دوائر الجن..لغز و غموض يضع العُلماء في حيرة

دوائر الجن..لغز و غموض يضع العُلماء في حيرة

دوائر الجن، قد يبدو لك عند سماع تلك الاسم غريبًا أو يُشير إلى قوة ما فوق الطبيعة فتلك الدوائر العجيبة تتشكل من الرمال في صفوف منتظمة في المناطق الجافة فتلك الظاهرة الشائعة للغاية في الصحراء الناميبية في أفريقيا على الساحل الأطلسي، و توجد بجوارها أنغولا و زامبيا و من الشرق بوتسوانا فقد تم العثور مؤخرًا على دوائر الجن في المراعي الصحراوية الرملية في الأماكن التي يكثر فيها العشب فتلك الأمر الذي حير العلماء على مدى أعوام طويلة، وظلت بمثابة لغز محير، ترك معه الكثير من التساؤلات هل هي من صنع الجن وما السبب وراء الاختفاء ؟؟

ماوراء الدوائر

تتشكل تلك الدوائر الغامضة بشكل كبير وكثير ذالك الأمر جعل السكان المحليون يطلقون عليها اسم(دوائر الجن) فقطرها يبلغ حوالي  2 – 15 مترًا في منطقة شاسعة من الصحراء الناميبية كما تمتد إلى حوالي 2400 كيلو متر في أنغولا, فتلك الدوائر تتميز بأنها عارية من العشب حيث تتشكل في أماكن الغطاء العشبي خاصة في المراعي الصحراوية الرملية , ولكن الغريب في الأمر أن الغموض يحوط تلك الظاهرة ، خصوصًا و أنها تظهر بأشكال منتظمة جدًا دون معرفة  السبب .

أساطير الدوائر

فقد ظهر الكثير من الأسطاير حول تلك الدوائن فالسكان المحليون عزمو أن سبب تشكل هذه الدوائر الغامضة إلى عدة أسباب منها: أن تنين يعيش أسفل القشرة الأرضية وينفث الدخان باستمرار تحت الأرض ما يؤدي إلى احتراق الغطاء النباتي على سطح الأرض بهذه الطريقة.

آخرون اعتبروا السبب نبات “فربيون دامارا”، كونه يُفرز سمومًا قد تُسبب تآكل الغطاء النباتي, وآخرون يجدون أن السبب هذه التربة المشعة أو النمل الأبيض في المنطقة, أما الادعاء الذي يُصدقه شعب هيمبا الذين يسكنون الصحراء الناميبية، فيؤمنون أن دوائر الجن تشكلت بسبب آثار أقدام الآلهة في المكان ولا مجال للنقاش في هذه الظاهرة .

دوائر الجن

اكتشافات العلماء

فتلك الدوائر أثارت اهتمام علماء الجيولوجيا والبيئة منذ عام 1971م، لكن في تلك الفترة، لم يستطع أحد منهم العثور على تفسير منطقي لما يجري في الصحراء، فقد رجح الباحثون من جامعة برنستون، نظريتين، في تفسير ظاهرة دوائر الجن، أولهما أن النمل الأبيض يساهم في الظاهرة المنتشرة بصحراء ناميبيا وأستراليا، وذلك من خلال انقضاضه على جذور النبات قبل نموه.أما النظرية الثانية، فتفسر كون الدوائر مرصوصة إلى جانب بعضها البعض، بوجود تنظيم تلقائي لدى النبات، ينمو بموجبه في دوائر منتظمة، في مسعى إلى الحصول على حصته من الماء.

بينما رجح بعض الباحثون، أن تكون تلك الدوائر التي ينمو النبات على حاشيتها، ناجمة عن إشكالات المياه وانبعاثات الغاز والإشعاعات وتسمم التربة. أما مهووسون بنظرية المؤامرة في تفسير دوائر الجن، فرجحوا أن تكون كائنات فضائية قد ساهمت في الظاهرة، لاسيما وأنها ظهرت في مناطق محدودة من العالم.

فمع تعدد الفرضيات والأسباب، لم يكن هناك تفسير منطقي واحد للظاهرة حتى وقتٍ قريب. عندما درس عالم الأحياء الألماني “نوربرت جورجنز” من جامعة هامبرج كل الفرضيات، وأثبت أن السبب في تشكل هذه الدوائر يعود إلى النمل الأبيض الذي يسكن المنطقة حسب دراسته. فوفقًا لدراسة جورجنز، وبعد الفحص والاختبارات، تبيَّن أن النمل الأبيض يعيش بنسبة 80 – 100% في هذه الدوائر الغريبة، وكانت هذه الحشرة الوحيدة التي تعيش في الدائرة.

دوائر الجن

وترجع تلك الدراسة إلي  أن النمل الأبيض يعمل على تشكيل هذه الدوائر الجرداء من أجل السماح بترشيح المياه من التربة، ما يسمح للتربة أن تبقى رطبة في الظروف الجافة ويحصل على قوته من الطعام والماء في المكان شديد الجفاف.

لكن العديد من الدراسات اللاحقة نفت دراسة العالم جورجنز وادَّعت بطلانها بسبب صور الحفريات التي نفت أو لم تُؤكد مسؤولية النمل الأبيض عن هذه الدوائر. ولكن علماء آخرون مثل العالم “والتر آر”، ادَّعى أن فرضية جورجنز خاطئة لأن النمل الأبيض لا يبني أعشاشًا له على سطح الأرض، إنما يعيش داخل الرمال الصحراوية وليس فوقها.

فمناطق أخرى في صحراء ناميب والصحراء الأسترالية وُجدت فيها دوائر الجن لم يُعثر بها على أي أثر للنمل الأبيض، ما يعني أن مسؤولية النمل الأبيض عن الظاهرة مشكوكٌ في صحتها! فحتى اليوم، ظل الجدل قائمًا بين علماء الجيولوجيا والبيئة عن المسؤول الأول عن تشكيل دوائر الجن.

كما تم إجراء مقارنة بين صور أخذت من خلال الأقمار الاصطناعية في الفترة بين 2004 و 2008 و منه تم الاستنتاج أن الدوائر مستقرة بشكل كبير. و لكن هذه الدوائر كانت أحيانا تظهر في حجمها الكامل و أحيانا تكبر بشكل سريع إلى حجم أكبر و أحيانا أخرى كانت تختفي كليا. و عموما فإن هذه الدوائر تتراوح بين مترين للصغيرة و 12 مترا في الأحجام الكبيرة.

حقيقة الدوائر

فبعد العديد من الدراسات وجد أن هناك العديد من التفسيرات لكنها تبقى كلها غير مقنعة، حيث بدأت مراحل بحث والتر منذ رحلة سفاري قام بها سنة 2005 للمحميات الطبيعية الصحراوية في ناميبيا، حيث شاهد الأشجار في وسط الصحراء مع وجود العديد من الرقع الخضراء التي غطت التربة الرملية الحمراء و في فترة قصيرة وجد دوائر غريبة على شكل حلقات و أن العشب ينمو في جنباتها بينما تبقى هي قاحلة.

فقد وتجه الباحثون من فريق والتر الكثير لذلك تمت الدراسة بشكل جزئي فقط لأن المنطقة توجد على بعد 111 ميل من أقرب قرية إضافة إلى قلة الموارد المالية، و الصحراء قاحلة كما أن النمور و النعام و الحيوانات الكبيرة كانت تتجول في المنطقة بشكل كبير و لكن الحفريات لم تؤكد أي شيء و لم تعطي دليلا جازما لهذه الفرضية بفعد تلك الدراسات والأبحاث التي تمت علي تلك الدوائر لم يقدر أحد علي تفسر تلك الظاةرة الغريبة  دون أي تفسير.