لماذا الشعر يا مطر؟

لماذا الشعر يا مطر؟

لماذا الشعر يا مطر؟

قديما قالوا: رحل الشاعر.. وأخذ الراديو مكانه، قلت حينها أن أيضا الراديو رحل وأخذ التليفزيون مكانه.

لكن الحقيقة أن الشاعر لم يرحل، حتى وإن تركنا بجسده، فهو لايزال بيننا بكلماته.

إذا تأملنا تاريخ أي فترة، سنجد أن الشعراء كانوا أصدق المؤرخين، وأنهم ضمير الأمة.

فكل شاعر في الوطن العربي عاصر أزمة أو نكبة مرت بها بلاده دونها بين أبياته الشعرية، لتبقى معنا حتى الآن.

فالمتأمل للسوشيال ميديا في الفترة الحالية بالتحديد سيجد أننا نواسي أنفسنا بكلمات من شعر عظماء أمتنا.

كانوا بيننا.. ولا يزالوا

وقد حظي الوطن العربي بعدد كبير جدا من الشعراء، منهم من رحل مثل محمود درويش وأحمد مطر وأمل دنقل، ومنهم من لايزال بيننا، مثل العظيم فاروق جويدة.

عن الشعر..

نحن دائما نميل للعاطفة، نأخذ من الشعر ما يناسب حياتنا، أو ما يحكي عنا، سواء في الشعر الذي يتحدث عن الوطن، أو الحب والحياة.

لكن مشكلة الشعر الثوري أو الوطني في زماننا هذا أن الكثير لا يدركه بسهولة.

فقد كتب بين حروفه بشكل خفي، قصص لأماكن وأشخاص أصبحوا طوي النسيان، أو قصص لأناس لم يعرف حكاياتهم سوى من كتب عنهم.

وأنا اخترت فاروق جويدة..

فكرة الشعر تكمن في أن هناك من يتقبل شاعر دون غيره، ويقرأ له، ليس لأن الآخرون سيئون، بل لأن ما لمسه كان من هذا الشاعر دون غيره.

فإذا تأملنا كلمات شعراء الوطن العربي بالطبع سيؤثر فينا، لكن جرب أن تقرأ لشاعر من نفس هويتك، ستجد أنه يتحدث عنك.

والإنسان دائما يحب أن يجد من يكتب عنه وله، لذلك لا تتعجب حينما تجد أن شاعرك المفضل ليس هو الشاعر المفضل لغيرك.

لماذا الشعر..

بعد قراءة كتب الشعر لأي شاعر، دائما ما يراودني سؤال واحد فقط، ألا وهو لماذا الشعر؟

لماذا الشعر يا مطر؟

وقد سئل أحمد مطر نفس ذلك السؤال من قبل وهو في حوار على باب المنفى

قال: لماذا الشعر يا مطر؟ فرد لسائله قائلا: أتسألني لماذا يبزغ القمر.. لماذا ينزل القدر؟

لكن للأسف، قيل له لقد جاوزت حد القول يا مطر.

لماذا رفض أرثر شوبنهاور الجدل مع هؤلاء؟!