كراهية إنجاب الإيناث

كراهية إنجاب الإيناث

تقرير / أميمة حافظ

رغم التقدم و التطور و مساوة المرأة مع الرجل فى كثير من الامور الاجتماعية على الرغم من ان الاسلام قد سواى بين الرجل و المرأة الا ان الجهل مازال يضرب بيد من حديد على عقول كثير من الامة العربية ، فالمرأة أصبحت مساوية للرجل في الحقوق والواجبات، خاصة بعد تقلدها مناصب مهمة، إلا أن إنجاب الإناث لا يزال مشكلة مؤرقة في مجتمعاتنا العربية فلا تزال الرغبة الكامنة في إنجاب الولد مسيطرة ومستحوذة على عقلية الكثيرين رجال و نساء ، حتى أصبحت كراهية إنجاب البنات لدى البعض مرضا إجتماعيا ، فهناك بعض الآباء المهووسين بإنجاب الولد، إلى الاستعانة بأطباء بلا ضمائر لإجراء عمليات إجهاض غير مبررة طبياً فور معرفة أن الجنين أنثى ، و هناك ايناث تجهض نفسها لمجرد معرفة إنها حامل فى فتاة و ذلك لدرجة الضغط اللذى يفرض عليها من جميع من حولها ، و هذا الامر ، لم يفرق بين غني وفقير، ولا بين أمي ومتعلم، فالكثير يفرح بإنجاب الولد ويحزن لإنجاب الفتاة ، هناك مئات من حالات الطلاق تقع في البلاد العربية والإسلامية بسبب إنجاب الإناث، وكذلك هناك زوجات كثيرات تعرضن للاضطهاد والظلم من الأزواج بسبب خلفة الإناث و خاصة فى صعيد مصر تكثر مثل هذة الأمور .

قمنا بأستطلاع رأى لنحاول فهم مايحدث :
بدأنا بأم سيدة أمرأة عجوز تبلغ من العمر 80 عاما و لم تنجب سوا فتاة لوفاة الزوج بعد انجابها ،و لكنها تعلق دوما على خلفة البنات و تحزن لكل من يخلف فتاة و لها جمله شهيرة ترددها دوما حين تسمع بمن أنجب فتاة ( ليها فجعه و لو على سبعة ) جهل بكل المقاييس

و عن زينب احمد زوجه لم ترزق بعد بالاطفال رغم مرور سنوات على زواجها تقول ان البنت مثل الولد و لو اكرمنى الله ببنت واحده لفرحت ورضيت و لن اتذمر ابدا و هذا ايضا رأى زوجها ، فهل حرمانهما من الخلفة وهو من جعلهما يقولا ذلك و ان كانو انحبو لاختلف الامر .

اما كريم مصطفى أب لبنتين رفض كل ضغوط والدية للانجاب مرة ثانية و قال اكتفى بتلك الزهرتين فى حياتى و يكونو سبيلى لدخول الجنه ، يقول كريم تمسك الكثير بخلفة الولد يشعرنى انهم يلحون لانجابه من اجل الميراث الملكى و فى الحقيقة سيرث الفقر و الجهل و المرض و العادات العقيمة كلها و الله يصلح حال العباد .

و أشارت ياسمين محمد فتاة مقبلة على الزواج انها تطمع بعد الزواج فى خلف الذكور لان عائلة زوجها تبغض خلفة الإناث و وان ابنة عمها طلقت بسبب إنحاب الإناث وعدم انحاب الذكور ، و هى لاتتمنى ان بحدث معها مثلها .

و تحكى راوية ام لثلاثة بنات تفرح بهم و تقول إنهن مثل الذكور عندها و رفضت ان تنجب مرة اخرى و زوجها راضى كذلك ، أن صديقتها انجبت 5بنات فى كل مرة تأمل ان تنجب ولد الا ان ارادة الله غير ذلك و اجهضت اكثر من مرة و حملها متعب واخبرها الطبيب اى محاولة لكى للحمل مرة اخرى ستتسبب فى وفاتك و لست مسؤلا و هى تعاند و تقول انجب ولد و بعدها لا يهمنى أموت أو أحيا بعدها فأى عقلية هذة .

تختلف العقليات و التفكير و كله يكمن فى الرضا ، الرضا بقضاء الله ، و الايمان و التسليم بما امرنا به الله ، فى هذا الموضوع اصبح الجهل جهل عقليات و ليس جهل علم .

أمرنا القرأن و الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بإكرام المرأة فأوصى بها صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: أوصيكم بالنساء خيراً فإنهن عوان لديكم ، و قال لا تكرهو البنات فإنهن المؤنسات الغاليات ، و القرآن جاء ليقول للانسان إنه لا يعلم الحكمة في ما رزقه الله من البنات أو اختصاصه بالبنين أو جعل الآخر عقيما ، فهي أمور غيبية، فالذي يعطي ويمنع هو الله سبحانه وتعالى، وليس للإنسان اختيار في أن يمنحه الله البنات أو البنين .