اللايدي داي..مومياء تركت العُلماء في حيرة

اللايدي داي..مومياء تركت العُلماء في حيرة

مومياء “اللايدي داي” أو كما يطلق عليها  (تشين زوي) ، هي واحدة من أفضل المومياوات في العالم وذلك يرجع إلي أنها محفوظة بشكل دقيق في المقبرة  ، حيث تجد فبشرتها لا تزال ناعمة وطرية الملمس، كما لا تبدو عليها أية آثار تخشب الموتى،  فمازال  بالإمكان ثني ذراعيها وساقيها بشكل عادي. كما أن جميه أعضاء الجسم مازالت سليمة ومازال يوجد دم في عروقها ولكن كيف؟؟

غرائب مقبرة المومياء

فقد وجد العلماء في الصين جثة (فللايدي داي) زوجة أحد القادة من قبيلة هان شمال شرق الصين، لكنها محفوظة  بشكل دقيق وممتاز ، فجثتها تبقي  بأفضل أحوالها على الرغم من مرور أكثر من 2000 عامًا على وفاتها، فقد رجح العلماء وفاة السيدة في الفترة بين 178 و 145 قبل الميلاد عن عمر يناهز 50 عاما ، حيث يُرجح أن سبب وفاتها اختناق خلال الطعام .

فالغريب أن هذه المرأة الصينية البالغة من العمر ألفي عام هي واحدة من أكثر المومياوات احتفاظًا بها في العالم, فقد توفيت شين تشوي عام 163 قبل الميلاد، عندما وجدوها في عام 1971، بينما تميل المومياوات الأخرى للتكسر عند أدنى حركة  ولكن تلك المومياء  وجدوا أن شعرها سليمًا، ومازالت عروقها تحتوي على دم و وبالرغم أن وجهها منتفخاً ومشوّهاً لكن بشرتها لا تزال ناعمة وطرية الملمس.

كما لا تبدو عليها أية آثار التخشب الموتي، حيث مازال بالإمكان ثني ذراعيها وساقيها بشكل عادي. حتى أعضاؤها الداخلية مازالت سليمة ومازال يوجد دم في عروقها. فقد تم  حفظ قومها الجثة بعدة توابيت تحت هرم ترابي فيه طبقات من الجير و الفحم لمنع تسرب الماء و تقليل الرطوبة ثم بسائل غامض لم يتمكن العلم من معرفة وفك شفرته حتى اللحظة.

مقبرة اللايدي دايإعادة اكتشاف

(فاللايدي داي) كانت محفوظة بشكل ممتاز لدرجة تمكن الأطباء من إجراء عمليات تشريح عليها بعد أكثر من 2100 سنة من وفاتها، ولم يكونوا قادرين على إعادة سيناريو موتها واكتشاف أسبابه فقط، بل تمكنوا من اكتشاف الكثير عن حياتها ونمط معيشتها ومستوى نشاطها، كما تمكنوا حتى من تحديد فصيلة الدم  وهي A، ومنه يعتبر تشريح جثة (اللايدي داي) أكمل ملف طبّي يجرى على شخص قديم من الماضي السحيق.

فالعلماء كانوا قادرين على إجراء تشريح للجثة واكتشفوا خلاله أن جسدها البالغ من العمر ألفي عام فقد  توفي في عام 163 قبل الميلاد حيث كان في حالة مشابهة لحالة الشخص الذي توفي مؤخراً، ومع ذلك أصبحت جثة شين تشوي المحفوظة على الفور تتعرض للخطر بمجرد أن يلمس الأكسجين الموجود في الهواء جسدها، مما تسبب في تدهورها.

فقد وجد الباحثون أن جميع أعضائها كانت سليمة، كما أظهرت الأوردة جلطات، وكشفت عن سبب الوفاة الرسمي لها نوبة قلبية, كما تم العثور على مجموعة من الأمراض الإضافية في جميع أنحاء جسم شين زوي، بما في ذلك حصوات المرارة وارتفاع الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكبد، وأثناء فحص جسدها، وجد علماء الأمراض 138 بذرة بطيخ غير مهضوم في المعدة والأمعاء،  نظرًا لأن هذه البذور تستغرق عادة ساعة واحدة للهضم، فقد كان من الآمن افتراض أن البطيخ كان آخر وجبة لها، وتناولها قبل دقائق من الأزمة القلبية التي قتلتها.

اللايدي داي

مقبرة اللايدي داي

فكانت (اللايدي داي)، الزوجة الأرستقراطية لأحد الرجال النبلاء في عصر سلالة (هان) في الصين وهو (لي كانغ)، فلا يوجد أي شك في كونها عاشت حياة بذخ وترف، حيث وجد قبرها ممتلئا بوسائل الترف والرفاهية التي لا يسع إلا أثرياء فتلك الحقبة تحمل تكاليفها.

فقد تضمنت وسائل الرفاهية التي وجدت في قبرها مئات من الألبسة المطرزة والمصنوعة من الحرير، والتنانير، والقفازات الجميلة، وكيس من الحرير مملوء بمئات الأنواع من الأزهار، وعيدان العطور، وعلب مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، وأكثر من مائة تحفة مصنوعة من الورنيش، وأدوات موسيقية وتماثيل صغيرة لموسيقيين، كما وجدوا حتى وجبات محضّرة مسبقا، وأكثر من ألف غرضٍ آخر.

كما ينسب الباحثون إلى القبر المحكم  والمفصل الذي دفنت فيه السيدة داي، على بعد 40 قدمًا تقريبًا تحت الأرض، وقد تم وضعه داخل أصغر توابيت مكونة من أربعة  صناديق، كل منها يستريح داخل صندوق أكبر، كانت ملفوفة بعشرين طبقة من الأقمشة الحريرية، وتم العثور على جسدها في 21 جالونًا من “سائل غير معروف” تم اختباره ليكون حامضًا قليلاً ويحتوي على آثار من المغنيسيوم.

كما وجد هناك طبقة سميكة من التربة الشبيهة بالعجينة تصطف على الأرض، وكان كل شيء ممتلئًا بفحم ممتص للرطوبة ومختوم بالطين، مما يحفظ كلاً من الأكسجين والبكتيريا المسببة للتسوس خارج غرفتها الأبدية،  تم ختم الجزء العلوي بعد ذلك بثلاثة أقدام إضافية من الطين، مما يمنع الماء من اختراق الهيكل. فاليوم في متحف (هونان) في الصين، يمكن زيارتها وتعرف عليها .