في ذكرى عيد وفاء النيل.. شاهد كيف أحتفل به المصري القديم

في ذكرى عيد وفاء النيل.. شاهد كيف أحتفل به المصري القديم

 

تقرير : عبدالحليم محمد _ منار حجاج

مرت الأيام والسنين وما زال النيل على عهده ووفاء مع المصريين، حيث كانوا قديما يقدسوه بشكل خاص، فكان له إله وهو الإله حابى رمز الخصوبة، الذي قدم من أجله المصري القديم القرابين في موعد الفيضان، نحن نحتفل به اليوم الموافق الخامس عشر من أغسطس، تزامنًا مع بدء السنة النيلية فى أول الشهر الجارى، وتمر الأيام ليصبح عيد وفاء النيل هو رمز للنيل ولعطاءه اللامحدود.

نحتفل اليوم بهذه الذكرى العظيمة، ونلقى الضوء على أهم وأبرز مراسم إحتفالات المصري القديم بعيد وفاء النيل، يحدثنا عنه في تصريح خاص الدكتور مجدي شاكر خبير آثري قائلًا: “يعتبر عيد وفاء النيل من أقدم وأهم الأعياد في مصر وهو مستمر حتي الآن من أيام مصر القديمة، وكان هذا الإحتفال موجود إلى فتره ما قبل إنشاء السد العالي، وكانت الدولة تحتفل به، بدليل تواجد اسم عيد وفاء النيل في اي اجنده كعيد لا تعطل فية المصالح الحكومية”.

وتابع قائلًا:”النيل بالنسبة لمصر كما قال هيرودوت مصر هبة النيل وبالتالي المصري ليس فقط قدس النيل ولكنه أحبه جدا، أيضًا كان للمصىريين رمز السعاده وصنعوا له المعبود ” حابي ” وهذا المعبود كان يجمع ما بين الرجل ولكن له أثداء امرأه بمعنى صدر كبير وجسم مترهل، فكان يجمع صفة الذكر والانثى في نفس الوقت وكان دائمًا يصور حاملا مائده قرابين محملة بخيرات النيل من أسماك وزهور وكل ما يخرج من باطن النيل ويحمل فوق رأسه رمزين البردي واللوتس، البردي هو رمز مصر السفلي واللوتس هو رمز مصر العليا، وهما رمزين للحضارة المصرية وكان ممسك بهما متحدين مع بعض رامز لوحدة مصر الوجه القبلى والبحرى

ويحدثنا الخبير الآثري عن أهمية ودور المعبود حابي، موضحًا أنه الوحيد فى مصر لم يكن له معبد فيقول: “ويعتبر المعبود ” حابي ” المعبود الوحيد في مصر الذي لم يكن له معابد ولا كهنه لانه كان يعبد في كل مكان، فالنيل يجري في مصر كلها، ٱمون كان له معبد، ورع كان له معبد أما بالنسبة لحابي فمعابده في كل مكان، إعتقد المصري القديم أن حابي، هوالفيضان، الذي كان يغضب مرة، وأخرى يأتي هاديء، أو عالي على حسب الظروف، فكان يلجأ المصري القديم لتقديم القرابين لكي يثبت النهر”.

وأشار شاكر، إلى بداية الإحتفال بعيد وفاء النيل، وكيف كان يحتفل المصري القديم بهذه الذكرى العظيمة مستشهدًا بالتواريخ قائلًا:” ولجعل النيل يثبت، بدأوا يهتموا بالنهر بعمل شيء هام، وهو الإحتفال بوفاء النيل بداية من عام 4221 ق.م منذ حوالي 6000 سنه، وكان هذا اليوم يوافق 15 أغسطس إلى هوه 15 من شهر ” بؤونة ” و ” بؤونه وهاتور وامشير “شهور كانت تشير إلى أشهر الفلاحين _ الأشهر القبطيه والتي كانت أشهر المصري القديم، والمصري القديم كان يقسم السنه لديه إلى 3 مواسم فقط ، لا يوجد عنده صيف ولا شتاء ولا ربيع ، وأصل الفيضان كان يبدأ من منتصف يونيو حتى منتصف أكتوبر أعلى موجه 4 شهور ، وبعدين شهر الزرع 4 شهور ، وشهر الحصاد 4 شهور ، فكان مقسم السنه 4 شهور – 4 شهور – 4 شهور وكان الشهر مقسم الى 10أيام ثم 10 أيام ثم 10 أيام وليس 4 أو 3 اسابيع”.

وتابع” وكان المصري القديم يأتي في هذا اليوم، وهو يمتلك مرصد فلكي في منطقه بر حابي في منطقه الروضه وكان في هذة المنطقه أشخاص فلكيين، وفي هذا اليوم يحدث شيء غريب كان هناك نجم يسمى ” سوبدت ” أو نجم الشعرى اليمانيه هذا اليوم عندما تطلع عليه الشمس يحترق وكان يسمى ” الاحتراق الشروقي ” ، لان الشمس أقوى نجم وعندما يحترق هذا النجم يعرف عندها أن الفيضان آتي، ويبدأ في الإستعداد، فيبدأوا لاقامه احتفالات لمده اسبوعين كاملين،والاحتفال يكون ضخم جدا يخرج فيه الملك بنفسه و كبار القوم ويخرج فيه كل الناس الى نهر النيل يركبوا المراكب ويزينوها بالزهور استعداداً بقدوم الفيضان الذي سيحمل خيرات كثيره وبالتالي كانوا يستعدوا و كانوا يقيمون إحتفالات لمده أسبوعين”.

ويكشف الخبير الآثري عن حقيقة إلقاء عروس النيل المرتبطة بعيد وفاء النيل فيقول: ” إن فكرة إلقاء عروس النيل كان يذكره شخص يوناني يسمي ” بلوتارك ” وتم السكوت على هذا الموضوع إلى أن أتي شخص يسمى ” بن عبدالحكم ” جاء بعد الفتح الإسلامي بمائتى عام وكتب كتاب سمي ” فتح مصر وبلاد المغرب ” وقال إن المصريون القدماء كان يمارسوا عاده إلقاء عروسه للنيل ، وظلت هذه الحكاية تتناثر لفترة طويلة جدا والناس لا تسأل إلى أن حدثت القصة المشهورة جدا، عندما بعث عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب أن هناك عاده المصريين بإلقاء أحد الفتايات في النيل ليأتي الفيضان ، فرد عليه عمر بن الخطاب بخطاب وقال له خذ هذا الخطاب والقه في النيل وكان به ” لو كنت تأتي من عندك فلا حاجه لنا لك إن كنت تاتي من عند الله فسر على بركه الله ” فجاء الفيضان ، وابن عبدالحكم لم يعاشر المصريين القدماء ثم المؤرخ الشهير ” هيرودوت ” الذي زاز مصر لى فى القرن الخامس قبل الميلاد كتب كل شيئ عن مصر ولم يذكر هذه الحادثة ،و المصري القديم كان يسجل كل الحوادث لديه سواء في الحياه او الموت كان يسجلها على مقابره ومعابده ولم تذكر مقبره او معبد هذه الحادثه انما هي اسطوره قيلت مثل الحدوته”.ثم إن قبل الفتح الأسلامى تدين مصر بالمسيحية وهى ديانة لا تقر التضحية البشرية إنما كان يلقون تماثيل ذهبية وفخارية لحابى وثور ابيض وزهور وورقة بردى عليها تعاويذ وقيل أسماك تشبه عروس البحر .

وأختتم مجدي، حديثه بكيفية إستثمار هذا العيد فقال:”يعتبر هذا اليوم من أقدم الاعياد في مصر والعالم كله وهذا الاحتفال يوجد له وصف العصر الإسلامي والعصر المصري القديم ، يكون استثمار هذا اليوم عن طريق مراكب علي الطراز الفرعوني وإحضار بنات ترتدى الزي الفرعوني مع إحضار زهور اللوتس ونبات البردي مع تواجد موسيقي علي نهر النيل ، أيضا عمل حفلة يوم وفاء النيل علي ضفاف النيل مع إحضار مطرب مشهور وبالنهار أعمل مواكب للزهور علي النيل واستقدام السائحين مع صنع اكل مصري قديم وبهذا يمكن استثمار هذا لصالحنا  .


ومن المعروف بعد إنشاء السد العالى لا يوجد يوم وفاء النيل لأن الموضوع بدأ التحكم فيه بعد إنشاء السد ولكن ما زال هذا العيد كأسم موجود واحتفالاته ما زلنا نقدرها فأرجو أننا نستغل هذا، فلا بد من أن تستمر هذا اليوم سياحياً ودعائيا ومن الممكن عمل حفلة زواج عالمي مثلا كل من يريد أن أن يتزوج في العالم يأتي إلى مصر في هذا اليوم مقابل ذلك اول مولد يضعونة يسمونه اسم مصري قديم ويكون لهم مثلا تذكره دخول المتاحف مجاناً ، وليس المهم أن أخذ منهم مقابل لأن الميديا والإعلام هي من ستدفع لك لتصوير ذلك الحدث، أيضا لو تم زواج حضور 10 الالف شخص للزواج في هذا اليوم وتم إقامة حفل زواج عالمي لهم في سفح الهرم أو علي ضفاف النيل أو في منطقة أسوان زبى هي البداية مع حضور الفرق النوبية وأعتقد أن كثير من الأشخاص ستنتظر هذا اليوم لإقامة احتفال زواجها في ذلك الوقت”.