متلازمة الميزوفونيا قد تؤدي الي الاكتئاب

متلازمة الميزوفونيا قد تؤدي الي الاكتئاب

متلازمة الميزوفونيا او Mosophonia وتعني “كراهية الضوضاء” ،اذ يعاني بعض الاشخاص المصابين بالميزوفونيا من حساسية مفرطة تجاه سماع بعض الاصوات،كالتنفس ،قرمشة السناكس،النقر بالاظافر علي الطاولة او مضغ اللبان.

حاولت بعض الدراسات تفسير هذا الاضطراب واكثر هذه الدراسات ،يشير الي وجود عامل وراثي وراء الاصابة بالميزوفونيا.
يدرك الاشخاص المصابين بالميزوفونيا انهم يبالغون في ردود افعالهم،ولكن يؤكدون علي عدم قدرتهم علي السيطرة علي مشاعرهم وردود افعالهم.
اجريت دراسة بحثية عام٢٠١٧ علي عدد من المصابين بالميزوفونيا،حيث اتضح بعد سماع الاصوات المزعجة والمحفزة للمشاعر السلبية ،ادت الي غضب شديد للمصابين بالنيزوفونيا

يبدا اضطراب حساسية الصوت الانتقائية او “الميزوفونيا من مرحلة الطفولة ما بين ٩-١٣عاما واكدت احدي الدراسات اصابة النساء اكثر من الرجال بهذه المتلازمة.

هل صحيح ان مصاب الميزوفونيا يعاني من جميع الاصوات؟؟

ليس صحيح،فبعض الاصوات قد يشعر المصاب بالتوتر الشديد عند سماعها،لانها تحفز لديه المشاعر السلبية كالعصبية،والاشمئزاز والشعور بالخوف .

اسباب حدوث الميزوفونيا:-

الاسباب غير معروفة الي الان،ولكن هناك عدة عوامل تلعب دورا كبيرا في الاصابة بالميزوفونيا
اكدت احدي الدراسات ان مريض الوسواس القهري و من يعاني من اضطراب القلق العام اكثر عرضة للاصابة بالميزوفونيا، فبعض المصابين بالميزوفونيا معرضين للاصابة بالاكتئاب بشكل كبير.

ايضا من يعاني من طنين الاذن قد يشعر بالغضب الشديد اثناء سماع بعض الاصوات المسببة لهذا الشعور.

بعض الاشخاص يرون ان مصابين الميزوفونيا مبالغون في مشاعرهم ،علي الرغم ان المصابين يرون هذا ،ولكن الامر يخرج عن ارادتهم،فما تراه انت طبيعي !لا يراه مصاب الميزوفونيا طبيعيا.
يتساءل الكثيرين حول ربط الميزوفونيا بالتوحد؟!
اعتقد الاطباء ان الاعراض الناجمة من الاصابة بمتلازمة الميزوفونيا تعد ضمن اعراض متلازمة توريت.

اعراض الميزوفونيا:-
الاشخاص المصابين بالميزوفونيا لا يستطيعون ممارسة انشطتهم اليومية بشكل طبيعي،وذلك لوجود عدة اعراض تظهر عليهم اثناء سماع الاصوات ،حيث تختلف الاعراض من مصاب لاخر ،ولكن ردود الافعال تكون واحدة.
ومن هذه الاعراض:-
١-التوتر الشديد
٢-العدوانية تجاه الشخص الذي يعد مصدر الصوت
٣-زيادة التعرق وارتفاع درجة الحرارة
٤-ارتفاع ضغط الدم
٥-زيادة معدلات ضربات القلب
اثارت الميزوفونيا جدل بين العلماء ،حيث تختلف عن الفونوفونيا او الخوف من الاصوات المرتفعة.

كان عالما الاعصاب الامريكيان باول ومارجريت جاستربوف اول من ربطا بين متلازمة الميزوفونيا والشعور بالاشمئزاز ،وذلك مطلع التسعينات من القرن الماضي.

طرق علاج متلازمة الميزوفونيا:-

لكل داء دواء بفضل الله ،وهذا من رحمة الله بنا وفضله علينا، حيث يمكن للشخص المصاب بالميزوفونيا محاولة التعايش مع هذا الاضطراب ،ومحاولة التأقلم من خلال اتباع بعض الارشادات والعادات التي تساعده في التحكم في تلك الاعراض من خلال “المواجهة” عند التعرض لسماع بعض الاصوات، وممارسة الرياضة للتخلص من الغضب والشد العصبي،ايضا محاولة ممارسة التأمل والاسترخاء من اجل التخلص من التوتر .

ايضا اتباع اسلوب الالهاء او التشتت وذلك من خلال سماع الموسيقي ،فالبعض يستمع الي اغنية محببة لدية تساعده علي تهدئة الاعصاب،والرجوع الي تذكر بعض الذكريات الجميله .

بعض المصابين بالميزوفونيا يستخدمون سدادات قطنية او استخدام صمامات الاذن الطبية ،وذلك تحت اشراف طبيب انف واذن وحنجرة”سمعيات”وذلك لحجب الاصوات المسببة للازعاج والشعور المفاجيء بالتوتر والاشمئزاز.

يوجد الكثير من الناس لا يفضلون الادوية الطبية ،والبعض قد يتحسس منها ،والي الان لا يوجد علاج محدد لمصابين الميزوفونيا ،ولكن يلجأ الاطباء الي وصف الادوية الخاصة بالاكتئاب واضطراب القلق العام لمصابين الميزوفونيا.

اثبت العلاج المعرفي السلوكي فاعليته في العلاج ،حيث يعد احد فروع علم النفس ،واكدت احدث الدراسات ان ٥٠٪من المصابين الذين تم علاجهم بالعلاج المعرفي السلوكي.

دور المعالج النفسي ملحوظ ،حيث يساعد المصاب بالميزوفونيا في التحكم بطريقة التفكير بشكل ايجابي،وبالتالي يستطيع ان يضبط استحابته تجاه سماع الاصوات .

استندت احدي الدراسات ان هناك ربط بين متلازمة الميزوفونيا والابداع، حيث تم الوصول الي عدد من الاذكياء والمبدعين ،كانوا مصابين بالميزوفونيا ،مثل الكاتب المسرحي انطون شيخون وعالم الطبيعة تشارلز داريون.