تقرير / أميمة حافظ
إن الممرات المائية العالمية التى تربط الدول والقارات ببعضها لهى محط أنظار العالم بأسره وتعد مركز إستراتيجى للعمليات الكبرى والسياسات الخارجية للدول الكبرى تقام عليها الدراسات والتكتيكات فى كليات الحربية والدراسات السياسية لكبرى الجامعات ولعل من أبرز الممرات المائية بمنطقة القطر العربى الإسلامى مضيق جبل طارق ومضيق باب المندب وقناة السويس ومضيق البسفور بتركيا ومضيق هرمز الذى يفصل القطر العربى عن الجانب الإيرانى الذى هو محور حديثنا هنا ، فأصبح محط أنظار العالم بعد تعالى صيحات الصراع الامريكى الإيرانى عليه.
اولا ماهو مضيق هرمز :
هو ممر مائى يحمل اسم الجزيرة الموجود بها وأيضا هى كلمة فارسية على اسم قائد الفرس هرمز الذى انحدر منه كسرى إمبراطور الفرس .
أ ين يقع ؟
يقع فى الخليج العربى و يفصل بين إيران و سلطنة عمان التى تمارسان عليه الرقابة التامة .
عرضه حوالى 55 كيلو متر و عمقه لايزيد عن 60 كيلو متر
ارتباطه بالتاريخ :
يعد نقطة تحول فى حروب المسلمين مع إمبراطورية الفرس استخدم أثناء الفتح الاسلامى لبلاد فارس َ وهى سلسلة من الحملات العسكرية شنها المسلمون على الإمبراطورية الفارسية الساسانية المتخامة لحدود دولة الخلافة الراشدة، وقد أفضت هذه الفتوح إلى إنهيار الإمبراطوربة سالفة الذكر وانحسار الديانة المجوسية في بلاد إيران وإقبال الفرس على اعتناق الإسلام ، بدأت تلك الفتوحات زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه بغزو المسلمين للعراق، المركز السياسي والاقتصادي للإمبراطورية، سنة 11هـ الموافقة لسنة 633م بقيادة خالد بن الوليد، فبقي حتى استكمل فتح العراق بالكامل، ثم نقل خالد بعد ذلك إلى الجبهة الرومية بالشام لاستكمال الفتوحات، فتعرض المسلمون في العراق لهجوم فى موقعة الجسر التى استشهد فيها معظم جيش المسلمين ، فأمر الخليفة بمواصلة الزحف على العراق بقيادة سعد بن أبى وقاص عام 14 للهجرة فوقعت موقعة القادسية وحشد الفريقين كل عساكرهم حتى انتهت المعركة بانتصار صاحق للمسلمين وقتل قائد الفرس رستم وهروب يازدجرد امبراطور الفرس ثم انقل المسلمون بعد ذلك إلى التخوم الفارسية حتى وصلوا للمدائن عاصمة الفرس وفتحوها واستبانت لهم بلاد الفرس حتى دخل معظم الفرس الإسلام ما عدى جزء قليل ممن بقى على الماجوسية فى جبال زاكش المتاخمة لأوروبا وبذلك انقطت على الإمبراطورية الفارسية وباستخدام ذلك المضيق الإستراتيجى الذى استخدمه المسلمون فى الحروب بعد ذلك أثناء الأموين والعباسين .
أهمية المضيق فى العصر الحديث :
وتكمن أهمية مضيق هرمز أنه ناقلا للذهب الاسود الذى يخرج من دول الخليج إلى آسيا و أوروبا و أمريكا الشمالية وحدث توتر متصاعد على مضيق هرمز بين ايران و دول الخليج من جه و بين إيران و الولايات المتحدة الامريكية من جهة أخرى .
خاصة بعد احتجاز الحرس الثورى الإيرانى لناقلة نفط بريطانية ردا على احتجاز سفينة إيرانية فى مضيق جبل طارق ، فقامت دولة الامارات بتقديم بلاغ فى مجلس الامن الدولى بشان العمليات التخربية التى تتم فى مضيق هرمز و التى قد استهدفت أربع ناقلات نفط قرب سواحلها فى المضيق ، وكان البلاغ يشير الى احدى الدول بعينها ،فيما اتهمت الولايات المتحدة الامريكية ايران بانها تقف وراء كل الاعتداءات فى هذا المضيق .
ومن جانبها طهران نفت صحة تلك الادعاءات و دعت لاجراء تحقيق عادل حول الأمر ، و منه قامت إيران بتوجيه تهديد شديد اللهجة و قالت أنها لن تسمح لشاحنات النفط المرور بالمضيق اذا قامت أمريكا بإعاقة صادرات طهران النفطية .
و قد قال روحانى الرئيس الايرانى ان بلاده ستقوم بغلق المضيق الامر اللذى اثار غضب دول الخليج و الولايات المتحده الامريكية ، و جاءت كل هذه المشاحنات الشديدة فى ظل الضغوط التى يمارسها الغرب على برنامج ايران النووى.
و قد صرح روحانى أن بلاده لا تعتمد على مضيق هرمز فى المستقبل القريب لنقل نفطها و انها ستملك البديل العام المقبل ،مما يجعلنا نتسال حول مستقبل المضيق خاصة بأن ايران لن تتخلى عن حقوقها السيادية لمضيق هرمز فى المستقبل ، و لم نعرف بعد ماذا ستكون سياسة بايدن او قراراته بخصوص المضيق ، و خاصة ان دول الخليج لا تملك الان بديل لهذا المضيق لنقل نفطها فستكون هى الاكثر تضررا من تصاعد وتيرات الصراع الايرانى الامريكى ، ماذا سيكون مصير المضيق و مصير الذهب الاسود المستخرج من الخليج العربى هذا ما سوف تكشف عنه الايام القادمة بعد تسلم بايدن السلطة ، و سننتظر الاحداث الجديده الخاصة بالمضيق و التى ستحدد مصير النفط الخليحى خاصة.
اما عن اخر التطورات فى المضيق فقد تم عبور مدمرة امريكية و طائرات و رؤؤس نووية فى حركة استفزازاية من الولايات المتحده الامريكية.
قام البنتاغون يوم الاثنيين الماضى 21 ديسمبر بإعلان عن مرور غواصة امريكية تحمل رؤؤس نووية و رافقتها بعض السفن الحربية الآخرى لاول مرة منذ 8 سنوات ، قال البنتاغون انه استعراض للقوى الامريكية لطمئنة حلفائها هناك و استعداد امريكا لرد اى هجوم من اى نوع من طهران فى ظل الذكرى الاولى لمقتل الجنرال الايرانى قاسم سليمانى .يا و اوروبا و امريكا الشمالية .