القديس باسيل..أيقونة غامضة عمرها أكثر من 458 عامًا

القديس باسيل..أيقونة غامضة عمرها أكثر من 458 عامًا

كاتدرائية القديس باسيل والتي تقع في  الساحة الحمراء في موسكو بالقرب من مجمع الكرملين المحصن.فعد الذهاب للسياحة  ستجد نفسك واقفًا أمام  الميدان الروسي الصاخب باللون الأحمر، فهذه الكاتدرائية الملونة الفخمة ذات التصميم الرائع، والملقبة بنجمة الميدان وذلك لتألقها مساءً عندما تسلّط عليها الأضواء البراقة .

حيث يعود تاريخ بدء إنشاء الكاتدرائية إلى 464 سنة مضت وتحديدا عام 1555، حين كلّف إيفان الرابع المعروف باسم “إيفان الرهيب”، الذي توّج أميرا لموسكو وقيصرا لعموم روسيا عام 1533، المهندس المعماري بوستنك ياكفلوف بإنشاء كاتدرائية في الجانب الجنوبي الشرقي من الساحة الحمراء؛ تخليدا لذكرى سقوط خانية قازان التي انتصر فيها جيش روسيا على التتار المغول.

ما يمز الكاتدرائية

تتميز الكاتدرائية بجمال منظرها الداخلي والخارجي ، ليرشحها البعض كأجمل كاتدرائية في أوربا، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى القديس باسيل المحبوب من قبل الشعب الروسي والقيصر .فهي تحتوي علي قباب بصلية الشكل وألوانها الزاهية حيث تبعث في النفوس البهجة والارتياح، فهي تعد  أهم العناصر التي حولت كاتدرائية القديس باسيل ذات الـ٤٥٨ عاما إلى معلم يقصده كثيرون، ورمز للعاصمة الروسية موسكو.

كما تتميز الكاتدرائية بصغر مساحتها على عكس ما هو موجود بكاتدرائيات الغرب التي تحتوي علي صحن شاسع ذو طراز فني واحد. وينتصب في حديقتها الأمامية تمثال برونزي لاثنين من قادة جيش روسيا التطوعي ضد بولندا .

كما أن المبنى يحتوي علي تسعة معابد مبنية على أساس واحد، ولكن كل معبد مستقل بذاته، حيث يحوي بداخله أيقونات ولوحات خلّابة ،كما  تتميز جدرانها وقبابها بالألوان البازلتية الزهرية اللون، والتي تتناغم مع اللون الأحمر الغالب على الميدان ، فضلاً عن تناغمها مع تغيّر أوقات الطبيعة ما بين الليل والنهار.

أساطير الكاتدرائية

تروي الكاتدرائية كثر من الأساطير الشعبية الشائعة حيث قيل أن أمير موسكو، إيفان الرهيب، قد أفقد مهندسيه النظر، ظنا منه أنه سيقوم بمنعه من تصميم كاتدرائية أجمل ومهيبة مشابه مرة أخرى من كاتدرائية القديس باسيل ،وبالرغم من ذلك قام المصمم  ياكفلوف  بتصميم  العديد من الكنائس  بعد هذه الكاتدرائية أحدها في قازان.

السياحة من أجل الكاتدرائية القديس باسيل

أحداث مرت علي الكاتدرائية

هناك الكثير من الأحداث التي مرت علي الكاتدرائية  ولكن لا يستطيع المؤرخون التأكيد شكل الكاتدرائية قبل الحريق، ولكن استناداً إلى الأوصاف المكتوبة في ذلك الوقت، والنقوش التي تعود للقرن السابع عشر، فهي تتميز بقباب البصلية الشهيرة، تلك القباب المتوهجة التي أصبحت رمزاً للعمارة الأرثوذكسية الروسية.

كما شهدت كاتدرائية القديس باسيل أيضاً العديد من النزاعات والتغييرات السياسية، فقد نجت من حريق آخر مدمر في عام 1737،وكاد الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت أن يدمرها عام 1812، كما واجهت خطر الهدم في عهد الزعيم الشيوعي جوزيف ستالين.

فقد خضعت هذه الأيقونة المعمارية، الواقعة في الساحة الحمراء بالمدينة، لتغييرات وتوسعات وترميمات كبيرة على مر القرون، كما أن لونها قد تغير لعدت مرات. حيث تعلو الكنيسة علي كل قبة ملونة نابضة بالحياة بألوان الأزرق، والأخضر، والأحمر، والأصفر

لماذا السياحة إلي كاتدرائية

كاتدرائية القديس باسيل رائعة الجمال تعج قبابها بالألوان والزخارف المختلفة، وينبهر جميع الزوار حين يقع ناظرهم على هذا المبنى المذهل في موسكو. وهي من المعالم التي تعرف فيها روسيا حول العالم فهي تحمل العديد من القطع الرائعة من التماثيل، واللوحات، والزخارف، والثريات،  فالكاتدرائية تشتهر في جميع أنحاء العالم بمظهرها الشبيه بالقصص الخيالية، حيث تستقطب نحو 400،000 زائر سنوياً، كما أصبحت رمزاً ثقافياً مهماً.