سورتسي..أيقونة محظورة علي البشر

سورتسي..أيقونة محظورة علي البشر

هناك الكثير من الأماكن على هذا كوكب الأرض محظورة لا يمكن زيارتها، فمن ضمن هذه الأماكن  جزيرة (سورتسي) والتي تقع في أيسلندا، فقبل عام 1963 لم يكن لهذه الجزيرة وجودًا فهي كانت محظورة علي البشر ،لكنها   تكونت نتيجة ثوران بركاني ضخم استمر لمدة 3 سنوات ولكن الآن يتم استخدام أرض الجزيرة في الأبحاث العلمية والتجارب، إذّ يحاول العلماء فهم كيفية تشكل النظام البيئي من الصفر، دون أي تأثير بشري.

اكتشافات

تعد سورتسي جزيرة بركانية جديدة برزت على أثر مراحل الثوران البركاني المتتالية بين عامي 1963 و1967.فهي تعد مصدر فريد ومتواصل للمعلومات  بشأن استيطان الحياة النباتية والحيوانية لأرض جديدة. فمنذ أن بدأ العلماء بمراقبة هذه العملية في عام 4691، شهدوا وصول البزور المنقولة بواسطة التيارات البحرية، وظهور العفن والبكتيريا والفطريات.

كما في عام 1965، ظهرت أول نبتة قنوية، لتنضم إليها 9 أنواع أخرى خلال العقد الأول من ولادة الجزيرة. في عام 2004، فقد بلغ عددها (60) نبتة، كما أحصيَ 75 نوعاً من الطحلبيات، و71 نوعاً من جزاز الصخر، و21 نوعاً من الفطريات، و89 نوعاً من الطيور، علماً أن 57 نوعاً من هذه الطيور تتكاثر في أمكنة أخرى من أيسلندا. لتشكل الجزيرة (141 هكتاراً) موئلاً ل335 نوعاً من اللافقاريات أيضاً.

لماذا تعد الجزيرة محظورة ؟؟

فالجزيرة  تعد محظورة للبشر استثناء اثنين من العلماء المسموح لهما بالدخول مما يجعلها واحدة من أبرز الأماكن في العالم المحرمة على سكان الأرض ،فمن شروط العمل على تلك الجزيرة الغامضة التي تقبع فوق بركان، ألا يتم جلب أي بذور قابلة للاستزراع، وعلى الرغم منذ لك وجد العلماء ثمار الطماطم على سطح الجزيرة، وهو ما أزعج أبحاثهم العلمية، فقرروا القضاء على تلك البذور قبل أن تنتشر على الجزيرة بشكلٍ أوسع.

كما يشك علماء الجيولوجيا وعلماء الأحياء أن الجزيرة  تشكلت بفعل سلسلة من الانفجارات البركانية . فقد عزم فريق من العلماء  إحداث حفرتين بهدف استكشاف سخونة الصخور البركانية، وبرودة مياه البحر، وتفاعُل ميكروبات جوف الأرض.

كما يود العلماء معرفة كيفية التهام الميكروبات في باطن الجزيرة للصخور، التي تستخرج بذلك الطاقة من المعادن والسوائل الحارة. ولكن يقول عالِم الأحياء الدقيقة الجيولوجية في جامعة بيرجن في النرويج، ستيفن يونسن: “لو تمكنا من التصدي لذلك؛ فسنصبح أقرب بكثير إلى معرفة الدور الذي يؤديه الغلاف الحيوي القشري العميق في المحافظة على بيئتنا الحالية، وفي تشكيلها”.

الجزيرة المحظورة

جزيرة المختبرات

فقد أخذ الباحثين الجزيرة بمثابة مختبر طبيعي ليعرفون من خلالها تطوُّر الجُزُر حديثة النشوء في أثناء نمو النباتات عليها، واستعمار طيور البحر لها،  كما انخفض فيها الحد الأقصى لدرجة الحرارة ببطء من 140 درجة مئوية، ليصل إلى ما يقارب 130 درجة. وهي الآن تعج بالكائنات الدقيقة، التي تأخذ الجزيرة موطن لها حيث  أن هذه الكائنات قد استوطنت الجزيرة، قادمةً من مياه البحر أسفلها، حيث تكون محمية من أعلى بالصخور الساخنة التي تحميها من التلوث. كما يوجد أنواع أنواع مشابهة من الميكروبات من بينها بكتيريا، وجراثيم عتيقة، وفيروسات .

جزيرة دون سياحة

فعوضاً عن السماح للسياح بزيارة هذه الجزيرة العذراء، أراد العلماء إبقائها في طي الكتمان وبعيدة عن التدخل البشري، وذلك كي يتمكنوا من مراقبة عملية استعمار الأرض الجديدة من قبل النباتات والحيوانات. فقد صنفت  منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الجزيرة ضمن مواقع التراث العالمي كونها يخبئ بداخلها  الكثير من أسرار الطبيعة في تضاريسها.