ليلة الاسراء والمعراج.. أفضالها وأفضل الطاعات بها؟

ليلة الاسراء والمعراج.. أفضالها وأفضل الطاعات بها؟

بعد أيام معدودة وانتظار مشوق لجميع الناس وخاصة المسلمين تأتي ليلة الاسراء والمعراج، تلك الليلة المقدسة عند كل المسلمين والمسلمات لما حدث في هذة الليلة من أحداث مقدسة ومعجزات، حدثت لرسول صلى الله عليه وسلم ليلاً سنة 621م ما بين السنة الحادية عشرة إلى السنة الثانية عشرة من البعثة النبوية، يعتبرها المسلمون من معجزات النبي محمد، ومن الأحداث البارزة في تاريخ الدعوة الإسلامية، وذلك لشهرتها الواسعة.

البراق

حيث صدق المسلمون أن الله أرسل نبيه محمد على البراق مع جبريل ليلاً من المسجد الحرام بمكة، إلى المسجد الأقصى في فلسطين.

وهي رحلة لم تصدق قبيلة قريش حدوثها لدرجة أن بعضهم صار يصفق ويصفر مستهزئاً بهذة الرحلة ولكن النبي محمد أكد على صدقها بأنه انتقل بعد ذلك من بيت المقدس في رحلة سماوية بصحبة سيدنا جبريل على دابة البراق.

تلك الدابة التي عرجت به إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى أي إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليهِ في السماء وعاد بعد ذلك في نفس الليلة.

وسُميت سورة الإسراء على اسم الحدث الذي حدث الذي في هذا الليلة المقدسة، والتي افتُتحت بقوله: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .

لماذا اختار الله سبحانه وتعالى هذا اليوم بالذات

لأنه بعد فقد النبي محمد أولى زوجاته خديجة بنت خويلد وعمه أبا طالب اللذَينِ كانا يؤانسانه ، ضاقت الأرض بهِ نظراً لما لاقاه من تكذيب وردّ من قبل المشركين.

فبعد وفاة عمهِ توفيت زوجته خديجة في نفس السنة، فسميت تلك السنة بعام الحزن،واثار هذا العام في نفسيته بطريقة كبيرة.

وقد ذهب الرسول إلى الطائف وحيداً في سبيله للدعوة، يدعوهم إلى الإسلام والتوحيد لكنهم طردوه وسلطوا عليه صبيانهم وغلمانهم ليرمونه بالحجارة فآذوه كثيراً وهنا دعا النبي محمد دعاءه المشهور شاكياً إلى ربه: ” اللهم إلى من تكلني… ” فيرسل الله إليه جبريل عليه السلام مع ملك الجبال ويقول له جبريل لو شئت نطبق عليهم الجبال فيقول النبي محمد: “لا – لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحّد الله” فكرّمه الله بقدرة إلهية وآنسه بحادثة الإسراء والمعراج، فأي تكريم أشد وأعظم من تكريم كهذا إذ أتى جبريل عليه السلام ليصحب الرسول عليه الصلاة والسلام في رحلة الإسراء والمعراج.

جبريل

وبينما كان النبي محمد نائمآ في الحجر أتاه جبريل عليه السّلام، فهمزه بقدمه، فجلس النبي محمد فلم يرَ شيئا، ثمّ عاد إلى سريره، فأتاهُ مرّةً ثانية فهمزه بقدمه، فجلس ولم يرَ شيئا، ثمّ عاد مرّة أخرى إلى سريره، فأتاهُ مرّةً ثالثة فهمزه بقدمه، فجلس النبي، وأخذ جبريل بعضده، وحينها قام النبي معه، وخرج به جبريل إلى باب المسجد، فإذا بالنبي يرى دابّةً بيضاء بين البغل والحمار، في فخذيها جناحان تحفّز بهما رجليه، ثمّ وضع جبريل يده في منتهى طرف الرّسول فحمله عليه، وخرج الرسول بصحبة جبريل عليه السّلام حتّى انتهى به المطاف إلى بيت المقدس، فوجد فيه الأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى في نفرٍ من الأنبياء، فأمّهم النبي محمد في صلاته، ثمّ أُتاه جبريل بوعائين، في أحدهما خمر، وفي الآخر لبن.

قال: خذ. فأخذ إناء اللبن وشرب منه، وترك إناء الخمر. فقال لهُ جبريل: هديتَ للفطرة، وهديت أمّتك يا محمّد، وحرّمت عليكم الخمر، ثمّ عاد الرسول إلى مكّة.

وفي صباح اليوم التّالي اجتمع الرّسول الكريم في قبيلة قريش وأخبرهم بما حصل معه، فقال أكثر النّاس: والله هذا الأمر لبيّن، وإنّ الرّسول لصادق ٌ آمين، وإنّ العير لتطرد شهرآ من مكّة إلى الشام مدبرة، وشهراً مقبلة، وقال بعضهم: إنّ هذا القول لا يصدّق أفيذهب محمّدٌ ويرجع إلى مكّة في ليلة واحدة؟! فارتدّ كثيرٌ ممّن كان قد أسلم، وذهب النّاس إلى أبي بكر، فقالوا له: يا أبا بكر إنّ صاحبك محمّد يزعم أنّه قد جاء من بيت المقدس وصلّى فيه ورجع إلى مكّة، فقال لهم أبو بكر: إنّكم تكذبون على رسول الله، فقالوا: بلى، ها هو الرّسول في المسجد يحدّث الناس بما حدث معه، فقال أبو بكر: والله لئن كان قال هذا الكلام لقد صدق، فما العجب من ذلك! فوالله إنّه ليخبرني أنّ الخبر يأتيه من الله من السّماء إلى الأرض في ساعةٍ من ليلٍ أو نهار فأصدّقه، فهذا أبعد ممّا تعجبون منه.

ماذا يجب أن نفعل في هذة الليلة:

إنه لا مانع من التطوع بصوم ليلة الإسراء والمعراج، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن صيام هذا اليوم : «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».

وكذلك إطعام المساكين وإخراج الصدقات والسعي على حوائج الناس، والإكثار من الذكر والإستغفار.

متى تبدأ ليلة الاسراء والمعراج هذا العام

حيث قالت دار الإفتاء المصرية، أن ليلة الإثنين القادم، هى ليلة الاسراء والمعراج المباركة، مشيرة إلى أنها سوف تبدأ تحديدا من وقت مغرب يوم الأحد وتستمر حتى فجر يوم الإثنين، 28 من شهر فبراير الجارى.