في مثل هذا اليوم تعرف على أحداث “ثورة سوريا” ضدد الانتداب الفرنسي

في مثل هذا اليوم تعرف على أحداث “ثورة سوريا” ضدد الانتداب الفرنسي

تقرير : غادة جمال

بدأت الثورة السورية منذ أن وطئت قوات الاستعمار الفرنسي الساحل السوري في أوائل عام 1920،وجاءت امتدا للثورة السورية ، واستمرت حتى أواخر حزيران عام 1927، وكان من أبرز نتائجها انتصار سلطات الانتداب الفرنسي عسكرياً إلا أن المقاومة السورية استطاعت زعزعة سياسة الفرنسيين في سورية واقناعهم بأن الشعب السوري لن يرضخ ولا بد من تأسيس حكومة سورية وطنية، وإجبارهم على إعادة توحيد سورية واجراء انتخابات برلمانية، كما مهدت هذه الثورة لخروج الفرنسيين نهائياً من سورية في عام 1946.

اسباب الثورة :-

١-رفض السوريون الاحتلال الفرنسي لبلادهم وسعيهم لتحقيق الاستقلال التام.
٢-تمزيق سورية إلى عدة دويلات صغيرة (حلب – الدروز – العلويين – دمشق).
٣-الضرر الاقتصادي الكبير الذي لحق بالتجار السوريين نتيجة للسياسة التي اتبعها الفرنسيون في سورية حيث سيطر الفرنسيون على النواحي الاقتصادية فربطوا العملة السورية واللبنانية بالفرنك الفرنسي.
٤-الدكتاتورية العسكرية التي مارسها الجنرالات الفرنسيون ابان انتدابهم.
٥-محاربة الثقافة والطابع العربي للبلاد ومحاولة إحلالها بالثقافة الفرنسية وإسناد المناصب الكبرى للفرنسيين.
إلغاء الحريات في سورية وملاحقة الوطنيين واثارة النزعة الطائفية الأمر الذي أدى إلى تذمر السوريين.
٦-فشل اللقاء الذي عُقد بين زعماء جبل الدروز والمندوب السامي الفرنسي في سورية بحيث عبر زعماء الدروز عن استيائهم من سياسة الجنرال الفرنسي كاربييه وطالبوا بتبديله بحاكم آخر إلا أن المندوب السامي أهانهم وهددهم بالعقوبة القاسية إذا تمسكوا بموقفهم فعلى اثر ذلك أعلن سلطان باشا الأطرش أنه لا بد من الثورة لنيل الاستقلال.
وبرأي الدكتور عبد الرحمن الشهبندر أن الأسباب الواردة أعلاه هي الأسباب البعيدة للثورة، أما الأسباب القريبة فهي معاداة الجنرال الفرنسي كاربييه لال الأطرش ومحاولته سحق نفوذهم حيث صار يلقي كل من تردد إليهم ولو بالسلام المجرد البسيط في غياهب السجن مما دفع سلطان باشا الأطرش لإعلان الثورة.

مطالب الثورة: –

1-وحدة البلاد السورية بساحلها وداخلها، والاعتراف بدولة سورية عربية واحدة مستقلة استقلالاً تاماً.
٢-قيام حكومة شعبية تجمع المجلس التأسيسي لوضع قانون أساسي على مبدأ سيادة الأمة سيادة مطلقة.
٣-سحب القوى المحتلة من البلاد السورية، وتشكيل جيش وطني لحفظ الأمن.
٤-تأييد مبادئ الثورة الفرنسية وحقوق الإنسان في الحرية والمساواة والإخاء.
نتائج الثورة
١-زعزعت هذه التحركات الكبيرة بشكل كبير سياسة الفرنسيين في سورية وأصبحوا على قناعة تامة بأن الشعب في سورية لن يرضخ ولا بد من تأسيس حكومة سورية وطنية والرضوخ لإرادة الشعب وثورته الكبرى، كما أصبحوا على قناعة تامة بضرورة الجلاء عن سورية ومنحها استقلالها التام، ففي عام 1928م قدم النائب (سيكست كوانتين) اقتراحاً بإرجاع سورية ولبنان إلى عهدة عصبة الأمم تخلصاً من الدم المراق فيهما والمصاريف، فنال اقتراحه مائتي صوت من أصل أربعمائة وثمانين صوتاً.
٢-أدت الثورة لبعث الحركة الداعية إلى إقامة حكومة ملكية في سورية، حيث يرى أنصار هذا المشروع انه الضمانة الوحيدة لقيام التعاون الصادق المستمر لتنفيذ الانتداب، فكان علي بن الحسين المرشح لهذا العرش إلا إن المشروع فشل بسبب رفض السوريين له.
٣-أجبرت الثورة فرنسا على إعادة توحيد سورية بعد أن قسمتها إلى أربع دويلات (دمشق، وحلب، وجبل العلويين وجبل الدروز).
٤-اضطرت إلى الموافقة على إجراء انتخابات فازت فيها المعارضة الوطنية بقيادة إبراهيم هنانو وهاشم الأتاسي.
اضطرت فرنسا إلى إجراء إصلاحات إدارية من عزل مفوضها السامي وضباطها العسكريين في سورية وتعيين البدائل عنهم، كما حصل مثلاً مع المفوض السامي ساراي بعـد مهاجمة الثـوار لقصر العظـم بدمشق، فعينت مندوباً مدنياً جديداً وهو (دي جوفنيل).
٥-أجبرت فرنسا على إرسال أبرز قياديها في الحرب العالمية الأولى مثل الجنرال (غاملان) بعد تزايد قوة الثوار وانتصاراتهم.
٦-مهدت لخروج الفرنسيين نهائياً من سورية عام 1946 حيث استمر النضال بشكله السياسي.
٧-قصفت دمشق بالطيران لمدة 24 ساعة متواصلة، وخلو بعض القرى في جبل العرب من أهلها نتيجة لتدميرها وحرقها.
٨-كانت الثورة انتصارا للوعي القومي والوطني على الإقليمية والطائفية حيث كان أهم شعاراتها التي أطلقها قائدها الدين لله والوطن للجميع