ما هو الإسلام؟

ما هو الإسلام؟

ما هو الإسلام؟… هي سلسلة مقالات تهتم بالتعريف بالإسلام، من خلال بيان الأعمدة الأساسية التي يقوم عليها هذا الدين.

هذه الأسس لا يسع المسلم الجهل بها، كذلك من الأهمية بمكان أن يعرفها كل شخص يبحث عن حقيقة الإسلام، أو يود الدخول في الإسلام.

ستعتمد هذه السلسلة، على المراجع والمصادر التالية:

الكتاب الإسلامي المقدس: القرآن الكريم.

التطبيق العملي للإسلام: وهي السنة النبوية المطهرة، وسنعتمد على الصحيح منها فقط.

الحقائق التاريخية الموثقة، البعيدة عن عاطفة المؤرخين.

الجزء الأول: أسئلة ينبغي معرفتها قبل الدخول في هذا الدين:

هذه مجموعة من الأسئلة، ستخطر على بال الكثيرين ممن يبحثون عن حقيقة الإسلام . لذا سنبين في هذا المقال، الأجوبة الشافية الكافية، المتسقة مع المنطق والعقل، والمستوحاة من المصادر الإسلامية نفسها.

السؤال الأول: ما هو الإسلام؟

الإسلام هُوَ أحد الديانات السماوية، أي أوحى الإله به إلى نبي الإسلام محمد _صلى الله عليه وسلم_  ثم بلَّغه _عليه الصلاة والسلام_ إلى الناس، دون زيادة أو نقصان.

بدأت رسالة النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ عام 611مـ، واستمر نزول الوحي لمدة ثلاث وعشرين سنة، ثم بدأ أصحابه _رضي الله عنهم_ بنشر هذه الرسالة إلى جميع العالم.

نتيجة جهد الصحابة هي: الإسلام هو دِينُ  الأغلبية في 49 دولة عالميًا، بعدد يقترب من ملياري مسلم، يمثلون ربع سكان الأرض تقريبًا.

الإسلام له وجهة نظره الخاصة للحياة وكيفية عيشها _مثله مثل بقية الأيديولوجيات_ لذلك، فإن الإسلام يضع لأتباعه قواعد محددة في كل مجالات الحياة.

هذه القواعد عند اختبارها على أرض الواقع، نجد أنها متوافقة مع الفطرة النقية، ومع العقل الباحث عن الحق، المتجرد عن الأهواء.

وظيفة هذه القواعد: توفير مناخ مثالي، لكي يعيش البشر جميعًا في أمان واطمئنان في ظل الإسلام، حتى لو كانوا غير مسلمين.

هذه القوانين، لا تحجر على العقول والإبداع والابتكار، ولكنها توجه العقول للابتكار الخيِّر، الذي يضمن للجميعِ العيش في سلامة وطمأنينة.

الضوابط الإسلامية، تحقق للبشر التوازن بين مطالب الروح واحتياجات الجسد.

من مميزات هذه الضوابط أيضًا: مراعاتها لأحوال الناس المختلفة، فهي ليست سلاحًا حادًا يطبق على الجميع دون هوادة، ولكن تعامل كل شخص بحسب حاله، وهذا ما تفتقده كل الأنظمة الأخرى.

الرجال، النساء، الأطفال، أصحاب الأعذار كالمرضى، كل له ضوابط وتشريعات تناسب حاله.

ميزة أخرى وهي: أن هذه القواعد مرنة قابلة للتجدد وتراعي المرحلة التي تمر بها البشرية، وليست قوالب جامدة.

الْإِسْلَامُ  يجيبك بدقة عن أسئلة كثيرا ما تشغل بالك مثل: من خلقني؟ لماذا خلقني؟ ماذا بعد الموت؟ ما نقطة بداية هذا الكون؟ وما نهايته؟ …إلخ.

السؤال الثاني: ما حجر الأساس في هذا الدين؟

حجر الأساس، والركيزة الأولى لهذا الدين هي: كلمة التوحيد.

كلمة التوحيد هي: لا إله إلا الله

المعنى: أن تكون مقرًا بأنه لا يوجد إله يستحق العبادة إلا الله _عز وجل_، كما يعني الخضوع، وكذلك الاستسلام التام لما يأمر به.

الانقياد والخضوع لله وحده لا شريك له، يحميك من الخضوع لأي قوة تريد سلب إرادتك وحريتك، وتحجر على اختياراتك.

توحيد الله يحرر المسلمين من العبودية للشجر والحجر والبشر، لأنه يغرس فيك التعلق بالله الواحد الأحد، الذي يهيمن على الكون من فرشه إلى عرشه، وبيده ملكوت السماوات والأرض، ولا يكون في ملك اللَّهِ _سبحانه وتعالى_ إلا ما يريد، وعندما تصل لهذا اليقين، ستتحرك في الحياة بقوة وحرية ولن يضرك كيد الكائدين، أو حقد المتربصين.

السؤال الثالث: ما هي أهم أركان الإسلام؟

قبل الجواب نريد أن نعرف معنى الركن.، فالركن هو: الجزء من الشيء.

بمعنى أن الأجزاء المكونة لأي شيء نسميها أركانه.

ففي هذه السؤال نتعرف على أركان الإسلام، أي الأجزاء الأساسية، التي يطلب من كل مسلم أدائها.

في جمل بسيطة، نقول أن أركان الإسلام الرئيسية خمسة، وهي:

الركن الأول من أركان الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

معنى الشق الأول: اعتقاد أنه لا معبود بحق إلا الله، والخضوع لشرع الله باتباع أوامره، وكذلك محبته وتعظيمه.

يضاف لما سبق، الإيمان بأركان الإيمان الستة، وأركانه هي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر.

وأركان الإيمان تعرف باسم آخر وهو العقيدة أي ما يؤمن به المسلم ويعتقده.

الشق الثاني شهادة أن محمّد بن عبد الله _صلى الله عليه وسلم_ هو رسول الله، وخاتم الأنبياء.

الركن الثاني من أركان الإسلام: إقام الصلاة:

وهي خمس صلوات في اليوم والليلة، وهي: الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء.

يشكل هذا الركن العمود الأكبر بعد الشهادة في الإسلام. لذلك، لا يعتبر إسلام المرء إسلاما صحيحًا إلا بالمحافظة عليها.

تؤدى الصلوات في مسجد يجتمع فيه المسلمون، وكذلك يمكن أداؤها في أي مكان طاهر نظيف.

بمجرد نطق الشهادة، يكون المسلم مطالب بالبدء الفوري، في تعلم الصلاة وأدائها.

الركن الثالث: إيتاء الزكاة.

تعني: دفع الأغنياء نسبة محددة من أموالهم، لأصناف معينةٍ من المحتاجين.

وتعتبر الزكاة نوع من أنواع التكافل الاجتماعي، التي تعين مجتمعاتنا الإسلامية، على تحقيق القوة الاقتصادية المطلوبة، لمواجهة التحديات المعاصرة.

الركن الرابع من أركان الإسلام: أن يصوم المسلمون شهر رمضان.

ومعناه: الإمساك عن المفطرات، كالأكل والشرب والجماع في نهار الشهر التاسع من السنة الهجرية.

تكمن أهمية الصوم، في أنه يساعد على تزكية النفس وتطهيرها وتربيتها على مراقبة الله في كل الأوقات.

الركن الخامس من أركان الإسلامِ: الحج:

وهو زيارة الإنسان المستطيع، مكة المكرمة، مرةً في العمر، للمشاركة في أداء مناسك معينة.

وهذا الركن يؤدَى منذ عهد خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام منذ آلاف السنين.

تهدف العبادات إلى توجيه المسلمين إلى قيم روحية ومجتمعية، لا غنى عنها للفرد والمجتمع.

كذلك تعين العبادات المسلمين على التمسك بعقيدتهم، وتحسين علاقتهم ببعضهم البعض.

السؤال الرابع: تدَّعي كل الأديان أنها من عند الله، فلماذا نختار الإسلام فقط؟

سؤال آخر قد يجول بذهنك وهو: لماذا نختار هذا الدين، مع أن أصحاب الأديان الأخرى يقولون أن أديانهم هي من عند الله أيضًا؟

نجيب عن ذلك في النقاط ا  لتالية:

أولًا: هل كل الأديان تدَّعي أنها من عند الله، أم لا ؟ الواقع يقول: لا. لم يدعِ أحد ذلك.

ثانيًا: عند دراسة الأديان، نجد أن الأغلب منها أديان أرضية، ليس لها ارتباط بالله _تعالى_، فهي تدعو إلى عبادة بعض البشر على أنهم هم الله، أو إلى عبادة بعض الأشياء كشجر وجبل، أو إلى عبادة الشمس أو القمر أو بعض الكواكب، وهذه تسمى مذاهب وثنية.

ثالثًا:  الأديان التي هي من عند الله حقيقةً، وتسمى الأديان السماوية، لا تنافي الإسلام.

بالإضافة إلى أن هذه الأديان يوجد فيها ما يأمر أتباعها باتباع الإسلام باعتباره الدين الخاتم.

لذلك نجد من عاصر النبي _صلى الله عليه وسلم وآله_ من اليهود كانوا يترقبون ظهوره ليتبعوه.

بل كانوا يهددون المشركين العرب به إذا وقعت بينهم نزاعات.

الدليل على أن أهل الديانات السماوية مأمورون باتباع الإسلام:

يحدّثنا الإمام أحمد عَنْ  سَلَمة بن سَلامة بن وَقْش _رضي الله عنه وكان من أصحاب بدر_ قال:

كان لنا جارٌ من يهود في بني عبد الأشهل، فخرج علينا يومًا من بيته قبل مبعث _النبي صلى الله عليه وسلم_ بيسير، فوقف على مجلس بني عبد الأشهل، وأنا يومئذ أحدثُ من فيه سنًّا، عليَّ برُدة، مضطجعًا فيها، فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار، فقال ذلك لقومٍ أهل شرك أصحاب أوثان، لا يرون أن بعثًا كائن بعد الموت.

فقالوا له: ويحك يا فلان ترى هذا كائنًا؟ إن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار، يجزون فيها بأعمالهم؟

قال: نعم، والذي يُحلف به لَوَدَّ أن له بحظه من تلك النار أعظمَ تنُّورٍ في الدنيا، يحمونه ثم يدخلونه إياه فيُطبَق به عليه وأن ينجو من تلك النار غدًا.

قالوا له: ويحك وما آية ذلك؟ قال: نبي يبعث من نحو هذه البلاد. وأشار بيده نحو مكة واليمن.

قالوا: ومتى تراه؟

قال: فنظر إلي وأنا من أحدثهم سنًّا، فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه.

قال راوي الحديث: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى رسولَه، وهو حي بين أظهرنا، فآمنا به وكفر به بغيًا وحسدًا.

فقلنا: ويلك يا فلان، ألستَ بالذي قلت لنا فيه ما قلت؟

قال: بلى، وليس به.

فيجب على كل شخص أن يدخل في دين الإسلام؛ لأن الأديان الأخرى إما أنها أديان سماوية سابقة فالإسلام ناسخ لها، وإما أنها أديان باطلة من أصلها.

قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

فهذه الأديان كانت صحيحةً في عصرها، إلا أن رسالة السماء الأخيرة تنسخ الرسالات السابقة، كما نسخ الإنجيلُ بعضَ أحكام التوراة.

في نهاية هذا المقال..

أرجو أن أكون قد أجبت على أسئلتك عزيزي القاريء إجابات تحترم عقلك، وتزيل أي لبس في فهمك للإسلام.

عند وجود أي أسئلة لديك لم نتعرض لها في هذا المقال، لا تتردد في مشاركتها معنا، وسنمدك بالإجابة مباشرة.