السديم الأحمر..ظاهرة حيرت علماء الفلك

السديم الأحمر..ظاهرة حيرت علماء الفلك

سديم المستطيل الأحمر تلك الظاهرة  تعد من ضمن غرائب الكون التي حيرت العلماء منذ سنوات طويلة ، حيث أن دائمًا ما تكون أشكال السحب الغازية في المجرة مختلف ومميز للغاية ، ولكن تلك السديم كان له نظرة خاصة لدى العلماء وتسبب في حيرة كبيرة لهم ، فقد اعتقد الكثير  أن السبب في شكل تلك السديم هو وجود نجمين في منتصف السديم ، ولكن كان الأمر غامض للغاية رغم التوقعات المختلفة من علماء الفلك وكان أيضًا هناك سبب يؤدي إلى غموض شديد في الأمر وهو أن السديم كان يقوم بانبعاث اللون الأحمر المتوهج  بشكل غريب للغاية ولكن اعتقد العلماء أن سبب هذا التوهج يرجع إلى الأشعة فوق البنفسجية القوية.

أشعة السديم

يمتاز السديم الأحمر بشكله المستطيل ولونه الملفت فضلاً عن تشكيلته المميزة التي يظهر فيها كحرف إكس ،كما أنه يحتوي على نجم مركزي يشبه إلى حد كبير ما ستغدو عليه شمسنا بعد خمسة مليارات سنة ، حيث أنه يبعد عن الأرض حوالي 2300±300 سنة ضوئية ، وأطلق عليه تلك الاسم نظرًا  لشكله الذي يشبه المستطيل و لونه الأحمر البديع .

فقد تم اكتشاف السديم عام 1973 خلال رحلة المسح للسماء بالأشعة تحت الحمراء ، فهو  يتميز بهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات حيث يوجد في مركزة نجم يدعي ( HD 44179 ) وعلي الجانب الأخر منه يوجد النجم( RAFGL 915) تلك النظام الثنائي يعد جوهرة تزين الفضاء الخرجي .

فتلك الظاهرة تعرف أيضًا بالكوكب الأول حيث يتكون من نجوم قديمة على وشك التحول لسدم كوكبية، وعندما تطرد الكتلة كلها منها لن يبقى سوى قزم أبيض شديد السخونة ، لتؤدي تلك الإشعاعات الفوق بنفسجية المنبعثة منه إلى توهج الغاز المحيط به , فتلك السديم يعتبر الآن  في مراحل حياته الأخيرة، لذلك ينبعث منه غاز ومواد أخرى تشكل سديمًا مذهلًا.

الأشعة الخاصة بالسيدم

الكوكب الأول

يقع في مركز السديم  نظام نجم ثنائي متوهج يدعم السديم بالطاقه لكنه لا يفسر ألوانه ، فمن المرجح أن الشكل الغير عادي للمستطيل الأحمريرجع إلى حلقة غبار كثيفة تضغط التدفق الكروي الخارج من السديم فتتكون أشكال مخروطية ملامسة للأطراف ، كما أن الألوان الغير عاديه للسديم غير مفهومة  بشكل جيد ولكن يخمن بعض العلماء أن تكونها يعود جزئيًا إلى جزيئات الهيدروكربونات التي قد تكون حجر أساس للحياة العضوية، فتلك السديم المستطيل  يقع على بعد حوالي 2300 سنة ضوئية باتجاه كوكبة يونيكورن .

ولكتشاف هذا السديم تم استخدام التلسكوب فاست، والذي يعد أكبر تلسكوب لاسلكي أحادي الطبق، وأكثرها حساسية في العالم، ومخصص للبحث عن حياة خارج الأرض , حيث تفوق حساسية تلك التلسكوب  حساسية أي تلسكوب راديوي آخر على الأرض بمرتين ونصف، ومن المتوقع أن يبلغ نطاقة أربعة أضعاف نطاق أي تسلكوب راديوي طبقي آخر.

فقد  كشف تلسكوب هابل الفضائي عن ثروة من الميزات الجديدة في المستطيل الأحمر التي لا يمكن رؤيتها بواسطة التلسكوبات الأرضية التي تبحث من خلال الغلاف الجوي المضطرب للأرض والتي  لا تزال أصول العديد من السمات في هذا النجم المحتضر مخفية أو حتى غامضة تمامًا ، ولكن من المعتاد وجود تناظر ثنائي القطب واضح في السدم الكوكبية والكواكب الأولية.

الأشعة الخاصة بالسيدم

تفسير للسديم

من المعروف أن المستطيل الأحمر غني بشكل خاص بالهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات  فقد تم تفسير وجود مثل هذه الجزيئات الكبيرة الحاملة للكربون في المكون السديم على شكل X  بينما من المعروف أن المناطق الإستوائية تحتوي على حبيبات غبار غنية بالسيليكات تحمل الشكل O. .

لذلك تم تفسير السديم على أنه يرجع إلى تغيير نسبة وفرة  للنجم الأساسي خلال تطوره المتأخر ، وبالرغم من ذلك  يمكن أيضًا أن تتشكل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات نتيجة لتطور منطقة التفكك الضوئي المركزية ، تلك منطقة التي تظهر فيها كيمياء نشطة للغاية بسبب تفكك الجزيئات المستقرة عن طريق انبعاث لأشعة فوق البنفسجية للنظام النجمي , كما أن  المستطيل الأحمر هو أول سديم حول نجم متطور تم فيه تحديد قرص استوائي في الدوران بشكل جيد .

فقد تم إثبات وجود مثل هذه الأقراص فقط في عدد قليل من هذه الكائنات ، ولم يلاحظ سوى التوسع في معظمها وبالرغم من ذالك ، فالقرص يمتص الضوء النجمي ولا يمكن رؤيته عمليًا في الصورة البصرية الجميلة ، والتي تمثل بشكل أساسي تدفقًا منتشرًا نسبيًا ليتكون على الأرجح من مادة مستخرجة من القرص الأكثر كثافة حيث تشير الدرجات المميزة إلى عدة نوبات من زيادة معدل الطرد وبالرغم من تلك الاكتشافات مازال العلماء يبحثون ويدرسون الفضاء ليدهشوا العالم بأسرار الفضاء الخارجي التي لا حصر لها.