كبار السن بين عقوق الوالدين والمشاكل الصحية التي تحاوطهم

كبار السن بين عقوق الوالدين والمشاكل الصحية التي تحاوطهم

 

تقرير / أميمة حافظ

 

كبار السن هم اللذين تجاوزت أعمارهم ستين عاما أو أكثر، ويتعرض الإنسان في مرحلة الشيخوخة لعدد من التغيرات الفسيولوجية والنفسية، والتي تتصف في مجملها بتراجع المجهود وقلة النشاط وضعف الإدراك.

وتتمثل تلك التغيرات في الضعف الجسدي، وتراجع الإدراك الحسى مثل ؛ السمع والبصر، وضعف الذاكرة والتركيز، وهو ما من شأنه أن يؤثر على حياة الإنسان اليومية ومدى تكيفه معها، كما يضعف اتصاله بالآخرين مما يؤثر على حالته النفسية.

كذلك فإن كثيرا من كبار السن يفقدون قدرتهم على العيش باستقلالية والاعتماد على الذات بسبب الأمراض المزمنة أو حتى الضعف العام، كما يتأثر نمط حياتهم الاقتصادي بسبب التقاعد وقلة العائد المادي، علاوة على بعض التغيرات الاجتماعية التي تنتج عن زواج الأبناء أو هجرتهم، كل هذه العوامل بوسعها أن تؤدي لظهور بعض المشاعر السلبية والضيق لدى كبار السن والذي يمكن أن يتطور مسبباً أمراضاً نفسية.

ليس هذا فحسب، بل إن إهمال الصحة النفسية لكبار السن ربما ينعكس على أمراضهم البدنية، ومدى تحكمهم فيها واستجابتها للعلاج، فوُجد على سبيل المثال أن عدم معالجة الاكتئاب في مرضى القلب المزمن يمكن أن يؤثر سلباً على حالته الجسدية.

و مع للأسف هناك أبناء يغيب عنهم كل معاني الإنسانية ويلقون بأمهاتهم، وآبائهم في دور للمسنين، ولم يكفه ذلك بل يزورونها شهريًا ليأخذ ما معها من نقود ويتركها، وأصبحت العلاقة بينه وبينها لا تتعدى الزيارة الشهرية.

يقول الله عز وجل :

«وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» (سورة
الإسراء 23).

بر الوالدين هو: الإحسا ن إليهما ، وطاعتهما ، وفعل الخيرات لهما ، وقد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة .

فجعل الله برهما و الإحسان إليهما و العمل على رضاهما فرض و ذكرة فى كتابة العظيم .

كم أصبحنا نسمع الكثير من المشاكل بين الآباء والأبناء في الفترة الأخيرة، فنجد بعض الآباء يشتكون من عصبية وعدم احترام بعض الأبناء لهم من خلال علو الصوت، والإهمال والتقليل من شأنهما، والذي يعد بحد ذاته عقوقاً. ولكن ما الذي يجعل الأبناء عاقين وناكرين للجميل؟

قد يكون السبب هو جهل بعض الأبناء بمعنى بر الوالدين ومعناه في القرآن والسنة لعدم توعيتهم بأهميته في الصغر، وقد يكون بسبب التربية الخاطئة باستخدام الضرب والإهانة والتي يكون لها أثر سلبي في نفسيتهم فتولِد الكره والحقد وحب الانتقام من الوالدين، أو عدم غرس الوالدين قيم الحب والود في نفوس الأبناء في مرحلة الطفولة وتنشئتهم على تلك القيم، والدلال الزائد أو التأثر برفاق السوء ومحاولة تقليدهم.

عقوق الوالدين يهدد استقرار المجتمع وتماسكه لذا يجب علينا جميعا غرس القيم والمبادئ الصحيحة، فالوالدان يجب أن يكونا أصدقاء مقربين لأبنائهما بزرع الحب والاحترام والانتباه إلى نوعية الأصدقاء الذين يجلسون معهم .

فهل يعقل أن يصل العقوق والنكران، والجحود، والإهمال إلى هذا الحد؟ وأين بعض الأبناء والأقارب من الخطاب القرآني الذي شدد على إكرام الوالدين، والجدين والاعتناء بهم خصوصًا في أرذل العمر؟

و تقول عضوة ف جمعية حقوق الإنسان / الدكتورة سهيلة زين العابدين أن قضية كبار السن واسعة، ومتشعبة.
وأرجعت مشاكل هذه الفئة إلى التربية من الأساس، وتساءلت كيف نجد كثيراً من كبار السن داخل دور المسنين ولديهم أبناء وبنات وأحفاد؟ حتى الزيارة لم يهتموا بها.
وتابعت: المجتمعات المعاصرة أصبحت مادية والعلاقات الإنسانية والترابط الأسري أصبح عملة نادرة، وبات من النوادر أن تجد ابناً باراً لوالده أو حتى العكس، أما الآن سيطرت الأنانية وأصبح همهم الأكبر نفسهم فقط، ولا ننكر أنه في بعض الأحيان يكون الزوج أنانياً ويمنع زوجته من رعاية أهلها، أو زوجة تجبر زوجها على وضع أمه في دور العجزة.
وبسؤالها عن دور مؤسسات المجتمع، أجابت: الدولة غير مقصرة مع هذه الفئة بيد أن القائمين بالأعمال في غاية التقصير، فالقصور يظهر من القائمين على الدور سواء كانوا كبار السن أو الأيتام، فلا يوجد إشراف أو متابعة أو زيارات ميدانية، لافتة أنه ليس لديهم الحق في القيام بزيارات ميدانية مفاجئة للدور حتى نكشف ما بها من أخطاء .