تسعير المنتجات وفق مبدأ العرض والطلب

تسعير المنتجات وفق مبدأ العرض والطلب

إن مجمل المُنظرين والمختصين الاقتصاديين يستندون إلى مبدأ العرض والطلب لفهم الآلية التي يتم فيها تحديد أسعار للمنتجات في السوق، لكونه مبدأ أساسي من مبادىء علم الاقتصاد، حيث تقوم عليه جميع الأسواق سواءً كانت محلية أم عالمية.

ويوضح هذا المبدأ التفاعل القائم الذي يدور ما بين بائع المنتج، وما بين مشتري المنتج. إذ أن رغبة البائع دائماً ما تكون منصبة باتجاه زيادة سعر المنتج الذي يعرضه للبيع، لتحقيق أعلى فائدة ربحية ممكنة. في المقابل الآخر، تكون رغبة المشتري دائماً منصبة في طلب الحصول على المنتج المعروض بأقل سعر ممكن، لتقليص نفقاته لأكبر قدر ممكن.

وبسبب هاتين الرغبتين المتدافعتين، أو بمعنى آخر التدافع الحاصل ما بين العرض والطلب، قادتا إلى نتيجة الوصول إلى نقطة متوازنة تحدد السعر المناسب للمنتج يسمى في علم الاقتصاد ” سعر التوازن”.

ويقصد بالسعر التوازني، هو السعر الذي يتعادل فيه مقدار الكمية المعروضة من المنتجات مع الكمية المطلوبة منها، وبالتالي سيكون وجود المنتجات في السوق في حالة توازن، بمعنى أنه لن هنالك عجز في الكمية، أو فائض فيها.

مفهومي العرض والطلب

يعتبر مفهومي العرض والطلب من أهم المفاهيم الاقتصادية؛ لأنهما يقربان الفهم لرغبات الناس الجوهرية عند عملية الشراء والبيع.

ويشير مفهوم العرض إلى الكميات المعروضة للمنتج، التي من الممكن أن يوفرها البائع في السوق حسب الإمكانيات المتاحة خلال إطار زمني محدد. فمقدار الكمية التي يُمكن عرضها لا يقتصر على دور البائع فحسب، وإنما على الجهة المنصعة والمسؤولة عن توفير المواد المصنعة للمنتج، وأيضا مدى قدرة البائع على تحمل التكلفة المالية لتلك المواد. علاوة على ذلك، الأخذ بعين الاعتبار عن عدد طلبات المتعلقة بالمشترين الراغبين بالحصول على المنتج.

أما مفهوم الطلب فهو يشير إلى الكمية المطلوبة التي يرغب بها المشترين في اقتناء منتج ما، مع اشتراط وجود الإمكانية الشرائية لتوفيره.

العلاقة الجامعة ما بين السعر والطلب

إن العلاقة التي تجمع ما بين سعر منتج والكمية المطلوبة هي علاقة عكسية، حيث تشير إلى أن زيادة في سعر المنتج يؤدي بالضرورة إلى نُقصان في كمية الطلب عليه، والعكس كذلك.

وهذه من الأمور البدهية التي تحدث في الحياة الواقعية، حيث تزيد رغبة الزبائن الشرائية في حالة انخفاض سعر منتج عن المرة السابقة، والعكس صحيح أيضاً. وهذا ما يدفع الناس إلى التسارع في اقتناء المنتجات التي تم وضع عليها تخفيضات في سعرها.

ويوضح الشكل التالي العلاقة بينهما، حيث يشير إلى انحدار المنحنى من الأعلى إلى الأسفل، كما هو موضحٌ بالرسم الآتي:

العلاقة الجامعة ما بين السعر والعرض

أما العلاقة التي تجمع ما بين سعر المنتج والكمية المعروضة هي علاقة طردية، فكلما زاد سعر المنتج، زادت الكمية المعروضة منه. حيث يشير المنحنى المرسوم ميلاً تصاعدياً، كما هو موضح بالرسم الآتي:

العوامل المؤثرة على آلية العرض والطلب

تتأثر آلية العرض والطلب بالعديد من العوامل المباشرة، ومن أهمها:

– تغيرات أذواق المشترين.

– تقلب الأسعار.

– مستوى دخل الفرد.

– الأزمات الاقتصادية.

– الإعلانات التجارية.

– المنافسية الشديدة.

– الفصول الشديدة.

– التوجهات الحديثة.

أهمية مبدأ العرض والطلب

تكمن أهمية مبدأ العرض والطلب أنه يعطي للمستثمرين والاقتصاديين ورجال مؤشرات واضحة بخصوص أحوال السوق المستقبلية والقدرة على استقرائه. بالإضافة القدرة على تسعير المنتجات، ورصد الكمية التي يتطلبها السوق في عرضها، بحيث لا يكون ثمة مجال فائض للمنتجات أو عجز. حتى يكون الوضع الاقتصادي للدول مستقر.