كان وداعا قاسيا

كان وداعا قاسيا

صوت الناي قادم من بعيد هيا لنغني عليه كي يحل الدفئ هيا ليعم الحب والحنان الأرض.

كنا على هامش سهرة شتوية من طراز رفيع لا يحضرها من يقل عمره عن الثامنة عشر كانت ترتدي ملحفة سوداء.

وتضع مسواك من “أتيل” بين شفيتها تمنيت في تلك اللحظة أن أكون ذلك المسواك.

حتى وإن تحولت من إنسان إلى جماد لا ضرر في ذلك.

كانت في تلك الليلة شاردة كنت كل ما نظرت إليها اتحير فيما تفكر هذه الفتاة العشرينية.

رغم عدم خبرتي بالتعامل مع الجنس اللطيف.

لأمور ترجع للخجل ليس عندي كامل الشجاعة لأكلمها

بعد صراع ط


ويل مع نفسي وجدتني جالسا بجانبها.

يوسف أحمد يكتب.. الذكرى المقدسة

وقد خرجت التحية من شفتاي بدون قصد! كنا ننظر إلى بعضنا بإستمرار ردت التحية بعفوية.

كان صوت الناي يزداد كنبضات قلبي في ذلك الحين وكأنه يدعونا للرقص معا.

كان ذلك يشبه حلم وكانت هي شاردة الذهن لم أظن أنني قد ألمس جسدها الناعم رغم حب النظر إليه لكن كانت مشاعري بلا فرامل.

في تلك اللحظة وطلبت يدها إلى الرقص قليلا وردت بنظرة قبول جميلة صاحبتها أنهكتها متاعب الحياة.

وكأنها تفكر في شيء مرهق كما يفكر العقلاء بحتمية الرحيل.

قد بدأنا برقص الرقصة المصرية المشهورة “رقصة التنورة”.

وداعا

بعد حوالي ربع ساعة من الرقص جلسنا وبدأت تعد الشاي وكنا على وشك تبادل أطراف الحديث لكن كنت انتظر.

أريدها أن تبدأ هي أولا وكانت شاردة كنت أنظر إليها أتمنى لو داخل ذهنها لأعرف ما يدور فيه جاء الكأس الأول من الشاي دافئ.

وفي قانوننا الشاي ثلاثة كؤوس وما بعدهم إلا الرحيل فقط وينتهي.

كان الكأس جميل الطعم يعطي نبذة للأعمى.

أن صاحبته بهية ليست بكثيرة الكلام كانت تحمل في تلك للحظات نصف هم الكون على عاتقها وعندما جاء الكأس الثاني.

شعرت أن الجو أصبح يوحي إلى فراق جاء رجل وناداها وكأنه حبيبها كان وداعا قاسيا الفراق يشبه جدا اللقاء.

كثيرا نحتاج الكثير من الشجاعة والأمل والقليل من الإيمان.

بعيدا عن تكرار الفرصة بعيدا عن آدميتنا المشبوهة بالأغلاط في كل فراق.

أحاول ترك ذكرى على شكل كيس بلاستيكي مضاد للتحلل والنسيان أدرك جيدا بعد كل تصرفاتي عن حيز الرومانسية.

ربما لم تكن متزوجة ماذا لو كان أخوها لكن ردودي الباردة إلى نظراتي التائهة في البعيد نسياني الدائم للتواريخ والمواعد.

ربما كنت قاسيا لكن رحيلك جعل مني ميت يتنفس.