ما رأي الدين في كتابة اسم المتوفى علي القبر؟

ما رأي الدين في كتابة اسم المتوفى علي القبر؟

حقيقة الموت

هل يجوز لنا أن نضنع اسم المتوفى على القبر؟ سؤال ربما عجيب! ولكن سنجيب عنه في تلك المقالة,

الموت هو سنة كونية, وحق كتبه الله على بني آدم من آمن منهم بالله ومن لم يؤمن

فالموت هي الحقيقة التي لم ينكرها منكر.

الملحدين أنفسهم ينكرون وجود الله الخالق العظيم، ولكنهم يؤمنون بحقيقة الموت والفناء دون الإيمان بالبعث والحساب.

عند موت الإنسان المسلم يتبع في تجهيزه وإحضاره للدفن خطوات نص عليها الشرع الحكيم

كي يقابل المؤمن ربه على أكمل وجه وفي أجمل صورة.

احتضار الميت

قبل أن يلفظ المتوفى أنفاسه الأخيرة عند الاحتضار على من يجلس إلى جوار الميت أن يلقنه الشهادة في هذا الوقت العصيب.

الذي يرى فيه الميت أهوال لا يطلع الله عليها أحدًا غيره من نزول الملائكة.
وحضور الشيطان عند خروج الروح ليفتن الميت عن دينه.

تلقين الميت الشهادة في تلك اللحظات الصعبة هي من أهم ما ينفع الميت فهنيئًا لمن نطق الشهادة قبل خروج الروح.

وبعد خروج الروح إلى بارئها يبدأ الأهل والأقارب في تجهيز الميت بتغسيله الغسل الشرعي الوارد في الكتاب والسنة ليكون في أجمل صورة.

تكفين الميت والصلاة عليه

يكفن الميت في ثلاثة أثواب بيض ويزاد بالنسبة للمرأة أربعة أخرى زيادة لها في الستر والعفاف.
وبعدها ينقل الميت إلى المسجد لأداء صلاة الجنازة عليه.

الصلاة أمر له ثوابها الجزيل الذي ينفع الميت فالصلاة على الميت بما فيها من دعاء إنما هي رحمة له.

وبعدها يحمل الميت إلى مثواه الأخير إلى أول منازل الآخرة وهو القبر.

الدفن الشرعي بالأساس اللحد كما هو متبع بالمملكة العربية السعودية في أن يحفر للميت بباطن الأرض ثم يهال عليه التراب.

طبيعة الأرض في مصر لاسيما التي يعيش فيها غالبية السكان هي أرض طينية لا يمكن أن تنفيذ طريقة اللحد.

الأعداد الكبيرة للمتوفين والتي هي نتيجة طبيعية للزيادة السكانية في مصر

هل يجوز وضع اسم المتوفى على القبر؟

 

وهنا نلاحظ على بعض المقابر وخاصة العائلات وضع اسم المتوفى على القبر وتاريخ الوفاة محفورة على القبر أو على لوحة حجرية من الجرانيت أو الرخام.

تم توجيه سؤال إلى دار الإفتاء المصرية عن حكم وضع هذه اللافتات على القبور بغرض التباهي والتفاخر هل هي جائزة أم لا؟

وقد أجابت دار الإفتاء المصرية على السؤال الموجه لها ممثلًا في شخص فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي مصر قائلاً في نص الفتوى: ( كتابة اسم المتوفَّى على القبر لتعليمه ومعرفته جائزةٌ شرعًا ).

يجوز أن يوضع على القبر علامةٌ من حجرٍ أو خشبٍ أو عودٍ أو غير ذلك.

استدل فضيلة المفتي في نص فتواه بما ورد في الحديث الشريف ( أن عثمان بن مظعون أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً أن يأتيه بحجر، فلم يستطع حمله، فشمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ساعديه وحمل الحجر ووضعه على قبر عثمان بن مظعون وقال: ” أَتَعَلَّمُ بِهَا قَبْرَ أَخِي، وَأَدْفِنُ إِلَيْهِ مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِي).

ونقل أيضً فضيل المفتي في نص فتواه قول العلامة ” تقي الدين السبكي: “ينبغي عدمُ الكراهة إذا كتب قدر الحاجة للإعلام”.

وأضاف المفتي أن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه بنهي رسول الله أن تجصص القبور.
ويكتب عليها محمول على أقدم على هذا الفعل من باب التباهي.

إذن نخلص من الفتوى السابقة بجواز وضع لافتات الأسماء على القبور بشرط ألا تكون من باب الزينة أو التفاخر.

رحم الله موتانا وموتى المسلمين جميعًا