كلمة : إسلام يوسف فى ملتقى صالون حماة الوطن الثقافى الأول غياب الثقافة عن المجتمع

كلمة : إسلام يوسف فى ملتقى صالون حماة الوطن الثقافى الأول غياب الثقافة عن المجتمع

بسم الله الرحمن الرحمن وبه نستعين نبدأ أولى ملتقيات صالون حماة الوطن الثقافى الذى يتشرف حزب حماة الوطن أمانة الشهداء باستضافته ، كنا بصدد عقد الصالون الأول قبل عدة أسابيع بمناسبة الاحتفال بالعيد القومى للمحافظة ولم يفعل وها نحن اليوم بصدد تدشين الصالون الثقافى الذى بعنوان ” غياب الثقافة عن المجتمع وهل العيب من المثقف أم من الجمهور ؟

قبل البدء فى محاور اللقاء أود أن ألفت الانتباه لأهمية الصالونات الثقافية لخدمة قضايا المجتمع :

فهى لقاءات ثقافية بين كبار المفكرين والمثقفين والسياسيين فى مختلف الميادين لمناقشة القضايا المجتمعية التى لن يختلف عليها اثنين وهى وسيلة من وسائل لم الشمل بين الأطياف المختلفة فى المجتمع ، ومخرجات تلك الصلونات هى التنوير والتثقيف والبناء والخروج بآليات تنفيذ ولا سيما إذا كامت تنظم داخل كيان سياسى حزبى أو أكاديمى .

وقد تم تنظيم ستة ملتقيات ثقافية لصالون أخر بالمنوفية هو صالون أيامنا اثقافى كانت تبحث القضايا الآتية :

الفن والمجتمع علاقة التأثير والتأثر بين الفن والمجتمع وأفاق المستقبل .

المتغيرات الدولية أثرها على الوطن العربى .

دور الأحزاب السياسية والحياة السياسية المصرية إلى أين ؟

دور الأم فى تربية النشىء فى ظل التكنولوجيا الحديثة .

والاحتفال بعيد تحرير سيناء

ثورة ٣٠ يونيو وأثرها على مصر والوطن العربى

والصالون الأخير كنا هنا الشهر الماضى ، وهانحن اليوم بمناسبة عرس الثقافة المصرية والعربية معرض القاهرة الدولى بالقاهرة فى دورة الانعقاد 52  أكبر تجمع لدور النشر والمطبوعات بالشرق الأوسط ولكن هل نحن نقرأ تلك الكتب أم أن من يذهب إلى المعرض يذهب للتنزه ؟

إن الحقيقة تكمن فى أن الأغلبية العظمى من الجمهور لديها عزوف عن الثقافة لماذا ؟ هذا هو محور حديث لقاء اليوم .

تقاس المجتمعات بمدى وجود مثقفين بها والمثقف لابد له من تعليم فليس كل متعلم مثقف وليس كل متعلم يعمل بما تعلم أو يبلغ ما تعلمه ، فلو أنك تعلمت علما فعليك أن تبلغه فإذا بلغته وجب عليك العمل بما تعلمته وتعلمه حتى تلقى القبول فى تبليغك للعلم .

من ألف كتابا ليس بعدد النسخ التى تم شراءها ولكن بمدى الاستفادة من هذا الكتاب فى تغيير القارىء ، وبمدى الوصول للجمهور بلغة بسيطة يفهمها .

ولكن للثقافة عوامل اندثار تكمن فى الآتى :

– وزارة الثقافة : كانت قديما اسم على مسمى تنشر الثقافة وتشجع الابداع والتنمية الثقافية عبر قوافل الوزارة فى جموع الوطن من أقصى الشمال لأقصى الجنوب من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب بحثا عن كل مبدع فى كافة المجالات واحتضانه ، كانت تنظم المسابقات والندوات والمؤتمرات الشهرية والاسبوعية من اجل التوعية ، كانت تفتح المكتبات العامة للقراءة وتفعل المبادرات العامة للقراءة ، وتنظم المعارض الكتب باسعار رمزية فى متناول الجميع .

اما الآن فندثر معظم ما كان يفعل فى الماضى فأصبحت دور الثقافة وقصور الثقافة خرابا لا يدخلها احد وإن دخلها فى الاندية الأدبية التى تنظم مرة كل شهر او كل أسبوع فإن الاستمرار فى التوافد أو الحضور لنفس الأشخاص ينعدم .

– دور النشر والتوزيع : قديما كانت الكتب تطبع بأسعار رمزية يتناولها جميع طبقات المجتمع بداية من طالب المدرسة الذى كان يشترى الكتاب بجنيه أو بثلاثة جنيهات والروايات ومختلف الكتب المصغرة ، وكانت المجالات العلمية بمختلف أنواعها الأدبى والدينى والسياسى والعلمى على حد سواء فى النشر ، أما الآن تغيرت الأحوال رأسا على عقب فقد تم استبعاد العديد من الكتب للطبع لأن أحجام صفحاتها كبير ، تحجيم مساحة الصفحات للنشر مما امات الثقة لدى صغار الكتاب خصوصا الشباب – الاتجاه نحو طباعة الروايات والقصص والبعد عن الكتب الدينية والعلمية والبحثة لكثافة حجم ورقها مقارنة بأسعار الطباعة الأوراق والأحبار والذى يزيد الأمر صعوبة الضرائب التى تفرض على المطبوعات ، ارتفاع اسعار الطباعة مما يجعل استحالة طباعة كتاب من الكتب إلا إذا كان المؤلف لديه ثمن الطبع وعدم تحمل دور النشر مبالغ للطبع ، وقد تلجأ بعض دور النشر لاحتكار المؤلفات بشراء الكتاب من الكاتب مقابل التنازل عن حقوق الكتاب فى السوق .

– السينما : قديما كانت تقدم محتوى متناسق مع المجتمع وثقافته وموضوعاته فكان الناس يتهافتون نحو المسلسلات والأفلام أثناء عرضها فكانت انعكاس لرؤية المجتمع ، أما الآن فضايا التدمير مثل المخدرات والبلطجة والتحرش والغراميات وتدمير الأسرى رغم أنها موجودة فى المجتمع إلى أن تأثير الجمهور بالسينما يجعل الأمور تزداد احتقانا بين الناس بعضهم البعض وسط غياب النقاد الذين يبنون المخزى من كل عمل سينائى حتى يفهم الجمهور ما يجب عليهم تجاه هذا العمل الفنى ، لكن السينما والاعمال الفنية الآن تنظر إلى الربح بغض النظر عن المحتوى والمسلسلات لا يتم عرضها إلا فى موسم واحد وهو رمضان ولكن بتفريغ م حتواها وتشويشه عبر الاعلانات المطولة بين عرض حلقات المسلسلات لنعود للغرض نفسه وهو الكسب القنوات الناقلة دون الحفاظ على محتوى المشاهدة .

الإعلام : هو وسيلة نقل الثقافة والتثقيف الجمهور بعهود به مسؤولية يعجز عن حملها الجبال الراسخات فى بطن الأرض لأنه سيتم تحميله عدم التعوية وعدم التثقيف وعدم نقد الواقع من اداء السلطة ولو ابان فضائها ولم يذكر عيوبها وفشل ملفاتها اتهموه بالتطبيل والتعريص ، ولكن ما جعل الاعلام يفقد الثقة بينه وبين المواطن هو المحتوى المقدم الذى لن يفهمه إلا الطبقة التى توجه إليها الرسالة الإعلامية ، كذا لغة الخطاب متفخمة لا تناسب اسلوب الشارع ونقصد بهذا اللغة العامية فقلة من يستخدموها والاكثر خطورة هو مهاجمة العامية فى الاعلام رغم انها لغة الاغلبية العظمى من الشعب والجمهور .

المثقف : مثل ما قلنا فى المقدمة تنعدم التواصل بينه وبين الجمهور لعدة أسباب :

* انعزاله عن الشارع والمجتمع لأنه يرى أنه المتعلم والباقى جهلة .

* لغة تلبيغ علمه متغاخمة لا يعرفها إلا فحول العلم وليس باللغة البسيطة السلسة التى يفهمها الجميع لاهى بالصعبة الخشنة ولا بالمايعة المنبطحة والسوقية .

* الاستبانه بين أقرانه من المتعلمين أنه الشخص الفذ بينهم باصطلاح الكلمات الأجنبية واللغة الفصحى دون أن يفهم أحد منه إلا القليل من حديثة .

* عدم عمل دعايا كافية للمعرض التأليفى والثقافى الذى نبغ فيه .

* غلاء اسعار المحتوى الثقافى الذى يعرضه للجمهور مما يجعل امكانية الشراء تستحيل فهو سينظر إلى ما دفعه لدور النشر وتعويض ذلك من الجمهور ونسى قيمة العلم ( لا يسأل العالم عن ثلاث إذا دخل لكنف العلم ” جهده – وقته – ما صرفه ” حتى يأخذ ثواب العلم الخالص ويزيد الله له رزقه أضعافا نضاعفة ولكن زرق حق ومكسب حق فإن خير زاد المرىء بعد وفاته العلم الذى ورثه فى كتبه لمن قرأه أو تعلم منه فإنه ضياء قبره ، وأذل شخص العالم المنافق الذى يرائي الناس بعلمه وأخبثهم من لا يبلغ ما علمه وأشدهم جزاء من لا يعمل بما تعلمه وبلغه .

– الجمهور : للأسف الأغلبية منهم ترى فى حياتها ليس لهم هم سوى ماذا يكسب من يومه من مال أمال العلم لن ياكله شىء فعندما تقول لرجل الشارع نريد منك حضور ندوة ثقافية الاجابة لديه هدينى كام !!!!

تعانى انضم لمؤسسة ثقافية او سياسية ؟ ايه اللى هيفدنى منها ماديا ؟

آليات وتوصيات للنهوض بالثقافة :

أولا على الدولة أن تعيد مشروع الثقافة للجميع ( قراءة – مسابقات – ندوات – مؤتمرات ثقافية للتوعية وتنشيط الثقافة )

ثانيا على وزارة الثقافة تفعيل أثر دور الثقافة وقصور الثقافة فى اخراج الابداع وتنظيم الفاعليات بانتظام بمواعيد ثابة تناسب فترات العمل للمواطنين – اقامة المعارض الكتب المختلفة غير الرسمية لتشجيع القراءة – تبنى دار نشر وطبع تجمع المواهب ذات معاناة ماديا وخصوصا المبتدئين الشباب .

ثالثا : الاحزاب عليها دور كبير من خلال لجان وامانات التثقيف بكل حزب سياسى لتنشيط الثقافة والتوعية المعلوماتية وليس الغرض منها تفعيلها أيام موسم الانتخابات للدعايا للحزب واستقطاب المرشحين إليه ولكن دورها طول العام العادية ، الاتفاق مع المكاتب بيع الكتب والمطبوعات وتنظيم مكتبات داخل كل حزب لاعضاء الحزب والجمهور للاطلاع على تلك المحتوى ، فالاحزاب دولة داخل دولة لو تم تنميتها .

رابعا المؤتمرات الثقافية داخل المدارس والجامعات لأنها مصنع المثقفين من الطلاب وستقاس مستوى المثقفين والثقافة بمدى خروج الأشخاص الطلاب من المدارس وقد اكتسبوا معرفة خارجية خارج الكتاب المدرسة  والطالب هو اللبنة الاولى عندما يكبر يصبح مفكر ومبدع .

اخيرا اختم كلمتى بمقولة تعلمتها فى أحد المحاضرات أن نتاج ما ينتجه الوطن العربى من لدن ثورة المعرفة فى العصر العباسى حتى يومنا هذا = نص ما تنتجه أسبانيا من ترجمات فى العام ، فمتى يصبح الوطن العربى والمثقفين العرب فى المرتبة الأولى لانتاج المعرفة وليس استهلاك المعرفة ؟