تلة المغناطيس..ظاهرة تتحدي قوانين الطبيعة

تلة المغناطيس..ظاهرة تتحدي قوانين الطبيعة

ما زالت بعض المناطق في العالم  تحير علماء الفيزياء لما تمتلكه من قوى مغناطيسية غامضة تعاكس الجاذبية الأرضية فهناك ظواهر تدفع السيارات الواقفة باتجاه أعلى المنحدر كما تجعل الماء المنسكب ينساب نحو الأعلى بدلاً من الأسفل والدراجات تحتاج إلى الدفع كي تسير نحو أسفله فتلك الظاهرة حيرت الكثير لمعرفة السر الذي تخفية ، ولكن كيف كل ذلك يحدث وهو مخالف لقوانين الطبيعة  والفزياء ؟؟

غرائب التلال

يشتهر في أنحاء العالم كثير من أماكن  يطلق عليها اسم (التلال المغناطيسية) والتي تقع في الولايات المتحدة الأمريكية لتصل إلى كندا والصين وأستراليا وإيطاليا والبرازيل، فهي تشترك جميعًا في سمة واحدة وهي أنها أجسام حرة توضع عند أسفل التل فتتحرك إلى أعلاه على نحو مثير للدهشة , مما جعل البعض ظن أنها خدعة بصرية توضع علي الطرقات.

ولكن يزعم البعض أنها إحدى الدعابات ثقيلة الظل التي تتسلى بها أرواح الطريق لتظهر قوتها الغامضة  فعند مرور الناس بجانبها تدحرج مركباتهم صعودًا، فربما يكون لهذه الظاهرة تفسير أقل مكرًا وأكثر علمية ومن المؤكد أن لها تفسير علمي.

تلة المغناطيس

أماكن  تلة المغناطيس

فهناك أماكن كثيرة يتواجد بها تلال المغناطيس المحيرة حيث تقع تلة المغناطيسية في البرازيل حيث ظهرت السيارات وهي تصعد المنحدر لمسافة ميل واحد في شارع الفستق السوداني  في مدينة بيلو هوريزونته البرازيلية،وترجع تلك التسمية اعتقادًا من السكان أن للفستق قوى تجعل الأشياء ترتفع من تلقاء نفسها، ولكن هذا لا يشرح سبب اندفاع السيارات الواقفة نحو الأعلى، حيث زعم أن تلك التلال المغناطيسية تعود إلى الكميات الكبيرة المتواجدة من فلز الحديد في تلك المنطقة التي تحاذي الجبال.

كما احتار العلماء الصينيين لما ظهر لديهم من منحدر يقع في الشمال الشرقي لمقاطعة غانسو عندما وجدوا أن الماء فيه يسير باتجاه الأعلى ، حيث تم اكتشاف ذلك المنحدر الذي يرتفع لمسافة 60 متراً وبزاوية 15 درجة من قبل ضابط الجيش زهاو غوبيو في منطقة صحراوية من بلدة يوغور ، مما جذب اهتمام عدد من العلماء الصينيين من بينهم فانغ كسيومينغ عالم الفيزياء في جامعة لانزهو ا والذي وضح أن سبب تلك المنحدر يرجع إلى  حقل جاذبي قوي أو تغير حاد في ضغط الهواء.

بينما يوجد في الأردن تلة مغناطيسية تقع في مدينة عمان حيث قام أحد السكان بوقف سيارتة على أحد المنحدرات المتفرعة وعلى غير المتوقع ، وجد سيارتة  تعاكس القوانين الفيزيائية الطبيعية ، وبدلًا من أن تتجه إلى أسفل المنحدر بفعل القوة الناجمة عن المحصلة النهائية لمجمل القوى المختلفة ، وجدها تسير إلى الخلف , مما جعلة يظن أن هناك قوة غامضة تعمل على جذب سيارة إلى الوراء بسرعة بطيئة في بادية الأمر ، ولكن سرعان ما تندفع السيارة بشكل مدهش علي تلك المنحدر الذي يبلغ طوله حوالي 300 متر بقوة جذب غريبة  فهذا لا ينطبق علي السيارت فقط بل وعلي الماء المنسكب أيضًا .

تلة المغناطيس

تفسير العلماء

فقد وصل العلماء إلي وجود نظريتان يمكنهما تفسير هذه الظاهرة الغريبة، النظرية الأولى والتي تعد الأغرب والأكثر شيوعًا تقول إن التلة تنبثق منها قوة مغناطيسية هائلة و التي تتسبب في جذب السيارات إلى المناطق المجاورة، حتى إن طائرات القوات الجوية الهندية تتفادى هذا المسار أثناء تحليقها خوفًا من مواجهة أي تداخلات مغناطيسية على أجهزتها.

فنتيجة لبعض الدراسات تبين أن غياب خط الأفق أو اختفاء جزء منه يفقد الإنسان قدرته على تحديد اتجاه الميل لسطح ما، فتصبح الأشياء العمودية على سطح الأرض كالأشجار المائلة بدرجة بسيطة، مما يجعل المشاهد يظن أن الأرض هي المائلة وهكذا يتولد لديه شيء من الوهم البصري، ومن هنا جائت نظرية (الخداع البصري) والتي تنفي نظرية القوة المغناطيسية، وهي النظرية الأقرب للعقل والصواب.

فهذه النظرية  تفسر أن الأمر مجرد وهم بصري تحدثه التلة، والتي تجعل الشخص يرى الطريق المنحدر أمامه كما لو أنه يتجه إلى الأعلى والعكس صحيح، لذلك عندما ترى السيارة تميل إلى الأعلى فهي في الواقع تنحدر إلى أسفل، أي أنها تسير في اتجاهها الطبيعي ولا تتحدى قوانين الطبيعة والفيزياء كما يظن البعض.

وبالرغم من  الغموض التي تتركة التلال إلا أن تلة المغناطيس أصبحت واحدة من أكثر المناطق جذبًا للمسافرين الذين يقصدون هذا الطريق عمدا لمشاهدة التلة ومحاولة اكتشاف اللغز المتعلق بها.