مارك مانسون.. وفن اللامبالاة

مارك مانسون.. وفن اللامبالاة

مارك مانوسون.. وفن اللامبالاة.

كتاب فن اللامبالاة لعيش حياة تخالف المألوف، كتاب من قبل مارك مانسون، ٢٧٢ صفحة، صدر عربيا عن منشورات الرمل.

يعتبر من أشهر كتب التنمية البشرية في الفترة الأخيرة، من ترجمة الحارث النبهان.

رغم أنني لا أحبذ ذلك النوع، إلا أنه كان بدايتي مع التنمية البشرية بشكل عام، ومع مارك مانسون بشكل خاص.

وما جذب انتباهي، أن مانسون هو الآخر، يرى ذلك، بل رأى أن تنمية الذات تأتي من التجارب الحية للشخص.

بداية..

فن اللامبالاة يمكن أن يقال عنه باختصار، حصل على ضجة لا يستحقها تماما، بعد صورته مع اللاعب محمد صلاح.

وأعتقد أنه لولا هذه الدعاية له، لأصبح مثل أي كتاب آخر من كتب التنمية البشرية.

ملخص الكتاب..

الكتاب باختصار يتكون من تسعة فصول..

(لا تحاول_ السعادة مشكلة_ لست شخصا خاصا مميزا_ قيمة المعاناة_ أنت في حالة اختيار دائم_ أنت مخطيء في كل شيء.. وأنا كذلك_ الفشل طريق التقدم_ أهمية قول لا_ وبعد ذلك تموت).

الكتاب بالفعل شيق وليس تافه أبدا، يتحدث فيه مانسون عن تجربتي الخسارة والفشل من منظور آخر.

منظور يوضح لنا مدى صعوبة الحياة، وأهمية اللامبالاة في أحيان كثيرة، يثبت لنا أن السعادة تأتي عن طريق الكفاح.

ومواجهة المشكلات والبحث عن حلول لها، وليس الهرب منها، وكيف أن الإنسان يجب أن يتعلم أنه ليس مميز دائما وأبدا.

وأن المعاناة غالبا ما تكون السبب الرئيسي للسعادة، كذلك الخسارة والفشل قد يكونوا مكسب.

وأن الإنسان هو من يختار كل ما يقع على عاتقه من مسؤوليات، وهذه المسؤوليات هي ما تحدد سعادة الأشخاص، كما يحثنا على عدم إدعاء المثالية.

والابتعاد عن حب الظهور، وذلك من خلال عرض العديد من التجارب الحياتية الحية لعديد من الشخصيات المشهورة المؤثرة.

إضافة لعدد من تجاربه الشخصية هو أيضا، وقد جاء الكتاب كالتالي..

الفصل الأول.. لا تحاول

يتحدث عن أهمية اللامبالاة تجاه الأشياء، وأنه لا يوجد عيب في أن يصبح الإنسان فاشلا في وقت من الأوقات.

وأن الفشل وجوده طبيعي، لكن المهم أن نتقبل ذلك الفشل، لكي نستطيع أن نتعلم منه.

يعتبر مختلف في طريقة سياقه إلى حد ما، عن الكتب التي تتحدث عن الأمل والطموح، لكن متشابه معهم مضمونا.

الفصل الثاني.. السعادة مشكلة

يوضح فيه أن كثرة تفكير الإنسان في كيفية تحقيق السعادة، هي ما تجعله ليس سعيد.

وأنه كلما حقق الإنسان شيء بسيط، وسعد به، فإنه يتطلع لشيء آخر أكبر منه.

الفصل الثالث.. لست شخصا خاصا مميزا

عند قراءة عنوان الفصل تذكرت مقولة لدكتور أحمد خالد توفيق، يتحدث عن شيء قريب كهذا..

يقول: “أنا باختصار أؤكد له أنه لا قيمة له ولا اهمية، أنت نكره فلا تقلق من شيء”.

وهو أيضا في كتابه يقول أن أفعالنا ليست مراقبة، أو ليست تحت أنظار العالم، مؤكدا ذلك بقصة صديقه جيمي.

الفصل الرابع.. قيمة المعاناة

تحدث عن القيم المجتمعية المشوهة، التي يتبناها الأفراد، ويعتبرونها ضرورية في حياتهم، ليكونوا سعداء.

وأن كل شخص قادر على اختيار القيم، التي من خلالها يستطيع تحقيق سعادته.

الفصل الخامس.. أنت في حالة اختيار دائم

أن الأشخاص دائما مخيرين في كل شيء، وأن كل فعل يصدر هو اختيار منهم له، وكل اختيار يؤدي لآخر.

كما أوضح أن الوقوع في مشكلة بعد الاختيار، ليس خطأ من الشخص، بل مسؤلية.

الفصل السادس.. أنت مخطيء في كل شيء، وأنا كذلك

أكثر الفصول طولا، وبه تكرار كثير لنفس الفكرة، التي ترى أن الخطأ ليس عيبا، لأن لولاه لن نتعلم أشياء جديدة.

لذلك يجب أن نتقبل أنفسنا كمخطئين، أحيانا، لنستطيع أن نتعلم من تلك الأخطاء.

الفصل السابع.. الفشل طريق التقدم

فصل قصير لكن.. يعتبر تكملة وتكرار لما سبق من حديث، لم يتضمن أية فكرة جديدة، يرى أن الفشل يؤدي للنجاح.

الفصل الثامن.. أهمية قول لا

ينقسم هذا الفصل إلى جزئين..
تحدث في الجزء الأول، عن أهمية قول لا لما نراه من قيم سلبية.

تحدث في الجزء الثاني، عن العلاقات الاجتماعية، مركزا على علاقات الحب.

الفصل التاسع.. وبعد ذلك تموت

اكثر الفصول صدقا، وحقيقة، حيث تحدث فيه عن فاجعة الموت، وأننا يجب أن نفكر فيه، حتى نفكر في الأشياء المهمة.

ما يؤخذ عليه..

الشعور بالملل في فصول كثيرة منه، لا أعلم بسبب الترجمة، أم نوع الكتاب نفسه.

التكرار الكثير لبعض الأفكار، ومحاولة التطويل والإسهاب في بعض الفصول.

في النهاية..

هذا الكتاب جيد ومفيد لكل من ليس عربي، ولا مصري.

أولا لأن القيم المذكورة فيه، تتنافى تماما مع القيم الشرقية والدينية لدينا.

ثانيا لأن الكاتب لا يرى ما يقع في الدول الفقيرة، والدليل يأتي حول ما ذكره نحو تركه عمله، وإنشاء موقع وغيره.

ذلك لأن ليس لديهم مشكلة اقتصادية، والتي لم يحملها الكاتب أي سبب للتعاسة لدى البعض.

لماذا ستحب عزاءات الفلسفة؟!