ما وراء أرواح الدمية المسكونة

ما وراء أرواح الدمية المسكونة

هنالك كثير من المجتمعات التي تؤمن بوجود الأرواح الشريرة والطيبة، وأيضاً بأشباح الموتى، ويمكن أن تكون المكسيك واحدة من أكثر الدول التي تتعايش فيها هذه المجتمعات، وتحديداً جنوب المكسيك، من بلدة شوكيميلو، تلك جزيرة الدمية في المكسيك.

جزيرة الغموض

جزيرة الدمى المسكونة تعتبر لعشاق الرعب والغموض ،كما ستثير مخاوفك حتمًا رغم أنها دمى كالتي يلعب بها الأطفال ولكن ما سرها؟؟ إنها جزيرة الدمى المسكونة والتي تعد من أغرب المناطق وأكثرها رعباً في العالم فهي تحتوي على الآلاف من الدمى والألعاب المخيفة والمشوهة المعلقة على أشجارها وأغصانها المهجورة .

لما الدمي المسكونة ؟؟

فمنذ  فترة ليست ببعيدة جداً، كانت الجزيرة مكاناً مهجوراً، إلا أنها تحولت شيئاً فشيئاً إلى جزيرة الدمى المرعبة، تلك الأمر الذي يحمل خلفه قصة غامضة لفتاة غريقة، ودمية، ورجل اتهم بالجنون، ما يجعل هذا الجزء من العالم، إحدى أكثر المناطق إثارة للرعب، حيث تنتشر وتتعلق في كل أرجائه دمى مهترئة ومتآكلة، بعضها برؤوس، أو بأرجل مقطوعة، منها ما يتدلى من الأشجار، ومنها ما يقبع ساكناً أسفلها، تراقبك بأزواج عيونها المفتوحة، وأجسادها الممزقة، كما لو كانت على وشك أن تهمس لك بما جرى.

الدمية المسكونة

 

ما وراء أروح الدمي

فالقصة تعود لنصف قرن من الزمن ، فالراهب (سانتانا باريرا)  قبل انتقاله إلى ذلك المكان ، فقد ترك أسرته وأبناءه وزوجته في منتصف التسعينات، مقرراً أن يعيش حياته في عزلة بعيداً عن البشر، وجاء اختياره لجزيرة تطل على بحيرة توشويلو، دون أن تكون هناك أسباب واضحة لذلك،.

لم تمر فترة طويلة على استقرار باريرا في ذلك المكان المنعزل، قبل أن يتفاجأ باكتشاف مخيف جرفته المياه إلى ضفاف الجزيرة، وكان ذلك لجثة فتاة صغيرة قد غرقت في البحيرة، إلا أن مشاعر الهلع التي سرت في جسده واجهت صدمة مفزعة أخرى غيرت مجرى حياة سانتانا باريرا تماماً، وذلك عندما جرفت المياه دمية طافية عبر القناة بعد لحظات قصيرة.

فقد  أخذ باريرا الدمية وعلقها في شجرة، اعتقاداً منه بأنها ستهدئ من روح الفتاة الغاضبة، إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث وجد هذا الرجل نفسه مسؤولاً عن راحة شبح هذه الفتاة، وبأن دمية واحدة لا تكفي لذلك، فكانت مهمته الوحيدة على مدى الـ50 عاماً التي تلت ذلك اليوم، هو البحث والتقاط الدمى من القمامة، ومما قد تلفظه القناة، ليقوم بتعليقها وتوزيعها في مختلف أنحاء الجزيرة، منها ما كان كاملاً، ومنها ما كان مشوهاً.

فهو من صنع هذه الجزيرة المرعبة وقد كرس لها من عمره خمسين عامًا، وذلك كهدية يرسلها إلى روح فتاة ماتت غرقًا في بحيرة بالجزيرة نفسها ، فقرر من ذلك الوقت أن يحوّل هذا المكان إلى أكثر مكان مرعب على الأرض،  حيث كان هذا الراهب شخصاً انعزالياً وغير اجتماعي ولا يحب لأحد أن يزوره.

السياحة من أجل الدمية

ففي عام 2001، تم اكتشاف جثة دون خوليان سانتانا باريرا غريقاً، تماماً في المكان نفسه الذي وجد فيه جثة الفتاة قبل 50 عاماً، الأمر الذي حول المكان إلى مزار للسياح الفضوليين، الذين يجلبون أيضاً دماهم لتعليقها أو وضعها في أنحاء الجزيرة المختلفة، تكريماً لكل من باريرا والفتاة فالمنطقة أصبحت سياحية تجذب السيّاح إليها من كل مكان، كما ويعتقد زوارها أن هذه الدمى تحدّق إليهم بغرابة أثناء مرورهم بالزوارق بمحاذاة الجزيرة، كما ويزعم آخرون أو يتوهمون أن هذه الدمى تتهامس فيما بينها وتومئ إليهم برأسها ليقدموا إلى الجزيرة.