لمن كتب العقاد؟!

لمن كتب العقاد؟!

لمن كتب العقاد؟!

يقول آلان دو بوتون :” ما يقرأ بسهولة نادرا ما يكون قد كتب بسهولة”.

بالفعل سيرى الجميع صحة ما يقول وسيوافقونه الرأي، مئة بالمئة، وأنا معهم في ذلك، ولكننا لا نستطيع أن نجزم بذلك.

ترى لماذا؟!

لأننا في مصر والوطن العربي لدينا عدد هائل من الكتاب ومن رواد الأدب، منهم من رحل، ومنهم من لا يزال على قيد الحياة، وكثير منهم كانوا يفضلون العمق، أو الألفاظ الغير منتشرة.

وأبرز مثال على ذلك هو العبقري، صاحب العبقريات، عباس العقاد.

من قرأ لعباس العقاد أو قرأ ما يكتب حول كتاباته، سيعي تماما القصد من ذلك الحديث.

حيث أننا إذا تأملنا كتاباته سنجدها غاية في التعقيد، ولن نجد أبدا من استطاع أن يقرأ له كتاب في يوم أو اثنين.

فرغم ما يتمتع من عمق وبلاغة أسلوب وسرد، إلا أن كتاباته تظل بالفعل معقدة، وغير سهلة على مدارك الكثير.

والحديث الحالي ليس عن أسلوبه أو مفرداته بالقطع، فلا أحد يستطيع أن ينكر ما يتمتع به من ثقافة، ولكن لمحاولة الإجابة على عدة أسئلة.

الأول.. لمن كتب العقاد؟!
الثاني.. لماذا كان يحب التعقيد؟!

السؤال الأول..

تأتي الإجابة على ذلك السؤال في أننا إذا أخذنا السؤال للأسلوب الأدبي فهناك تساؤلات وأمور واضحة للجميع، لأن الجميع يعرف ما يتمتع به الأدب من بساطة وعذوبة ألفاظ.

لكن كتاباته جاءت على النقيض من ذلك تماما، ومن قرأ العبقريات أو أي من أعماله الأخرى، سيتفهم ذلك.

فهل مثلا لفكرة الإختلاف عن الآخرين؟ لا أعتقد لأن من الطبيعي أن الإنسان دائما يفضل الكتابات البسيطة، والجمهور أيضا يحب البساطة، وكل كاتب يعرف ذلك جيدا.

السؤال الثاني..

إذن لماذا التعقيد؟ ولماذا يضع كاتب مستوى كتاباته لفئة الأدباء؟

ولو كانت هناك فئة أعلى ثقافة من الأدباء لكانت لهم بل أن بعض الأدباء نفسهم لم يستوعبوا بعض كتاباته، أو بمعنى آخر لم يستطيعوا استيعاب هدفه من ذلك التعقيد.

يرى البعض أن ذلك يرجع لعدم إكماله لتعليمه، لكن لا أعتقد ذلك، لأن شخصية مثل العقاد كانت ملمة بكل التفاصيل، حول الأدب وغيره.

أخيرا..

والسؤال الأكثر أهمية هل كان يعرف أن أسلوب كتاباته وألفاظه بهذا التعقيد؟

للأسف لن أستطع إيجاد إجابة لذلك السؤال، لكن أيضا لا أعتقد أن هناك من يستطيع الإجابة على تلك الأسئلة.. سوى العقاد نفسه.

لماذا كذب موريس بوكاي الكتب المقدسة؟