الصيادين السبع..إختفاء وراء شبح الإنارة

الصيادين السبع..إختفاء وراء شبح الإنارة

جزيرة (فلانان) أو كما يطلق عليها اسم (الصيادين السبع) أو (جزيرة الأشباح)  فهي تعتبر أحد أكبر جزر إيلان مور التابعة لاسكتلندا، وذاع صيتها كأحد ألغاز البحر التي لايوجد لها حلول فبيها يقع سر لا يعرفة أحد، فقد اتخذت هذا الاسم نسبة إلى القديس “فلانان” الذي بنى كنيستة بها، وكان رعاة منطقة الهيبرايد القريبة من الجزيرة يرعون القطيع فيها نهارًا ولم يجرؤا على أن يظلوا فيها ليلاً، لشيوع خبر الأشباح والمخلوقات الصغيرة التى تسكنها.

ماوراء الجزيرة

فقد  اختفى حراس المنارات الثلاثة في ظروف غامضة حيث اصطدمت عدة سفن بها فقررت السلطات بناء منارة لتنير مساحات شاسعة، إلا أنه لم تمض سنة واحدة على المنارة ففي عام 1900 قبيل أعياد الميلاد انطفأت في ليلة عاصفة وحالت الظروف دون تمكن الفني من تصليح العطل، وفي اليوم التالي أقلع جوزيف مور بسفينته متجهًا إلى الجزر عازمًا على استكشاف ما حدث، لكنه لم يفلح في كشف غموض الجزيرة.

ورغم هدوء الأحوال الجوية إلا أن البحر كان هائجًا مضطربًا ولم يكن من السهل على “مور” الرسو قرب المنارة وبقيت إشارته لا تجد لها صدى في الجزيرة التي كانت ساكنة سكون الميت، وبعد جهد شاق دخل المنارة صارخًا دون أن يجيبه أحد، فقام المحققون بالبحث في الأمر، فبدا لهم طبيعيًا حيث لاحظوا انكسار الشعلة بفعل قوة الموج.

حيث وجدوا أن صندوق العدة مفقود وكأن موجة هائلة ضربت المنارة وأخذته في طريقها “مور” والرجال الثلاثة القائمين عليها، وتأكد الأمر عندما بحث المفتشون المشمعات الواقية من المطر فوجدوا واحدة فقط، وتساءلوا أين الرجل الثالث هل ذهب لنجدة رفيقيه فجرهما المحيط؟، إلا أن هدوء اليوم الذي انطفأت فيه المنارة لم يمكنهم من الإجابة على السؤال، وأكده القبطان أن أحدهم انزلق فلحق به الآخرون لنجدته فغرقوا جميعًا.

ورغم أن المرسى مليئة بالجبال وأحزمة النجاة وكان باستطاعة الرجال رمي حزام الإنقاذ إلا أنهم قفزوا في المياه ولم يعلم أحد ما سبب ذلك، كما أن الكاتب فالنتين دايال أورد في أحد كتبه أن أحد الصحفيين زار الجزيرة عام 1947 ووقف على المرسى الغربي والموج كان هادئًا وفجأة وصلت موجة 70 قدمًا حتى كادت أن تسحبهم معها، وأكد أنه من الصعب الاقتناع بأن يكون الرجال الثلاثة ضحية الحادث المفاجئ، مرجحًا أن يكون هناك حادثاً ما اختطفهم دون أن أثر.

سر الصيادين السبع

سر الاختفاء

عندما أبحر قارب  (هيسبيروس) إلى جزيرة (إيليان مور) في شهر ديسمبر من عام 1900م، تم تكليف الكابتن (جيمز هارفي) بتوصيل حارس منارة الإغاثة كجزء من الروتين الطبيعي للمناوبة.لكن تم تأجيل الرحلة لبضعة أيام بسبب الأحوال الجوية السيئة، وبعد أن هدأت العاصفة وصل (هارفي) وطاقمة إلى الجزيرة، وشعروا حينها بوجود شيء غريب وغير مفهوم، فلم يلحظوا الإجراءات الاعتيادية التي تتخذ في كل مرة بالحالة الطبيعية عند الوصول إلى الميناء، كما وجدوا سارية العلم عارية ولم يأت أي من الحراس للترحيب بهم واستقبالهم كما جرت العادة، واتضح فيما بعد أن الحراس ليسوا في الجزيرة كلها، ليتبين لاحقاً أنهم اختفوا جميعهم بطريقة غامضة.

فقد انتشرت الخرافات والطقوس من قبل العابرين وممن اعتبروا أن لتلك الجزيرة نوعاً من الهالات الروحية التي تحيط بها، والتي كانت لا تصدق ولا يمكن تجاهلها في نفس الوقت.فقد بدأ الفريق بالتحري ووصل إلى معلومات محيرة، حيث كان أول من تم التحقيق معه هو الحارس البديل (جوزيف مور)، الذي أعلن عن فزعه الشديد عند صعوده المنحدر نحو المنارة المشيدة حديثاً، ليجد أطباقاً مليئة باللحم والبطاطا والمخللات كانت متروكة على الطاولة، كما كانت الساعة معطلة إلى جانب كرسي مقلوب، وما يدعو إلى الغرابة أكثر كان وجود معطف واحد يعود لأحد الحراس المفقودين، وكانت أسماء هؤلاء (توماس مارشال)، و(جيمس دوكات)، و(دونالد ماك آرثر)، وأخيراً وليس آخراً كانت البوابة الرئيسية والباب مغلقين بإحكام.

سر الصيادين السبع

فذالك الأمر طرق كثير من التساؤلات لماذا خرج أحد الحراس دون معطفه؟؟ ولما خرج الثلاثة بنفس التوقيت وهذا  في الأساس والقوانين لا تسمح بذلك ؟؟ حيث يجب أن يكون واحدًا منهم على رأس عمله بكل الأوقات، لذلك يجب أن يكون قد حدث شيء طارئ استدعاهم للخروج معًا.

فلم تسفر التحقيقات على الرغم من أن كتاب سجل المنارة قد قدم مجموعة جديدة من التفاصيل الغريبة، ففي الثاني عشر من ديسمبر ذكر (مارشال) أنه وقع رياح شديدة  لم يسبق أن هبت طوال العشرين سنة الماضية في الجزيرة، حيث كتب وصفاً لأحداث ذلك اليوم قائلاً: كان (داكت) هادئًا على عكس (ماك آرثر) الذي كان يبكي طوال الوقت، وذلك السلوك لا يُعد سلوكًا طبيعيًا بالنسبة لرجل يعتبر قويًا وبحارًا ذو خبرة فائقة.

ولكن الغريب ومثير للدهشة أنه لم يسجل أي عاصفة في المنطقة خلال أيام 12 و13 و14 من شهر ديسمبر نفسه، فقد كانت الأوضاع هادئة حتى تاريخ 17 من ذلك الشهر، تلك الأمر طرق الباحثين في حيرة : هل حدث شيء خارق للطبيعة ؟؟ أم أن ذلك بسبب مخلوقات بحرية ؟؟ هل وقعت جريمة مروعة في تلك الليلة ؟؟ أم أنها كانت عمليات حكومية سرية؟ أم كان السبب وراء ذلك  كائنات فضائية ؟؟

ولكن يبقي تحليلًا واحدًا يبدو منطقيًا للمستكشفين رغم الحيرة التي وقعو بها ، فعدم  وجود الجثث، والظروف الجوية التي من المفترض أنها كانت هادئة في الفترة المذكورة، والخبرة والمهارة الكبيرة للحراس لم تؤخذ بعين الاعتبار ، ففي السنوات التالية ادعى حراس آخرون أنهم سمعوا أصواتًا في السماء تنادي بأسماء الحراس الثلاثة المفقودين فلم يكن هنالك  شك إلى أن الحراس الثلاثة رفعوا إلى العالم الفوقي دون معرفة ما وراء السبب الحقيقي من الاختفاء حتي اليوم.