لماذا تعد الأسفلت أغرب بحيرات العالم ؟؟

لماذا تعد الأسفلت أغرب بحيرات العالم ؟؟

يقع العديد من البحيرات حول العالم بعضها ممزوج بسحر الطبيعة التي تتميز بجمالها الفائق ومنظرها الطبيعي الرائع والماء الزرقاء لترسم لوحة فنية لا مثيل لها وبالرغم من ذلك هناك بعض بحيرات تعد الأغرب في العالم وتدور حولها الأساطير وأغربها بحيرة الأسفلت والتي لا تمتلئ بالماء فقط بل بالزفت أيضًا ولكن كيف؟؟

أسرار  البحيرة

تعد بحيرة الأسفلت أو كما يطلق عليها حفر القطران أو أعجوبة العالم الثمانية من أغرب بحيرات العالم فهي  لا تمتلئ بالماء فقط بل بالأسفلت و القير ، فقد تم اكتشاف البحيرة في عام 1595، وتم استخراجها تجاريًا منذ عام 1867  حيث تم إنشائها منذ آلاف السنين من خلال عملية الإندساس عندما تم إجبار الصفيحة القارية الكاريبية تحت صفيحة أخرى مما أدى ذلك إلى فتح خطوط الصدع التي سمحت للنفط الخام من الرواسب العميقة تحت الأرض بالارتفاع إلى السطح لتجتمع في فوهة بركانية وتسبب الهواء وتتبخر عناصر أخف من الزيت تاركًا ورائها الأسفلت الثقيل ومزيجًا بين كلًا من الزيت والطين والماء.

كما تم استخراج ما يقدر بنحو 10 ملايين طن من الأسفلت من بحيرة بيتش ولا يزال هناك حوالي أكثر من 6 ملايين طن من الأسفلت فتلك البحيرة تغطي حوالي 40 هكتارًا بينما يبلغ عمقها 75 مترًا من الأسفلت السائل والسميك تلك المادة اللزجة حيث يمكن السير عليه ولكن إذا وقفت على السطح لفترة طويلة فسوف تغوص فيه ببطء ،كما يمكن رؤية خطوط التدفق على السطح فعندما يتحرك القطران تظهر أحيانًا أشجار ما قبل التاريخ والأشياء الأخرى التي سقطت في البحيرة لكنها تختفي ثم تظهر مرة أخرى ،فهي تعد أكبر مستودع تجاري للأسفلت الطبيعي في العالم وواحدة من ثلاثة فقط في الوجود كما كشفت دراسة حديثة مرتبطة بوكالة الفضاء الأوروبية عن وجود ميكروبات حية تحت سطح الأسفلت.

بحيرة لا تصل إليها الماء

أهمية  الأسفلت

فتلك البحيرات لها أهمية كبيرة لدي الجيولوجيين وعلماء الحفريات فهي مخبأة تحت طبقات لازجة لايمكن تصورها عن حياة ماقبل التاريخ فعلي مدى آلاف السنين ابتلعت تلك البحيرة كثير من الحيوانات ومنها القطط آكلة لحوم الإنسان ،الذئاب ،الثيران  الخيول ،السلاحف ،القواقع ،المحار  ،الديدان و الماموث ومئات الأنواع الأخرى من الفقاريات واللافقاريات حيث تجولت تلك الحيوانات منذ فترة طويلة بدون طعام  و أصبحت محاصرة في الأسفلت مما جذبت الحيوانات المفترسة إليها لتقضي عليها هي الأخرى .

كما تم اكتشاف امرأة يعود تاريخها إلى ما يقرب من 10000 عام، حيث كان الهيكل العظمي مصحوبًا ببقايا كلب محلي ويعتقد الباحثون أن الوفاة ربما كانت احتفالية أو تضحية مثل التضحيات التي قدمت في مستنقعات الخث، كما تم استبعاد العظام التي تم انتشالها من الحفر باعتبارها وفيات حديثة.

ولكن في عام 1901 زار إحدى الجيولوجين بحيرة الأسفلت للتعرف علي تلك العظام والتي تنتمي إلى العديد من الحيوانات المنقرضة مما جعل المجتمع العلمي  شديد الإنتباه إليها ونقلها إلى متحف التاريخ الطبيعي في لوس أنجلوس ولكن فقط لمدة عامين بين 1913 و 1915 حيث جمع المتحف حوالي مليون من عظام الحيوانات .

أماكن البحيرات

لا يوجد سوى عدد قليل من البحيرات الأسفلت في جميع أنحاء العالم وأكبر هذه البحيرات هي التي تقع في قرية لا بريا في جنوب غرب ترينيداد ويطلق عليها بحيرة (لملعب) والتي اكتشفها المغامر البريطاني (السير والتر رالي) عام 1595 ،بينما قام الأسبان بتحسينها عام 1792 .

ولكن هناك كثير من الأساطير التي تدور حولها حيث يزعم البعض أنه بإمكان أي شخص المشي على سطحها وقد يشعر أن بها كائنات حيه حيث يسمعون من خلالها أصوات الهسهسة والتجشؤ ،كما تشكل البحيرة العديد من برك الماء الصغيرة خلال موسم الأمطار حيث يمكن الإستحمام بها لعلاج كثير من الأمراض لما تحتوية من مستويات عالية من الكبيرت ،كما اعتقد الهنود الحمر أن تلك البحيرة تم إنشاؤها من خلال الآلهة كعقاب نظرُا  لبتلعها قرية بأكملها حيث أنهم يعتقدون أنها تحمل أرواح أسلافهم الراحلون.