مدينة الإسكندرية … عاصمة مصر القديمة ووجهة الحكم اليوناني في مصر 

مدينة الإسكندرية … عاصمة مصر القديمة ووجهة الحكم اليوناني في مصر 

الإسكندرية مدينة الجمال والبحار والشواطئ والآثار الكثيرة والجميلة. تعج مدينة الإسكندرية بالعديد من الآثار الغارقة والحية والحاملة لتاريخ عريق لحضارات وصراعات وقصص تاريخية وصراعات لحكايات وأساطير كثيرة.

مدينة الإسكندرية ما قبل الأسكندر الأكبر

كنتُ أفكر في مرة من المرات، عن بداية مدينة الإسكندرية فمن المؤكد أن تاريخ الإسكندرية لم تكن بدايته عندما أنشاءها الإسكندر. فالإسكندرية لها تاريخ عريق منذ قديم الزمن. من المعروف أن الإسكندرية قديمًا كانت عبارة عن قرية واقعة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. ونتيجة لذلك كان من يسكنها هم الصيادون والراعيون. ويُقال أنها كانت تسمى قرية راكوتيس.

يقول البعض أن قرية راكوتيس أنشاءها ابن حفيد نوح عليه السلام والذي كان يسمى مصراييم. وروايات آخرى تقول أن الذي أنشاءها هو أمير يطلق عليه الأمير شداد.

إنشاء الأسكندر عاصمة جديدة لمصر

كانت مصر واقعة قديمًا تحت حكم واستبداد دولة الفرس، وكانت مصر في ظل حكمهم تعاني من سيطرتهم. ونتيجة لذلك عندما وصل الإسكندر الأكبر إلى مصر وهزم الفرس وأخرجهم من مصر، لم ينظر له المصريين نظرة عادية بل نظروا له نظرة البطل الذي أنقذهم من العذاب. كانت وقتها عاصمة مصر هي مدينة ممفيس التي دخلها الإسكندر بكل ترحيب وحب من أهلها. وتقرب الإسكندر من أهل مصر عن طريق تقديم القرابين للأله ثم تنقل من مدينة إلى مدينة حتى وصل قرية راكوتيس. وقف الإسكندر قليلًا متأملًا جمال وموقع وطبيعة هذه المدينة الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ليقرر أستغلال تلك المدينة لتكون عاصمة ووجهة لحكمه اليوناني في مصر. ونتيجة لذلك تصبح مدينة الإسكندرية الحالية وراكوتيس سابقًا هي عاصمة الحكم اليوناني في مصر ومدينة الإسكندر الأكبر التي أصبحت بالفعل أجمل مدينة أنشاءها طوال حياته.

الاسطورة حول إنشاء مدينة الإسكندرية

كان الإسكندر المقدوني حينما يذكر اسمه تبدأ الأساطير في الظهور. ونتيجة لذلك هناك العديد من الأساطير التي تربط بين الإسكندر وإنشاءه لمدينة الإسكندرية ومن تلك الأساطير هي أسطورة كيف أوحى للإسكندر بقرية راكوتيس لتكون عاصمة لحكمه؟

يقال أن الإسكندر تم توجيه للإسكندرية بناءًا عن تعليمات معلمه هوميروس والذي كان يعتبر معلمه الروحي. فعندما كان الإسكندر نائمًا جاءه هوميروس منشدًا لأبيات كانت معروفة حينها من الملحمة الأودية. ليقرر بعدها إنشاء مدينة الإسكندرية في هذا الموقع الذي شعر بأنه سيكون مركز ثقافي وحضاري وعالمي؛ وبالفعل أصبح كذلك.

 

مرحلة بناء عاصمة الإغريق – مدينة الإسكندرية

جاء الأسكندر بالمهندس اليوناني الذي يعتمد عليه واخبره بأنه يريد إنشاء عاصمة لحكمه اليوناني في مصر هنا في هذه القرية والذي كان يسمي بِـ”دينرقراطيس”. وبالفعل إنصاع المهندس لأوامر الإسكندر وبدأ في إنشاء المدينة ليبدأ أولًا بإنشاء جسر ليكون الرابط بين الجزيرة وقرية راكوتيس. ليصبح هناك ميناءان إحداهما في الشرق والآخر في الغرب. ثم قرر تقسيم المدينة إلى خمس أحياء. أحد وأشهر تلك الأحياء هو حي البروكيون وهو الحي الملكي الذي كان يحتوي على العديد من المعالم التاريخية مثل المسرح والمكتبة والمعبد والمقابر والقصور وما إلى ذلك.