قانون الدفاع السنوى الأمريكى مفاجأة غير سارة لأنقرة

قانون الدفاع السنوى الأمريكى مفاجأة غير سارة لأنقرة
تقرير: ضحى ناصر

يحمل هذا الأسبوع مفاجأة غير سارة لأنقرة حيث تنُص النسخة النهائية من مشروع قانون السياسة الدفاعية السنوى الأمريكى على عقوبات فورية على تركيا لشرائها نظام الدفاع الصاروخى S-400 وهو القانون الذى ينبغى أن يوقعه الرئيس المنتهية ولايته الإسبوع الجارى وإلا فإن مشروع القانون سيؤجل حتى تولى الرئيس المنتخب فى العشرين من يناير المقبل مما قد يمنح أنقرة مزيد من الوقت لمحاولة وقف تنفيذ العقوبات .

وقد أكدا النائبان الجمهوريان “ليندسى جراهام” و”جيمس لانكفورد ” إن العقوبات على تركيا مستحقة بعد التحذيرات المتواصلة من واشنطن لتركيا والتى تجاهلت قيمة التحالف مع واشنطن مواصلة نهجها العدائى

وفى مقال مشترك لصحيفة “وول ستريت جورنال” قال غراهام ولانكفورد ” إن تركيا حليف للولايات المتحدة منذ عام ١٩٥٢ ،وكانت قاعدة إنجرليك الجوية أساسية فى الحرب على الإرهاب ،وقد ساعد الأتراك آلالاف اللاجئين السوريين ،وعلى مدى آلالاف العقود عملت تركيا على بناء مجتمع مُنفتح على جميع الأديان ووقفت ضد العدوان الروسى ، لكن الحليف المهم تغير .

لقد وافقت الولايات المتحدة على بيع ١٠٠ مقاتلة من طراز F-35 وسمحت بإدراج الشركات التركية فى تصنيع مكونات الطائرات ،لكن قبل ثلاث سنوات ،قررت أنقرة شراء نظام الدفاع الصاروخى S-400 ،المصمم لإسقاط طائرات F-35 وبات واضحاً إنه من غير المقبول السماح للمستشارين الروس بالعمل قرب من طائرات F-35 ومنح فرصة للرادار S-400 بالإقتراب من الطائرات الشبح الأمريكية .

وتابعا: لقد حذر الدبلوماسيون والبنتاغون وأعضاء مجلس الشيوخ، بمن فيهم نحن، مسؤولي الحكومة الأتراك من عواقب ذلك

والآن يتعين على الرئيس اتباع القانون وفرض عقوبات على الكيانات التركية. ويطلب قانون مكافحة أعداء أميركا فرض عقوبات ضد أي دولة تشارك في “صفقة كبيرة” لأصول دفاعية مع روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية .

قد أظهر الرئيس ترمب التزامه بوضع المصالح الأميركية أولاً. وقد منح الرئيس تركيا كل فرصة للتعاون مع الناتو. والآن قام الكونغرس بدعم واسع من الحزبين، بتضمين أمر بإنفاذ العقوبات بشأن تركيا في تفويض قانون الدفاع الوطني.

وأضافا: إن معاقبة تركيا على اختيارها روسيا على الولايات المتحدة ستكون بمثابة تحذير واضح. يجب أن تفكر الدول الأخرى فيمن هو الشريك التجاري الأفضل.. الولايات المتحدة، التي تمتلك أكثر من 20% من الاقتصاد العالمي، أم روسيا، ذات الاقتصاد الأصغر من اقتصاد بعض الولايات الأميركية. إن الفشل في فرض العقوبات سيرسل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة ليست على استعداد لاتخاذ قرارات صعبة.

وشددا على أن الشعب التركي لا يزال صديق أميركا، لكن قيادتهم اختارت التخلي عن آلاف الوظائف التي وفرها مشروع طائرات F-35، والتي ستنتهي بمجرد توقف التصنيع في عام 2022، وجلبت العقوبات على الاقتصاد المتعثر بالفعل .

وحاليا تواصل القيادة التركية قدمًا في نهجها، وفي وقت سابق من هذا العام، ورد أن أنقرة اختبرت نظام الدفاع الصاروخي الروسي.

وإختتما جراهام ولانكفورد مقالهما بالقول:

“على الولايات المتحدة الالتزام بحماية المصالح الأميركية من تهديدات إيران وروسيا وكوريا الشمالية. وتحتاج تركيا إلى فهم عواقب قراراتها”.