بلاكلي .. من قرية صغيرة لإسطورة الأشباح

بلاكلي .. من قرية صغيرة لإسطورة الأشباح

حظيت قرية بلاكلي بشهرة واسعة خلال القرنين الماضيين لتصبح أسطورة العالم ، بالرغم من كونها في الأساس مجرد قرية صغيرة في كل شيء ، بدايةً من المساحة مرورًا بعدد ساعات نهارها انتهاءً بعدد سكانها الذي لا يتجاوز الألف  ، فهي لا تتميز سوى بكونها مليئة بالأشجار والنباتات،ولكن ما ظهر مؤخرًا فيما يتعلق بوجود الأشباح بها كان سببًا في تسليط الأضواء عليها، وبالفعل تم رصد عدة حالات لوجود أشباح بها، بل أنه قد تم التقاط بعض الصور التي تؤكد ذلك الأمر فهي تحضن الأرواح والأشباح.

موطن الهروب

فقد بدأ الخراب والعبث يطالان قرية بلاكلي مع بداية القرن العشرين، حيث أصبحت فجأة محط أنظار قطاع الطرق والمُتشردين، وبدأوا ينهالون عليها من كل حدبٍ وصوب، وكأنهم وجدوا فيها ملاذًا آمنًا ومهرب من المطاردين، لكن ذلك الأمر بالطبع تسبب في نفور أهل القرية الأصليين المُسالمين، والذين لم يتحملوا المكوث في مكانٍ واحد مع هؤلاء الهمج، فقرروا ترك القرية والابتعاد عن كل هذه الفوضى، والحقيقة أن القرية نفسها لم ترضى عن هؤلاء، فمع رحيل آخر فرد من أهالي القرية الأصليين بدأت اللعنة في الظهور، وأصبحت قرية بلاكلي رسميًا مأهولة بالأشباح والعفاريت.

موطن الأشباح

فالقرية أصبحت بعد رحيل سكانها الأصليين مجرد موطن للأشباح والعفاريت، إضافةً إلى السكان الدخيلين الذين استوطنوا المكان، ومع الوقت لم يُصبح الأمر مجرد شائعات يتم إطلاقها في الهواء، وإنما كانت هناك أدلة عينية على عدم منطقية ما يحدث في القرية، وقد تم رصد بعض الحوادث التي قام التاريخ بتخليدها حتى الآن، والتي سوف نتناولها فيما يلي كدلالة وتوثيق على صحة لعنة قرية بلاكلي.

أسطورة بلاكي

أرواح سكنت بلاكي

فأولى الحوادث التي أظهرت لعنة قرية بلاكلي وسكونها بالأشباح هي تلك التي وقعت لعائلة ديرينغ، فقد فقدت تلك العائلة أحد نسائها بصورة طبيعية جدًا، لكن، عندما تم دفن جثة المرأة تفاجئ أهالي القرية بأن شبح هذه المرأة يظهر لهم مُمسكًا بوردة في كل ليلة، وتحديدًا في الوقت الذي توفيت فيه، وبالتقصي عن الأمر تبين أن زوجها عندما أقدم على دفنها وضعها في ثلاثة توابيت ووضع في كل تابوت وردة، وذلك تقديرًا وحبًا له، فقد قيل إنه في بداية الأمر لم يكن يُرد دفنها من الأساس، لكن، هل هذا كل شيء يتعلق بعائلة ديرينغ؟

بالتأكيد لم تنتهي لعنة تلك العائلة سيئة الحظ عند ذلك الحد، وإنما تكرر نفس الأمر مع ثاني سيدة تموت من العائلة في الأسبوع الثاني، حيث شاهد أكثر من شخص في قرية بلاكلي وهي تسير ليلًا، لكنها هذه المرة لم تكن مُمسكة بوردة، وإنما كانت في وضعية مُخيفة تبث الرعب في النفوس، وهنا استبعد أهالي القرية التفسير الذي خرجوا به لما حدث مع السيدة الأولى، وأقروا بوجود لعنة في القرية، لكن الأمور أيضًا لم تتوقف عند ذلك الحد.

من اللعنات التي أصابت قرية بلاكلي أيضًا هي لعنة الرجل الصارخ، والتي كان بطلها أحد الرجال الذين توفوا إثر سقوط المنزل عليهم، حيث اختناق الرجل المجهول اسمه حتى الموت، وكان من المفترض بالتأكيد أن ينتهي الأمر عند ذلك الحد، لكنه في الحقيقة بدأ، وبدأت معه لعنة الرجل الصارخ.

ما وراء صوت الأشباح

في كل ليلة، ومن مكان البيت الذي تهدم، تنبعث الصرخات والآهات بشكلٍ مدوٍ دون وجود أثر لأي شخص داخل البيت، فقد حاول سكان القرية الكشف عن هذه اللعنة وأسبابها جاهدين، إلا أنهم في كل مرة يبحثون فيها عن طرف خيط يجدون أنفسهم مُدبرين إلى نقطة الصفر من جديد، باختصار، كان الصوت يدوي في كل ليلة دون وجود مصدر له، وبالتأكيد لم يكن أمامهم سوى إرجاع الأمر إلى لعنة قرية بلاكلي التي ضربت بكل سكانها.

كما لم يسلم أصحاب المهن من لعنة قرية بلاكلي، ففي أحد الليالي تم العثور على جثة أحد المعلمين وهي تتدلى من شجرة كبيرة موجودة في وسط القرية، كان المُعلم معروف بأخلاقه الطيبة، وكان كل المقربين منه يشهدون بأنه لا يُمكن أبدًا أن يُفكر في مثل هذه الأمور، لكن المشكلة الحقيقية لم تكن في انتحار المعلم، وإنما ما حدث بعد انتحاره.

بعد انتحار المعلم بدأ شبحه يلوح في الأفق، ففي كل ليلة، وفي نفس الوقت الذي انتحر فيه، كان أهالي قرية بلاكلي يرون شبح المعلم وهو يجول بينهم، وعلى الرغم من أن المعطف الطويل الذي كان يرتديه الشبح لم يُمكن أهالي القرية من التعرّف على المعلم في البداية إلا أنهم مع الوقت تعرفوا عليه وتأقلموا على وجوده، خاصةً وأنه لم يكن يؤذي أحد.

بلاكي المسحورة

فاللعنة الرابعة من لعنات قرية بلاكلي هي لعنة قاطع الطريق الشهير روبرت دو، فقد كان قاطع الطريق هذا يتربص للناس خلف الأشجار ويقوم بسرقة أموالهم بالإكراه، لكن في أحد المرات قام أحد المُتعرضين للسرقة بالتغلّب عليه وقتله، والحقيقة أن المشكلة لم تكن في قتله على الاطلاق، وإنما فيما حدث بعد ذلك، والذي بتنا نتوقعه بالطبع، وهو أنه قد أصبح شبحًا.

فقد مارس شبح روبرت دو ما كان يفعله صاحبه قبل الموت، وهو ترويع الآمنين، حيث لم يسلم أحد من الرعب الذي كان يبثه الشبح، فقد كان أيضًا يتربص بهم خلف الأشجار ويروعهم، والواقع أن ذلك الأمر في ذلك التوقيت لم يكن غريبًا، إذ انتشر في جميع الأرجاء نبأ لعنة قرية بلاكلي الغريبة.

لم يتوقف الأمر على كونه مجرد أقاويل وشائعات يمكن تصديقها وتكذيبها، وإنما تم توثيق هذه المعلومات في الربع الأخير من القرن العشرين عن طريق التقاط أول صورة ضوئية للأشباح الموجودة في قرية بلاكلي، وقد لاقت تلك الصورة انتشارًا واسعًا وأصبحت خير دليل على لعنة قرية بلاكلي ووجودها في دولة عظمى مثل بريطانيا، والغريب أن نهاية تلك اللعنة لم توضع بعد!

كما هنالك شبحين من عائلة “ديرينغ” الأولى شديدة الجمال لدرجة أنها عندما توفيت انهار زوجها ولم يحتمل أن يتم دفنها هكذا، وحرصاً منه على جمالها، وضعها في ثلاثة توابيت، ولكن يراها سكان القرية تتجول بين القبور حاملة وردة حمراء كان زوجها قد وضعها على قبرها، أما الشبح الثاني من نفس العائلة وهي امرأة، شوهدت تتجول بين القبور بحثاً عن قبر طفل.

ما وراء قرية بلاكي

يروي بعض الأشخاص أنّ الأشياء تتحرّك وتتنقل في هذا المكان بشكل مثير للذعر وأنّهم رأوا فيه شبح رجل وفتاة صغيرة.ليس ذلك فقط فهناك بعض السكان يعتقد أن هناك امرأة ترتدي الأحمر تروح وتجيئ في المقبرة بحثاً عن طفلها ليلاً والبعض الأخير يخيل له أن هناك شبح غجرية يجول فيه ويختفي عند إضاءة المشاعل يقول بعض الأشخاص إنّهم يسمعون في المكان صوت رجل وامرأة انتحرا بسبب قصّة عاطفية وهما يتحادثان همساً. كما يعتقد آخرون أنّ المنزل يأوي شبح أحد الرهبان

ولكن على الرغم من قدم القرية وجمالها، اشتهرت بعدد الأشباح فيها، حتى أنه تم تسجيلها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكثر قرية مسكونة بالاشباح في العالم وعددهم 12 على الأقل.