ما وراء أسطورة الصخور المشتعلة

ما وراء أسطورة الصخور المشتعلة

العالم مليء بالظواهر الطبيعية العجيبة التي نكتشفها بمرور الوقت  لتسبب الحيرة والغموض حيالها فمن ضمن هذه الظواهر أسطورة الصخور المشتعلة ولكن يبقي التساؤل هنا هل تخيلت يوميًا وجود نيران مشتعلة منذ ألاف السنين وسط أكبر منطقة بها غاز ميثان ؟؟

أسرار الصخور المشتعلة

تم اكتشاف محافظة كريمان بتركيا ،التي تقع على بعد 80  كيلو جنوب غرب إيطاليا بالقرب من بلدة (مومورميس) بجبل صخري  يُسمى جبل النار والذى يقع على ارتفاع 1950 مترًا فوق مستوى سطح البحر يحمل عليه فتحات مشتعلة.

حيث تمتد هذه الصخور على مساحة تزيد عن ثلاثة أميال مربعة ( حوالى 5000 متر مربع ) ، وهى شعلة طبيعية توقد نتيجة انبعاثات الغاز الذى يرتفع خلال الفراغات الموجودة في الصخور والتي تشكل حافة جبل أوليمبوس ،فالغاز المنبعث يتكون من تلك الفتحات  بشكل أساسي من غاز الميثان ، حيث يعتبر غاز الميثان أخف من الهواء وينشأ عادة نتيجة تحلل المواد العضوية .

ولكن يعتقد العلماء أن الغاز داخل هذه الصخور يتولد بشكل تلقائي غير عضوي  فهو نوع نادر من الميثان ينشأ من عمليات طبيعية أخرى ، كما تم اكتشاف وجود غاز الهيدروجين يرتفع من نفس الفتحات في الصخور المشتعلة ، وكلاهما من غازات سريعة الاشتعال .

أسطورة الصخور المشتعلة

كيف تشتعل الصخور ؟؟

فالعجيب أن هذه الفتحات مشتعلة منذ ألاف السنين, وتُعتبر ظاهرة غريبة حيث يقوم الجيولوجيون بعمل الكثير من الدراسات عليها ويقول الخبراء أن هذه النيران عبارة عن عشر فتحات في الجبل وتتغذي على غاز الميثان المنبعث من داخل الجبل منذ 2500  سنة فهي أقدم نار مشتعلة دون انقطاع عرفها الإنسان.

أسطورة الصخور

يقول المؤرخون أن البحارة القدام كانوا يرون الفتحات من بعيد منذ مئات السنين وكانت بمثابة مرشد بالنسبة لهم ، حيث تساعدهم على التنقل ولكن اليوم تعتبر هذه الفتحات واحدًا من أهم المناطق السياحية التي يقصدها الكثير من السياح من كل مكان حول العالم ويقومون بعمل الكثير من الحفلات وحفلات الشواء والشاي والغداء على هذه الصخور حيث تبدو ألسنة اللهب أكثر اشتعالًا خلال فصول الشتاء الباردة ، ويعزى ذلك إلى التغيرات في الضغط الجوي والضغط الأرضي ، والذى يتأثر بالمياه الجوفية وعوامل أخرى .

وتوجد بعض الأساطير المثيرة للاهتمام حول سبب تكون الصخور المشتعلة ، حيث يقال أنها نشأت نتيجة قيام وحش أسطوري يسمى (كمير) بنفث النار أثناء تنفسه ، ويقال إن (كمير) له جسم ورأس أسد مع رأس عنزة على ظهره , كما أن له ذيل ينتهي برأس ثعبان ، وتحكي أسطورة أخري أن الوحش قتل على يد البطل الأسطوري (بيليروفون) الذى اعتلى ظهر الحصان المجنح (بيجاسوس) وقصف (كمير) بالرصاص المنصهر .