لماذا تعد الحديقة الصخرية أغرب عجائب العالم ؟؟

لماذا تعد الحديقة الصخرية أغرب عجائب العالم ؟؟
الحديقة الصخرية

يوجد العديد من الحدائق فى مختلف أنحاء العالم والتي تتميز ببعض النباتات التي تجعلها مختلفة عن غيرها من الحدائق الأخرى ولكن من أغرب الحدائق الحديقة الصخرية، فهي تمتلك تصميم فريد بصورة غريبة وأشياء تثير التعجب فهذا يجعلها أكثر جمالًا وإثارة ولكن كيف؟؟

عجائب الحديقة الصخرية

تعد الحديقة الصخرية في مدينة شانديغار شمالي الهند ثاني أشهر المواقع الأكثر شعبية في الهند بعد تاج محل، فهي واحدة من عجائب الدنيا الحديثة حيث تمتد علي مساحة 40 فدانًا، فهي تضم الآلاف من أعمال الفسيفساء الفنية للبشر، الحيوانات، الطيور، والشخصيات العامة.

ولكن من أبرز المعالم هناك حشد من الفتيات الراقصات المصنوع من الزجاج المكسور المصمم من السيراميك المكسر، التجهيزات الكهربية المستنفدة، أغطية الزجاجات،  كتل الرماد والأساور الزجاجية المكسورة والتي تتحول جميعها إلى تجسيدات خيالية.

الحديقة الصخرية
الحديقة الصخرية

ماوراء الحديقة

فتلك الحديقة ترجع إلى الفنان (نيك شاند سيني) والذي أنشأ تلك التحفة الفنية، فهو ظل مختفيًا عن أعين السلطات حوالى عقدين من الزمان، فهو يعد فنان عصامي توفي مؤخرًا، فهو لم يدرس الفنون وكان يعمل بيد واحدة، وكان يحلم ببناء (مملكة الإله) من الفخار المكسور، الأواني الفخارية، الصخور، والزجاج، وغيرهم  من مواد البناء والأدوات البدائية.

فقد بدأت رحلة نيك شاند الإبداعية في فترة الخمسينات حينما كان يعمل مفتشًا متواضعًا للطرق في شانديغار، فكان في ذلك الوقت  وظفت الهند المتحررة مهندسًا معماريًا سويسريًا يدعى لو كوربوزييه لتصميم مدينة شانديغار، فكانت أول مدينة مخطط لها في الهند عقب أعمال العنف الدامية التي قادت إلى تقسيمها عام 1947، حيث شرعت الهند آنذاك في بناء عاصمة لولاية البنجاب والتي ذهب نصفها إلى باكستان  مما جعل  (نيك شاند) يفر أيضًا من قريتة الأم في باكستان إلى الهند.

حيث جمع أطنان من مواد البناء والقمامة التي أعقبت عمليات البناء الضخمة للمدينة الحديثة الجديدة، فقد قام بجمع قطعًا من للأحجار الكريمة من الفخار، الزجاج، البلاط وقطع المراحيض المكسورة، والتي استخدمها بمهنية فنية عالية الدقة لصناعة منحوتات للرجال، النساء، الجنيات، الشياطين، الأفيال، الجمال، القرود، والآلهة، حيث اختار واديًا في ضواحي المدينة لبناء حديقة المنحوتات السرية خاصته، وهو السر الذي حافظ عليه طيلة 18 عامًا.

فقد كان نيك شاند يجمع القطع من أكوام الخردة المنتشرة في جميع أنحاء المدينة بعد خروجة من عملة وينقلهم بالدراجة إلى ممر منعزل في الغابة على مشارف المدينة، فقد جمع بين عام 1958 و 1976 كلًا من القطع الفخارية المكسورة، إطارات الدراجات القديمة، جير الأفران، نفايات الورش المعدنية، مصابيح الإضاءة منتهية الصلاحية، أحواض المراحيض المتخلص منها، نفايات المصاهر الحديدية، براميل قطران الفحم الفارغة، وقطع الأخشاب والأسلاك.

الحديقة الصخرية
الحديقة الصخرية

مخاطر البناء

فقد تعرض نيك شاند لكثير من المخاطر حيث كان يجلس في كوخة بعد العمل يحرق إطارات الدراجات حينما يختفي الضوء الطبيعي حيث كان يعمل على دراسة اكتشافاته الأخيرة ليرى ما الذي يمكنه فعله بها، لكنه كان يتفاجأ بوجود الدببة إليه من بين إطارات الدراجات، وتحولت مقاعد الدراجات إلى صفوف من العارضات، وزين الشعر المستعمل من محلات مصففي الشعر منحوتاته البشرية، بينما وفرت نفايات الأسمنت قواعد التماثيل، كما كانت تمر عليه الثعابين والقرود وكان كثيرًا ما يشعل الإطارات ليبقيهم بعيدًا عنه، وبالرغم من حماية النار له إلا أنها تسبب في جذب الكثير من الحشرات ليتعرض للدغ.

خطورة الفن

فقد ظلت السلطات لا تعلم بحديقة شاند الصخرية الآخذة في الاتساع حتى عام 1975، حيث علم كبير مهندسي المعمار بالمدينة بأمر حديقة شاند الذي ائتمنه على سرها، ولقد كان المسؤولين مذهولين من اكتشاف 12 فدانًا كاملًا من التماثيل، والساحات والشلالات الصناعية والممرات التي كان شاند يعكف على صنعها في كل ليلة بعد عودته من عمله.

ورغم عدم قانونية حديقة شاند السرية والتهديدات الأولية بتدميرها، فقد استجابت سلطات الدولة لمشاعر الرأي العام وسمحت للمشروع بالتوسع، حيث قامو بربط راتبًا شهريًا وطاقم عمل مكون من 50 عاملًا كي يكرس (نيك شاند) نفسه لمنحوتاتة وأعماله.

فقد افتتحت الحديقة الصخرية للجمهور في عام 1976،  وبدأت المنحوتات وتماثيل من البشر، الحيوانات والمخلوقات الخيالية في اجتذاب الاهتمام، كما حصل شاند على الكثير من الجوائز المحلية، ولكن على المستوى العالمي حصل على ميدالية فيرميل الكبرى من الحكومة الفرنسية.

كما يزال كوخ (نيك) الذي بناه في فترة الستينات موجودًا محلًا للتأمل، كما تستمر الحديقة في ترتيبها الزمني منذ نشأتها، حيث أنها تبدأ ببعض الأشكال الطبيعية مثل الصخور التي بلا شكل معين من أجل مراقبة المشهد العام مما يدفع بالزائر في نهاية الأمر الوصول إلى مجال معماري كبير وواسع.