قبيلة داني.. شعوب لابد أن تقطع أصابعهم ولكن لماذا؟

قبيلة داني.. شعوب لابد أن تقطع أصابعهم ولكن لماذا؟
قبيلة داني

العادات والتقاليد تختلف في كل بلد خاصًا في قبيلة داني، وذلك يرجع إلى اختلاف ثقافتها والبيئة المحيطة بها حيث تعد العوامل البيئية والمناخية من العوامل الأساسية لتكوين ثقافة الشعوب، ففي عزلة تامة عن العالم وصخبه بكل ما يحتويه من وسائل تكنولوجية ومظاهر للرفاهية، وضع سكان قبيلة داني في إندونيسيا لنفسها دستورًا تمسكت من خلاله بعاداتها وتقاليدها التي تثير الدهشة تارة وتثير الغرابة تارة أخرى، فهذه القبيلة تقوم بالشيء الأغرب في العالم سواء تزوجت أو طلقت أو مت فهناك أصابع لابد أن تقطع ولكن لماذا؟

طبيعة قبيلة داني

يتميز سكان قبيلة داني بالخجل والغرابة وفي الوقت ذاته يتمتعون بالشجاعة ويعيشون بعيدًا عن كل مظاهر الحياة العصرية ويقاومون كل الأشياء الحديثة، حيث أنهم يزرعون كل ما يحتاجونه، ويعتمدون على التجارة بين القرى، ولا يزالون يطبخون باستخدام النار ويعيشون بشكل منفصل في منازل مخصصة للنساء وأخرى للرجال.

كما يرتاد رجال قبيلة داني قطعة غير عادية من الملابس الداخلية يطلق عليها اسم (كوتيكا)، أما النساء فلديهم وجهة نظر متحررة تجاه الملابس، حيث يرتدن تنانير مصنوعة من الألياف الساحلية المنسوجة والمزينة بالأكياس والقش، بينماتلبس في الرأس  ماطيق عليه اسم (نوكين).

قبيلة داني
قبيلة داني

غرائب نساء داني

تشتهر نساء قبيلة داني بقطع الجزء العلوي من أصابعهن عند وفاة أحد أفراد الأسرة أو فقدان كل عزيز لديهم، فتلك التقليد يعكس الألم الذي يشعر به كل من فقد أحد أقاربه، فهذا الطقس قد يؤدي إلى بتر كل امرأة لأكثر من إصبع طوال حياتها، حيث يتم ربط أصابع المرأة بحبل رفيع حتى يتم تخديرها ثم يقطع جزء من أحد الأصابع ويتم كي الإصبع المبتور.

فتلك العادة تكون مقابل كل ميت من العائلة، فهم يستخدمون في قطع الأصابع الحجارة الحادة أو الساطور أو السكاكين، مما يضاعف الإحساس بالألم، و تمارس هذه العادة منذ سنوات طويلة حيث أنها ترجع إلى اعتقاد راسخ لدى القبيلة بأن روح الإنسان تبقى موجودة في المكان عند وفاته.

كما تقوم القبيلة بالتضحية لإرضاء روح المتوفي، وذلك لعتقادهم  أن أصابع اليد باختلاف أشكالها ترمز إلى أعضاء الأسرة وتعبر أيضًا عن مدى تلاحمهم وتضامنهم، لذلك عند وفاة أحد الأفراد يجب قطع الإصبع كرمز جسدي يعكس حجم الألم والفراغ اللذين خلفهما رحيله.

بينما يقوم أهالي القبيلة، بتلطيخ أجسامهم بالطين لفترة زمنية معينة كنوع من الحداد على الميت، حيث يعتبرون أن الطين يرمز إلى عودة الروح إلى طبيعتها الأصلية بينما تقوم الأمهات اللواتي يفقدن أطفالهن الرضع بقضم الإصبع الصغير لمواليدهم الجدد كي يبعد عنهم شبح الموت، حيث يعتقدن أن هذه العادة تطيل عمر المولود وتجعله مختلفًا عن الآخرين.

قبيلة داني
قبيلة داني

أغرب عادات القبيلة

فمن أغرب عادات قبيلة داني أنهم يقومون بطهي بقايا من فارقوا الحياة كل يوم وذلك للمساعدة في الحفاظ على جثثهم المحنطة، فتلك العادة في قبيلة داني لم تكن أغرب التقاليد فهم يقومون أيضًا بتحنيط الأموات حيث يستخدمون التدخين للحافظ على أجسام موتاهم الذين يكون لديهم دور قوي في القبيلة مثل محاربيهم والأقوياء منهم كرمز للفخر، وبالرغم أن هذا الأسلوب لم يعد يمارس إلا نادرًا إلا أن تلك القبيلة لا تزال تحافظ على عدد من المومياوات كرمز لاحترامهم لأسلافهم ومن هذه الموميات مومياء كورولو، والتي يقال أن عمرها لا يقل عن 370 عامًا.

بينما تعد معارك أغسطس الوهمية من أشهر عادات القبيلة حيث تقام معارك وهمية مع القبائل المجاورة لتحضر كل من  قبائل (داني ويالي ولاني) أفضل المحاربين لخوض المعركة الوهمية وإظهار ثقافتهم الغنية للاحتفال  فضلًا عن دعم التقاليد القديمة.

كما هناك حفل طبخ الخنزير، حيث يؤدي أفراد القبيل رقصة المحارب ويشعلون النار باحتكاك الخشب فيما يتم ذبح الخنازير بسكاكين من شظايا الخيزران قبل طهيها مع الخضار.

وبالرغم من سمعت القبيلة المخيفة بين القبائل الأخرى في المنطقة لما يعرفون به بأنهم أشرس الصيادين، إلا أنها قبيلة ودودة ومضيافة للزوار، حيث يتوافد على المنطقة السياح للبعد عن صخب المدينة وضوضائها، ولمشاهدة القبائل البدائية التي تسكن هذا الوادي بعتبارهم السكان الأصليين، وذلك لأنهم يسكنون به منذ قرون منقطعين عن متاع الحياة وتقدم الحضارات.