، قعدت أهتم بكل اللي حواليا لدرجة اني نسيت ازاي أهتم بنفسي.

إكتشفت مؤخرًا إن أغلب الأشخاص اللي أعتبرتهم أصحابي مكنش ينفع في يوم نبقى أصحاب حيطة مايلة، ده غير الأذي النفسي اللي بيعود عليك مع كل موقف، وفي النهاية انت هتوصل لمرحلة إنك لا بتجري ورا حد، ولا بتفكر مين سأل ومين مسألش، ومين خذلك، ومين طلع عيل، ومين بيقعد معاك وهو في ضهرك بياكل في لحمك بالغيبة، هتبص للحياة حواليك زي الموج اللي بيروح ويجي، وأنت مش عاوز غير إنك تعيش في سلام، وتكبر دماغك من الناس ومن الدنيا كلها.

مرحلة معرفة صحابي وقت الشدة :

للأسف الشديد من كام يوم دخلت أكلم صحابي كل واحد لوحده وكنت عامل سؤال كـ نوع من الاختبار اللي هو بشوف مين هيقف جنبي ومين اللي بيجي وقت المصلحة.

بصراحة كدا دخلت اكلمهم وكنت عامل نفسي حزين أن فيه مبلغ وقع مني ومين هيقدر يساعدني ومين مش هيقدر يساعد، السؤال كان عبارة عن “واحد صاحبي كان مديني 5000 اوديهم لامه في وقعوا مني، لو تقدر تساعدني بأي مبلغ يبقا كتر خيرك ولو مش هتقدر عادي برضوا ولا كأني اتكلمت معاك”، للأسف الشديد ملقتش غير ناس تتعد علي الصوابع هي اللي عاوزه تساعدني إنما الباقي كان صاحب مصلحة أو بمعني احسن مش صاحب من الأساس.

وهنا يُطرح السؤال !!

يا تري هلاقي صحابي يزعلوا عليا لما اموت.. زي ما عمرو راضي زعل علي مصطفي حفناوي لما مات ؟؟

صحابي في الشدة اتنين فعلاً، لما سألتهم فيه اللي عمل نفسه ميعرفنيش ونسي كل حاجه حتي العيش والملح مفتكرهوش، وفيه اللي وقف جنبي بجد :

اسكرينات السؤال :