فى ذكرى وفاة الزعيم أحمد عرابى .. تعرف على أبرز تفاصيل حياته

فى ذكرى وفاة الزعيم أحمد عرابى .. تعرف على أبرز تفاصيل حياته

تقرير:  مريم محمد محمود

مر علي مصر العديد من الزعماء والقادة العسكريين واثروا بها وتركوا ذكراهم فيها ومن أبرز هؤلاء الزعماء أحمد عرابي.

هو زعيم وشخصية وطنية وقائد عسكري مصري، في الجيش الخديوي. قاد عرابي عام 1879 تمرداً تطور إلى ثورة عامة ضد حكومة الخديوي توفيق التي كانت تخضع للهيمنة البريطانية-الفرنسية.

أصبح وزيراً للجهادية وبدأ بإصلاح الإدارات العسكرية والمدنية في مصر، لكن المظاهرات التي شهدتها الإسكندرية عام 1882 لكن القصف والغزو البريطاني أطاح بعرابي وحلفائه تحت وطاة الإحتلال البريطاني.

التحق عرابي بالجيش في 6 ديسمبر 1854، ونظراً لإجادته القراءة والكتابة عين كاتباً بدرجة أمين بلوك بالأورطة الرابعة من آلاي المشاة الأول، ثم رقي ملازماً عام 1858. لما تولى الخديوي توفيق الحكم رُقي عرابي إلى رتبة أميرالاي (عميد حالياً) عام 1879، وجعله ياوراناً له، وعينه أميرا لاياً على آلاي المشاة الرابع بالقاهرة، وظل يشغل هذا المنصب حتى قيام الثورة العرابية.

قام أحمد عرابي في 9 سبتمبر 1881 بمظاهرة عابدين وطالب فيها بعزل رياض باشا رئيس الوزراء، وتشكيل مجلس النواب، وزيادة عدد الجيش، وكان من نتائجها قبول المطالب السابقة وأهمها سقوط وزارة رياض، وتأليف وزارة محمد شريف الثالثة (14 سبتمبر 1881- 2 فبراير 1882) وعين البارودي ناظراً للحربية فيها.

عُين عرابي وزيراً للحربية في عهد نظارة محمود سامي البارودي (4 فبراير 1882- 17 يونيو 1882)، ولكن سرعان ما توالت الأزمات وتعاقبت الأحداث، بعد تقديم الدستور لمجلس شورى النواب، وتدخل وكيلي إنگلترة وفرنسا، وطالبا الخديوي بإقالة الوزارة، ونُفي أحمد عرابي من القطر المصري، استقالت وزارة محمود سامي وشكلت نظارة جديدة كان عرابي ناظراً للحربية فيها، واضطربت الأمور خاصة في ظل وجود الأسطولين الإنگليزي والفرنسي في مياه الإسكندرية، فحدثت مذبحة الإسكندرية (11 يونيو 1882) .

في البداية رقي عرابي باشا، ثم أصبح مساعد-وزير الحربية، وأصبح وزيرا في نهاية المطاف. وبدأ خططه بتأسيس مجلس برلماني. في نهاية أشهر الثورة (يوليو – سبتمبر 1882)، تولى عرابي منصب رئيس الوزراء. ونتيجة لشعوره بالخطر، دعا الخديوي توفيق السلطان لقمع الثورة، ولكن الباب العالي تردد.

الثورة العرابية _ سميت آنذاك هوجة عرابي، وقامت إثر قرار طرد الضباط المصريين من الجيش المصري.

الخديوي: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا.

– عرابي: لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم.
استجاب الخديوي لمطالب الأمة، وعزل رياض باشا من رئاسة الوزارة، وعهد إلى شريف باشا بتشكيل الوزارة، وكان رجلا كريمًا مشهودًا له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته في (14 سبتمبر 1881)، وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الجهد تدخل إنجلترا وفرنسا في شئون البلاد، وتأزمت الأمور، وتقدم “شريف باشا” باستقالته في (2 فبراير 1882).

تشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وشغل عرابي فيها منصب “وزير الجهادية” (الدفاع)، وقوبلت وزارة “البارودي” بالإرتياح والقبول من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية؛ لأنها كانت تحقيقًا لرغبة الأمة، ومعقد الآمال، وكانت عند حسن الظن، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في (7 فبراير 1882 م).
وفي اليوم نفسه 15 سبتمبر عام 1882، عاد أحمد عرابي إلى القاهرة ليدافع عنها. وواصلت القوات البريطانية تقدمها السريع إلى الزقازيق حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم ثم استقلت القطار (سكك حديد مصر) إلى القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصـر نفس اليوم. وقبض على أحمد عرابي وعلى العرابيين وعلى ثلاثين ألفا من المصريين الوطنيين.

عقد الإنجليز ما سُمى بالمجلس العرفي الذي قرر رفع عريضة الإستسلام إلى الخديوي توفيق.. وطلب المجلس من عبد الله النديم كتابة هذه العريضة،كتبها عبد الله النديم ولم يعتذر عن الثورة وألقى بالمسئولية كلها على الإنجليز وتوفيق.

إعتذر المجلس العرفي عن عدم رفع العريضة بصياغة النديم إلى الخديوي، وكلف بطرس غالي بصياغة عريضة جديدة وكتبها وفيها كثير من المحاسنة والملاينة، وتلك هي العريضة التي رفعت للخديوي توفيق، وكان ذلك بداية الإحتلال البريطاني لمصر الذي دام 72 عاماً.

إثنين رفضا الإعتذار عن الثورة ، علي الروبي الذي قبض عليه وتقرر نفيه إلى السودان، حيث مات هناك وعبد الله النديم الذي ظل يكافح بما سمحت له ظروف الإختفاء لأكثر من تسع سنوات.

احتجز أحمد عرابي في ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا حتى انعقدت محاكمته في 3 ديسمبر 1882 والتي قضت باعدامه، تم تخفيف الحكم بعد ذلك مباشرة (بناءا على اتفاق مسبق بين سلطة الإحتلال البريطاني والقضاة المصريين) إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب (سيلان)، انتقل السفير البريطاني لدى الباب العالي، لورد دوڤرن، إلى القاهرة كأول مندوب سامي – حيث أشرف على محاكمة أحمد عرابي وعلى عدم اعدامه.

وفي الساعة الواحدة بعد ظهر يوم 28 ديسمبر عام 1882 غادرت الباخرة مريوط ميناء السويس برفقة الأسطول البريطاني لنفي أحمد عرابي وزملائه ومحمود سامي البارودي ولاحقاً عبدالله النديم إلى سريلانكا حيث استقروا بمدينة كولومبو لمدة 7 سنوات. بعد ذلك نقل أحمد عرابي و البارودي إلى مدينة كاندي بذريعة خلافات دبت بين رفاق الثورة.

أرسل أحمد عرابي إعتذارات عدة إلى الملكة فيكتوريا انتهت بموافقة البريطانيين عام 1901 على العفو عنه واعادته إلى مصر.

عاد أحمد عرابي من المنفي في 30 سبتمبر 1901م ليقيم مع أولاده بعمارة البابلي بشارع الملك الناصر المتفرع من شارع خيرت، بحي السيدة زينب، وفي 13 أكتوبر 1901 صدرت جريدة المقطم الإحتلالية، وبها حديث مع عرابي يلقي فيه سيفه ويعتذر عن الثورة.

كما أحضر أحمد عرابي شجرة المانجو إلى مصر لأول مرة، توفي في القاهرة في 21 سبتمبر 1911، ويعتبر قائد أول ثورة مصرية في العصر الحديث.

وخلدت ذكراه في عدة رموز وهي

– سميت على اسمه إحدى محطات مترو الأنفاق في منطقة وسط مدينة القاهرة.
– يحمل اسمه ميدان كبير في مدينة الاسكندرية.
توجد صورته في شعار جامعة الزقازيق.
– يحمل اسمه شارع في محافظة الجيزة – شارع أحمد عرابي.
– سمي على اسمه طريق ساحلي في قطاع غزة – شارع أحمد عرابي.
– متحف هرية، أو متحف أحمد عرابي، أفتحح عام 1973 في هرية رزنة، محافظة الشرقية، مسقط رأس عرابي.