كوكران فروغ..ضفادع تحترف الشفافية والتمويه

كوكران فروغ..ضفادع تحترف الشفافية والتمويه

الكون مليء بالمخلوقات التي تدب على الأرض ومن ضمن تلك الكائنات التي تتمثل في الأجسام الشفافة والتي تعد عملة نادرة، فالمتعارف عليه أن معظم الضفادع ذات لون أخضر فسفوري ولكن الضفع الزجاجي يكون جسمة شفاف حيث تظهر الأحشاء والأعضاء الداخلية بما في ذلك القلب والكبد والجهاز الهضمي وبقية الأعضاء  ولكن كيف ؟؟

صفات الضفادع

تقع هذه الضفادع  الشفافة  أو كما يطلق عليها كوكران فروغ  في جنوب المكسيك تصل إلى باناما وعبر جبال الإنديز من فنزويلا إلى جزيرة تاباغو إلى بوليفيا وبعضها يعيش في منطقة الأمازون وحوض نهر أورينوكو ومنطقة جويانا شيلد وجنوب شرق البرازيل وشمال الأرجنتين ، فهي تعد صغيرة الحجم حيث  يتراوح طولها ما بين 3 و 7.5 سم ، فهي  توجد بالأشجار أو في الانهار والمجاري المائية خلال موسم التكاثر و عادة ما يتم وضع البيض على أوراق الأشجار أو الشجيرات المعلقة فوق التيارات المائية الجارية والأنهار الصغيرة.

ولكن هناك بعضهم  يضع البيض فوق الصخور بالقرب من الشلالات، فطريقة وضع البيض تختلف من نوع لآخر، فالبيض الذي يوضع على الأوراق وخارج الماء أقل عرضة للحيوانات المفترسة ولكنه يتعرض ليراق الحشرات الطائرة ولهذا تظهر الضفادع الزجاجية الرعاية الأبوية بعد فقس البيض .

الضفادع الزجاجية

غريزة الزجاجية

فدائمًا يختلف البشر في درجة حبهم واهتمامهم بأبنائهم، وهو نفس ما يحدث في مملكة الحيوان، فبعض الحيوانات تتميز بالحنان والعطف ورعاية أطفالها، ويعد الضفدع الزجاجي واحدًا من أحن الآباء في تلك المملكة ، فالضفدع الزجاجي الصغير بالرغم من جسمه الذي يبدو ضعيف وضئيل يحمي أبنائه بكل ما أوتي من قوة .

فهو لديه وظيفة مهمة جدًا ، فهو يعتني ببيض العديد من الضفادع النسائية،حيث تضع الإناث كتلة من البويضات يطلق عليها اسم القابض على الجانب السفلي من الأوراق، وتضعها في مكانها مع مادة تشبه الهلام، لتغادر  بعدها الإناث ويذهب الذكور لحراسة البيض.

كما يقوم الأب بحماية الصغار من الدبابير الجائعة بسلسلة من ركلات النينجا الحادة ، وذلك يكون لعدة أسابيع قبل أن تخرج الضفادع الصغيرة للحياة، حيث  يواجة الأب الدبابير التي يمكن أن تقتل البيض من خلال لدغاتها , ومن يحاول الإعتداء على البيض سرعان ما يخرج مادة صمغية لاصقة لمنع الدبايبر من الإقتراب ومهاجمة ذريته.

ليس ذلك فقط كما أن الذكور هم المسؤولين عن حجز الأماكن والأراضي، ويصدرون الأصوات الصاخبة لتحذير الضفادع المتعدية للإبتعاد عن أماكن استراحتهم المليئة بالأشجار، وإذا لم يغادر أحد المتعدين، فسوف يصارعة الضفدع لإظهار من هو صاحب المكان والسلطة.

الضفادع الزجاجية

تجارب العلماء

فمن خلال العديد من الدراسات صمم الباحثون تجربة لتحديد مدى فعالية الشفافية في إخفاء الضفادع الزجاجية، وخلال تلك التجربة تم تصوير أكثر من 50 ضفدعُا علي خلفيات بيضاء وأخري خضراء مورقة، واستعان الباحثون بنماذج كمبيوتر لمحاكاة قدرة المفترسات الحيوانية والبشر على تمييز تلك الضفادع.

فقد ظهرت الإختبارات أن نصوع الضفادع و شدة الضوء المنبعثة من الضفادع تغيرت بنائًا على الخلفية التي يواجهونها حيث أوضح الباحثون في ورقتهم أن هذا التغيير في النصوع يتحول بعد ذلك من خطوط حادة إلى خطوط متدرجة أقل ظهورًا.

بينما في تجربة أخرى ، كان على المشاركين من البشر اكتشاف الضفادع في الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر لضفادع  تم تعديل درجة الشفافية في أجسامها فوجد الباحثون أن كلما كانت الضفادع معتمة كلما زادت سرعة المشاركين في التعرف عليها.

كما قام الباحثين بختبار نسبه التمويه الذي توفره الشفافية إذا كان قادرًا علي زيادة فرص الضفادع في البقاء على قيد الحياة في البرية أم لا  حيث صنع الفريق المئات من الضفادع المزيفة من الجيلاتين، وباستخدام الأصباغ الغذائية  تم تلوينها حيث يكون نصف المجموعة شفاف  والنصف الآخر معتمًا, فعندما ترك العلماء تلك الضفادع المزيفة لمدة 72 ساعة طويلة تحت رحمة الحيوانات المفترسة البرية في أحد المواطن الطبيعية لتلك الضفادع في الإكوادور ,  حيث توصل العلماء بعد تلك التجربة أن المفترسات قد التهمت عددا أقل بكثير من النماذج الشفافة مقارنة بالضفادع المعتمة ، مما يشير إلى أن الضفادع الزجاجية تحصل على ميزة تمويه بفضل أجسامها شبه الشفافة .

الضفادع الزجاجية

ماتوصلت إليه الأبحاث

وبحسب تصريح عالم البيئة السلوكية جيمس بارنيت من جامعة ماكماستر في كندا  ، أن البيئة المائية  تعد عامل هام  للتمويه المثالي،حيث تمتلك الأنسجة الحيوانية نفس معامل  انكسار الضوء للمياه المحيطة مما يخفيها تمامًا عن أعدائها، أما على الأرض تعد الشفافية في الحيوانات ظاهرة نادرة حيث تمثل الضفادع الزجاجية والفراشات ذات الأجنحة الزجاجية أكثر شهرة ، ولكن في حين أخر يعتقد البعض أن الأجنحة الشفافة لبعض الفراشات  تمنحها ميزة التخفي عن أعين المفترسات.

وبالرغم من تلك التجارب والأبحاث لا يزال العلماء غير متأكدين من سبب شفافية جلد هذه الضفادع حتى في الجزء السفلي، لكنهم يعتقدون أن النمط المرقط على ظهور البرمائيات هدفه التشابه مع كتلة من البيض، حيث يساعد نمط التمويه هذا الذكور على حماية أبنائهم من خلال إرباك الحيوانات المفترسة.