قصة كفاح شاب سيناوي تحوّل من مهندس إلى بائع آيس كريم

قصة كفاح شاب سيناوي تحوّل من مهندس إلى بائع آيس كريم

كتب : د . مختار القاضي

مراجعة : جيهان الجارحي

إنه شاب مصري ، من أبناء محافظة شمال سيناء ، يُدعى محمد سالم حمدي الليثي ، الذي تخرج في كلية الهندسة ، جامعة الزقازيق ، قسم الهندسة الصناعية ، دور مايو سنة ٢٠١٧ م . أنهى محمد الليثي دراسته ، ثم التحق بالعمل كمهندس في إحدى شركات القطاع الخاص ، وقد أثبت التزاما وكفاءة عالية في العمل رغم حداثته ، ولكن بعد أقل من عامين تم حل الشركة ، وتسريح جميع العمالة بما فيها من المهندسين والفنيين والعمال . فكر محمد الليثي بعد أن وجد نفسه دون عمل منضما إلى طوابير من البطالة التي يعاني منها الملايين من الشباب في مصر ، وتفتق ذهنه عن فكرة العمل في مجال صناعة الأيس كريم ، ولكن بطريقة وتركيبة خاصة جدا ورائعة جدا ، تجعل من يتناوله يعود ليأكله مرات ومرات .

بدأ محمد الليثي بالفعل في استئجار محل بمدينة العريش بشارع ٢٦ يوليو ، وأحضر كل ألوان وأشكال الآيس كريم اللذيذة الطعم ، وبدأ في إضافة مواد معينة إليها تكسبها مذاقا ألذ وأطعم ، وشرع الناس في القدوم إليه وتناول الآيس كريم الذي يقدمه ، مقابل هامش ربح بسيط يعيش منه ، هو وعدد من الشباب يعملون معه ، والذين لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة . تفنن محمد الليثي في الآيس كريم رول ، والآيس كريم بولات ، مع صناعة بسكويت الآيس كريم بجميع أشكاله وألوانه ، ووصل إلى حد تقديم الآيس كريم بشكل جديد وطعم ألذ وأجمل وبجودة عالية ، ونسبة عيوب صفر في المائة .

وفي مقابلة مع المهندس محمد الليثى ، أعرب عن سعادته بنجاح تجربته الجديدة ، وخصوصا مع بداية إقبال بعض الزبائن والتعرف عليه في محله الصغير ، وإعجابهم بالآيس كريم ذي النكهة الخاصة ، والبسكويت اللذيذ المُحلى بالشيكولاتة والمكسرات ، وغيرها من المُشهيات متوسطة السُكريات سهلة الهضم .

وعن سؤال بخصوص مدى ارتياحه في العمل كبائع آيس كريم رغم كونه مهندس ، أكد محمد الليثي أن الضروريات تبيح المحظورات ، وأنه لابد أن يتكسب من عمل يساعده على الحياة ، وعدم اللجوء إلى هذا وذاك لطلب المال ، كذلك أكد أن العمل عبادة ، وأنه سعيد بهذا العمل الذي أعجب به الكثيرون ، كما أنه يشعر بالسعادة عندما يشكره رواد محله المتواضع بوسط مدينة العريش ، على جودة صناعته وذوقه وأخلاقه وابتسامته الدائمة ووجهه البشوش ، الذي يقابل به الجميع ، فيقبل على العمل بكل جدية لساعات تصل إلى ١٤ ساعة يوميا دون كلل أو ملل ؛ حتى لا يحتاج لأحد ويكفل لنفسه ولزملائه الحد المناسب من الحياة الكريمة .