قراءة في “جريدة المؤيد” في الفترة من يناير وحتى مارس 1890

قراءة في “جريدة المؤيد” في الفترة من يناير وحتى مارس 1890

كتب- محمد حجازي

كانت جريدة المؤيد؛ جريدة يومية سياسية تجارية، ثمن النسخة قرش صاغ، قيمة الاشتراك 150 قرشًا عن سنة كاملة و90 قرشًا عن نصف سنة. وكانت قيمة الإعلان 15 قرش للسطر في الصفحة الأولي و10 قروش للسطر في الصفحة الثانية وكذلك في الثالثة و8 قروش للسطر في الصفحة الرابعة، أما مدير الجريدة ومحررها فكان أحمد ماضي. وتعتبر هذه الجريدة من أهم الجرائد في الوطن العربي في هذه الفترة وحتى توقف اصدارها.

ويحوي كل عدد من الجريدة على عناوين ثابتة هي المكاتبات والتجارة والحوادث الداخلية والتلغرافات بالإضافة إلى الإعلانات.

جريدة المؤيد

جاء في بداية عام 1890 “نحن الآن بين يومين أحدهما نودعه بجميل الشكر والآخر وافد علينا يطالبنا بحسن القرا وإكرام المثوى ونحن نمد راحة الأمل إلى بارئ النسمات ومدبر الكائنات أن يجعل البلاد المصرية آمنة”.

وفي الصفحة الثالثة من العدد التاسع والعشرين في أخبار دار الخلافة ما نصه “حُكم بالسجن والأشغال الشاقة من ثلاث سنوات إلي سبع علي بعض من قاموا بأمور الثورة في كريد”.

وتحت نفس العنوان جاء أيضًا “تعلقت الإرادة السنية بتنفيذ قانون عادل جعل دستورًا للعمل في كافة أنحاء الممالك العثمانية بخصوص إلغاء الرقيق وهو يمنع إدخال أُسراء الزنج إلى الممالك العثمانية”

وعن زيادة مرتبات الموظفين في الدولة، خبر في الحوادث الداخلية في الصفحة الثانية، وفيه “حصلت زيادة في رواتب أربعة من موظفي نظارة المعارف الأساتذة ما بين مبلغ مائة قرش إلى خمسمائة قرش”.

وفي نهاية كل صفحة من الأعداد الأولي من المجلد إعلانات عن نقل مطبعة الآداب من محلها الأصلي إلى منزل أم حسين بك بالشارع الموصلي بالموسكي قريبًا من جامع البنات، وعن تعيين حضرة محمود أفندي الباجوري وكيلًا عامًا للجريدة في مصر وعموم الجهات.

وإعلان عن كتاب تاريخ مصر الحديث لجرجي زيدان وهو مؤلف من جزأين كبيرين جيد الورق متقن الطبع يبحث في تاريخ مصر من الفتح الإسلامي إلى وقت تأليفه، ويتقدم ذلك تاريخ مصر قبل الإسلام وفي الكتاب رسم متقن لمشاهير الرجال وبينها جميع النقود الإسلامية.

وعن الغربة جاء في صفحة 2 عدد 31 “لو سألت النازح الغريب فقلت له مما تشكو وعلى ما تتأسف لقال على فراق الوطن والأهل والسكن وأخذ يشرح لك ما يلقاه من الشجن وما يكابده من الحزن ولكنك لا تتأثر لتلك الشكوى ولا تتألم لأنك فارغ القلب من مثل ذلك لا يخطر بفكرك ما هي الغربة وما هو الحنين إلي الوطن وويل للشبحي من الخلي. ولكن ليس يخفي أن حب الوطن إحساس شريف لا يفارق أصحاب العواطف الكريمة من ذوي الشرف والمروءة يحمل صاحبه على السعي إلي سعادة بلاده وفلاح بنيها وخدمتهم والنصح لهم”.

وعن التوسع العمراني جاء في الحوادث الداخلية للعدد 33، قدمت مذكرة من نظارة الأشغال العمومية إلى مجلس النظار في 4 يناير 1890 أظهرت أن سرعة ازدياد العمارة في مدينة حلوان قد جعلت توزيع الماء فيها مقصرًا عن احتياجات السكان.

وفي الصفحة الأولي من العدد 36 خبر يقول “إن في غينا الشمالية مملكة يقال لها داهومي كائنة علي البحر المحيط وقد زارها السائحون المرات العديدة وجاءتها المرسلون طوائف طوائف يبثون بين ظهرانيها أصول التمدن وينادونهم بإزالة الأوهام الباطلة والاعتقادات الخيالية فلم ينجح فيهم الكلام ولم تؤثر فيهم سهام الملام ومازالوا إلى يومنا هذا متمسكين بعوائدهم القديمة الوخيمة يذبحون الإنسان قربانًا لآلهتهم ويستحلون دماءه ويعبدون الثعابين ويكرمون الذين يسخرونها ويشجونها بأصواتهم.. ومن عوائد هذه الأمة أيضًا زواج الأخ بأخته وتلك لا تبعد كثيرًا عن العادة المجوسية”.