في عيدها القومى .. “المملكة العربية السعودية ” ..كفاح آل سعود للتوحيد

في عيدها القومى .. “المملكة العربية السعودية ” ..كفاح آل سعود للتوحيد

تقرير : إسلام يوسف

 

تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطنى لتوحيد المملكة فى 23سبتمبر من كل عام وهذا التاريخ يعود إلى المرسوم الملكى الذى أصدره الملك عبد العزيز عام 1351للهجرة الموافق 23سبتمبر عام 1932م بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية .

 

وبدأ تاريخ التوحيد للمملكة منذ عام 1902، عندما تمكن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل أل سعود من استعادة الرياض عاصمة اسلافه مؤسسى الدولة السعودية الثانية والعودة بأسرته إليها ، وواصل الملك كفاحه المسلح أكثر من 30 عاماً سعياً لتوحيد المملكة، ونجح فى توحيد جنوب نجد وسدير والوشم ثم القصيم عام 1904 ثم الأحساء عام 1913وصولا إلى العسير عام 1919.

 

وقامت فى تلك الفترة عدة أمور وأحداث مثل الثورة العربية الكبرى عام 1916بقيادة الشريف حسين بن على الذى بدأها من الحجاز ضد الدولة العثمانية وكانت ثورة مسلحة منذ يوم 10 يونيو 1916فى مكة المكرمة وكان لهذه الطلقة صدى فى الطائف والمدينة وامتدت الثورة ضد العثمانيين بعد اخراجهم من الحجاز حتى وصلت بلاد الشام واسقاط الحكم العثمانى فيها وفى العراق وذلك نتيجة للسياسات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى التى تمثلت بالتجنيد الاجبارى ومصادرة الاملاك والارزاق ومن ثم مجاعة عام 1915 ، والسياسة القمية لجمال باشا الحاكم العسكرى للولايات السورية العثمانية ، الى جانب تراكمات العلاقات السورية العثمانية وحتى مؤتمر باريس عام 1913م .

 

وكانت تهدف الثورة إلى خلع الطاعة للدولة العثمانية وإقامة دولة عربية او اتحاد دول عربية يشمل شبه الجزيرة العربية ونجد والحجاز على وجه الخصوص وفى بلاد الشام عدا ولاية آضنة التى أعتبرت ضمن سوريا فى ميثاق دمشق مع احترام مصالح بريطانيا فى جنوب العراق وهى المنطقة الجغرافية الممتدة من بغداد إلى الساحل الشمالى للخليج العربى ، حيث تمكن جيش الثورة العرابية بقيادة فيصل بن الحسين وبالتعاون مع مسلحى القبائل من تحقيق انتصارات عديدة على الجيش العثمانى على الخط الممتد من المدينة المنورة حتى دمشق وفى عام 1918، وانسحب الاتراك من دمشق وقبلو الهدنة مودروس ثم نهائيا فى معاهدة سيفر التنازل عن نجد والحجاز وبلاد الشام والعراق وقيليقية ومصر .

 

وفى مرحلة ما بعد الانتصار العسكرى للثورة فقد اتجه الرأى العام منه الى اتحاد أو تحالف دول عربية بدلا من دولة عربية واحدة على أن يرأسها الهاشميون فيكون الشريف للحسين بن على ملكا لنجد والحجاز والامير فيصل ملكا لسوريا والامير عبد الله ملكا للعراق إلا أن الفرنسيين احتلوا سوريا ومنه منع الملك فيصل من حلمه وتوج ملكا على العراق وتمكن من انتزاع الاردن بوصفه سوريا الجنوبية ، أما الشريف حسين بن على فقد زالت مملكته فى الحجاز عام 1926 على يد عبد العزيز أل سعود بسبب مطالباته العنترية من الانجليز ومنها رسالة إلى ابنه قال فيها : ” إن مسألة الخرمة تعود إلى ابن سعود ومن السهل حلها على النحو التالى يتعين على بريطانيا العظمى قطع العلاقات مع ابن سعود ” ، ثم تعنتت بريطانيا فى مطالباته فلوحه بتقديم استقالته فاعلنت بريطانيا من خلال وزير مستعمرات الشرق ان بقاء الشريف الحسين فى منصبه هو خطرا على مصالح بريطانيا خصوصا مع ما يمتلكه من قبائل موالية له وان الاستجابة للاستقالة هو الامر الطبيعى .

 

وفى عام 1925ومع كثرة المعارضين له فى الداخل وحصار جدة من الخارج ادرك على بن الحسين انه لن يستطيع الصمود فقرر تسليم جده بعد أن ضمن له عبد العزيز أل سعود سلامة الجميع ، وواصل الملك عبد العزيز مشواره العسكرى حتى وحد المملكة العربية بكل اجزائها حتى اعلان عام 1932بتوحيد الممالك فى دولة واحدة تسمى المملكة العربية السعودية واصبح من هذا التاريخ عيدا قوميا للسعودية .