حكاية قصرموسى أشهر معالم لبنان السياحية

حكاية قصرموسى أشهر معالم لبنان السياحية

 قصرموسى هو حلماً أصبح واقعاً لصبي صغير إسمه موسى عبد الكريم المعماري. شيّد هذا الصبي “حلمه” بمفرده دون مساعدة أي أحد مستخدماً الحجارة والطين.

حتى أصبح قصر موسى واحداً من أشهر المعالم السياحية في لبنان، فلنتعرف إلى قصة بناء هذا القصر.

قصرموسى شيده “الحب”

حلمَ موسى المعماري ببناء قصره عندما كان تلميذاً على مقاعد الدراسة، حيث باح حينها بحبه  لزميلته في المدرسة ووعدها بأن يبني لها قصراً عندما يكبر، لكنه كلما تقرّب منها كانت تصده  بإستهزاء بسبب فقره، وتقول له:” بدل من أن تعمر قصراً، إبتع لك حذاء”.

الأمر نفسه حصل معه في قاعة الصف حيث كان يرسم حلمه على الورق أثناء شرح الأستاذ للدرس، وعندما شاهده أستاذه سخر منه  ومزق له الورقة التي كان يرسم عليها القصر، فما كان من موسى إلا ان لملم أجزاء الورقة وإحتفظ بها لأعوام عديدة،  وعندما انتهى من بناء القصر علق الورقة على مدخله .”

عندما أصبح موسى في عمر 14 سنة بدأ ببناء قصره، وقد إستغرق حلمه نحو 50 عاماً لإنجازه. حيث بدأ ببناءه في عام 1945 وإنتهى من عمارته عام 1997..

أقسام قصرموسى

قسَم موسى قلعته الى ثلاث طوابق تتضمن غرفاً، في كل طابق منها منحوتات من تاريخ التراث اللبناني مصنوعة من الجص (الطين). بالإضافة الى عدد كبير من الأسلحة القديمة (16 ألف قطعة) التي تعود الى حقبة العصر العثماني والإنتداب الفرنسي في لبنان.

كما يحتوى قصرموسى في العديد من أقسامه على مجسمات تروي حكايات البيئة اللبنانية وحياة اهلها، إضافة الى ركن خاص جسد فيه قصته مع أستاذه من خلال مجسمات متحركة لأستاذه ورفاقه على مقاعد الدراسة.

تضم إحدى طوابق قصر موسى تماثيل تتحرك بواسطة المياه وتقوم بمختلف الحرف اللبنانية العريقة، كما يضم قسم ركن خاص يحتوي على الأدوات البدائية التي إستخدمها لبناء قلعته، إضافة الى غرفاً تتضمن مجسمات لأمراء لبنان وبينهم المير بشير إضافة الى شخصيات سياسية وفنية معروفة، لم يسكن موسى قصره بل جعله ” تحفة فنية” مميزة ومعلماً تاريخياً يستقبل فيه الزوار بكل لباقة  ليسرد لهم قصة حلمه الذي حققه بإصرار وعزيمة.

موسى ترك قصره ورحل…

عام 2018 رحل موسى المعماري عن عمر يناهز 87 عاماً تاركاً حلمه بين يدي زوجته ماري وأولاده الأربعة (عبير وزياد وبسام وريما)، اللذين يقومون حالياً بإكمال مسيرة والدهم بعد رحيله، خصوصاً انهم شاركوه في بناء حلمه عندما كانوا في أعمار صغيرة، وإستمروا في مساعدته بعد أن تخرجوا من الجامعات، ليصبح حلم والدهم هو الأمانة التي لن يفرطوا بها، وستتناقلها الأجيال على مر العصور.